لماذا على الطلاب الجزائريين التفكير في إطلاق مشاريعهم الخاصة؟

مهما كان المعنى الذي أعطي للمقاولة، فإن هذه الأخیرة تجمع بین مفاهیم أساسیة: إنشاء مؤسسة، اكتشاف الفرص واستغلالها، والتمتع بروح المقاولاتية. هذه الأخيرة التي فرضتها التطورات الحاصلة في العالم والتي دفعت الطلاب الجزائريين إلى التفكير في إطلاق مشاريعهم الخاصة.

يجب أن تكون شخصا مبدعا

المقاول قبل كل شي يجب أن يكون شخصا مبدعا یقوم باستخدام الموارد المتاحة بطریقة مختلفة، كما یعتمد على الاختراعات والتقنیات المبتكرة من أجل الوصول لتولیفات إنتاجیة جدیدة تتمثل في صنع منتوج جدید.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون هذا الشخص قادر على  استعمال طریقة جدیدة في الإنتاج  واكتشاف قنوات توزیع جدیدة في السوق،  اكتشاف مصادر جدیدة للموارد الأولیة أو المواد نصف مصنعة  وإنشاء تنظیمات جدیدة. والمقاول يعتبر شخصا یتمیز عن غیره بمجموعة من الخصائص، تحركه مجموعة من الدوافع، ویتأثر بعدد من المتغیرات.

مراعاة البيئة التي تعيش فيها

مع زیادة الاهتمام بالمقاول ودوره الأساسي في الدفع بعجلة النمو الاقتصادي، تزاید الاهتمام بالعوامل والظروف التي تؤدي إلى نجاح المقاول، حیث إن هذا الأخیر لا یمكن أن یكون بمعزل عما یجري في بیئته، فهو یتأثر بالبیئة الاجتماعیة، الثقافیة، الاقتصادیة والسیاسیة التي یتواجد بها.

مشروع خاص بدل وظيفة إدارية

في الجزائر، أصبح سوق العمل غير قادر على استيعاب مخرجات الجامعة، حيث أن عدد الطلاب الذين يتخرجون سنويا من مؤسسات التعليم العالي في البلاد يفوق بكثير عدد المناصب الإدارية المتوفرة في المؤسسات العمومية أو الخاصة، أي يمكن “القول” أن سوق العمل أصبح مشبعا.

ولهذا أصبح من الضروري، أن يتم توجيه فكر الطلاب الجزائريين نحو المقاولاتية وريادة الأعمال، بمعنى بدل تفكير الطالب في الوظيفة الإدارية وتحقيق ما يعرف بالراتب “الآمن” يوجه الطالب للتفكير في إطلاق مشروع اقتصادي أو إنشاء مؤسسة صغيرة ناشئة تنقذه من البطالة وتجعله يساهم في خلق مناصب عمل لزملائه من الشباب المتخرجين من الجامعة.

التكوين أساس نجاح المشروع

وإذا كان الطالب ينظر إلى المشروع على أنه “الخطر” بمعنى غير آمن وفيه احتمال الفشل والخسارة وبالتالي فقدان رأس المال أو الغرق في الديون، فإن الحل لتخطي هذه الإشكالية هي العمل على تكوين الطالب في أساسيات ومهارات المقاولاتية من خلال الحصول على المعارف الضرورية في مراحل وخطوات إنشاء مؤسسة وتجسيد مشروع ناجح بداية من الفكرة إلى غاية التجسيد ثم تطوير المشروع ودعمه.

الحصول على رأس مال وشهادة جامعية في تخصص معين، لا تكفي وحدها من أجل إطلاق مشروع أو إنشاء شركة ناشئة مبتكرة، فالطالب الجزائري بحاجة أولا إلى التكوين والتدريب لكي لا يخاطر بالفشل، وهذا التدريب والإطلاع على الجوانب القانونية والاقتصادية لإدارة المشاريع والتعرف على السوق وتحديد خصائص المنتوج وغيرها عوامل مهمة جدا ينبغي على الطالب التحكم فيها جيدا، بما يجعله قادر على تسيير مشروعه.

ضرورة البحث عن أفكار مبتكرة

الطلاب الجزائريون اليوم مطالبين بالبحث عن أفكار مبتكرة لمؤسسات ناشئة لإطلاق مشاريع بشكل فردي أو جماعي، والانخراط في المنظمات والهيئات التي تعمل على تكوين الطلاب في المقاولاتية لا سيما “دور المقاولاتية” المتواجدة على مستوى أغلب الجامعات الجزائرية والتي تقدم دورات تدريبية في هذا المجال لفائدة الطلاب خاصة في مراحل التخرج مثل: طلاب الماستر2، بالإضافة إلى ذلك على الطلاب استغلال الفرص للمشاركة في المسابقات والمنافسات التي تنظمها الجمعيات والمؤسسات العمومية وغير الحكومية أيضا في مجال ريادة الأعمال، الابتكار والإبداع، مثل منافسة “إنجاز الجزائر” التي توفر لهم تكوينا معمقا في إدارة المشاريع وتطويرها ومع إمكانية الفوز بدعم مالي لتنفيذ مشاريعهم على أرض الواقع.

المصدر: سوبرنوفا

إقرأ أيضا: دار المقاولاتية في الجامعات .. كيف يستفيد الطلاب منها

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى