مبادئ حملات الاتصال العمومي وأسسها

إن مبادئ حملات الاتصال العمومي وأسسها، تتلخص في مجموعة من النقاط. والتي لا تختلف ولا تعارض مع أسس ومبادئ الاتصال العمومي بشكل عام. والتي يمكن أن نلخصها في النقاط الرئيسية التالية:

  • مبدأ الخدمة العمومة:

إن أساس حملة الاتصال العمومي أن تهدف إلى تقديم خدمة عمومية وتحقيق مصلحة عامة داخل المجتمع. مهما كان حجم الفئة المستهدفة وليس تسويق منتج أو خدمة بيع. وأن تبتعد كل البعد عن الأهداف التجارية والربحية والمصالح والمنافع الخاصة. بما في ذلك الترويج للخدمات والمنتوجات.

وعموما يرتبط مبدأ الخدمة العمومية بتطوير محتوى الاتصال العمومي. وتقديم مضامين تتماشى مع التنوع اللغوي والثقافي للوطن. وتعكس تنوعا برامجيا لمسايرة الخطط التنموية في المجتمع. ومرافقة اهتمامات المواطنين والتفاعل معها، دون التأثر بأية ضغوطات سياسية أو اقتصادية أو غيرها. إضافة إلى تطوير الأرضيات التقنية الخاصة بها.[1]

ومن هنا تظهر أهمية اختيار وتحديد الموضوع الذي يتعلق بالمصلحة العامة. الذي يعتبر أساس الحملة، حيث هناك مواضيع يمتد أثرها على مدى سنين كالكحول. وهناك مواضيع بمجرد أن تظهر تصبح محل انشغال المجتمع، وفي هذه الحالة يصبح الاتصال العمومي الوسيلة الأنجح للتعبير عنها. لكن نجاح أي حملة يرتبط بالاختيار السليم للمواضيع. حيث يجب اختيار المواضيع التي يكون بإمكاننا أن نوفر لها أكبر قدر من الوسائل والتي يمكن للاتصال العمومي أن يحدث تغييرا فيها، لذا يجب تحديد مدى حساسية الجمهور لموضوع دون آخر وعندما تقوم أي مؤسسة ببث حملة خلال فترة زمنية طويلة من سنة إلى أكثر بفضل أن يكون الموضوع عاما[2].

  • أهداف محددة:

من مبادئ حملات الاتصال العمومي أن تكون أهدافها محددة ولكن بمرونة. بمعنى أن تكون قابلة للتعديل والضبط والتحديد أكثر من أجل الوصول إلى الغاية المرجوة. ويخضع تحديد أهداف الحملة إلى مدى زمني محدد، طويلة المدى أي تمتد إلى عدة سنوات، أو متوسطة المدى وهي التي تمتد إلى غاية سنة وهناك قصيرة المدى والتي تستمر من أسبوع إلى عدة شهور. وعموما “يمكن أن يكون الغرض من الاتصال هو دفع المتلقي إلى العمل أو التحرك. ومن ثمة سوف تحاول إذا إقناعه وليس فقط إعلامه وإبلاغه. وفي هذه الحالة يصبح الهدف هو الإقناع. ولذلك يتعين أن تكون الحجج قوية بما فيه الكفاية حتى يكون الاتصال العمومي ورسالته قادرة على تغيير المواقف الاتجاهات”.[3]

وتتميز أهداف حملات الاتصال العمومي بالمرونة والقابلية للقياس والواقعية، من أجل المصلحة العامة. وتنقسم إلى أهداف طويلة الأجل، تسعى إلى تغيير أو تعديل سلوك أو توصيل أفكار محددة على المدى الطويل. وأهداف قصيرة المدى، تسعى لتحقيق الأهداف خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا. ونشير هنا إلى أن تحقيق الأهداف مرتبط بحجم الميزانية المخصصة لإعداد الحملة في مرحلة التخطيط أو في مرحلة التنفيذ.

  • مبدأ التقويم:

ومن مبادئ حملات الاتصال العمومي أن تكون من أجل التقويم. بمعنى أن قرار إطلاق حملة اتصال يجب أن يرتبط بمعتقد أو فكرة أو سلوك خاطئ. تقوم به فئة محددة من المجتمع مهما كان حجمها. وذلك بغرض تقويم، تعديل أو تغيير ذلك المعتقد أو الفكرة أو السلوك. ومن هنا يمكن القول أن مواضيع حملات الاتصال العمومي تتعلق بكل ما هو خاطئ داخل المجتمع. ويتطلب التغيير من أجل المصلحة العامة.

  • مبدأ الدقة والوضوح:

إن حملات الاتصال العمومي يجب أن تتسم بالوضوح والدقة، والابتعاد عن الغموض. وعدم ترك فضاء للتأويل الذي يمكن أن يجعل الجمهور المستهدف يتلقى رسالة الحملة بطريقة خاطئة. ولهذا يجب كذلك أن تتسم الحملة بالموضوعية. وذلك شرط أن توضع في إطار حدود الإمكانيات والموارد المتاحة، التي تجعلها قابلة للتنفيذ.

وأوضحت الدراسات أن الرسائل كلما ارتفعت بمعلومات علمية توضيحية زادت نسبة نجاحها. ونفس الدور الذي تلعبه أيضا الأرقام والإحصائيات. حيث تكون الحملة أكثر مصداقية لذا يجب أن يحدد المضمون بدقة. ويجب أن تتوفر الرسالة على متطلبات نجاح كالأدلة والحجج ومدى قوتها والرموز التي تشكل الرسالة لكي تكون فعالة. وربط الرسالة بالحياة اليومية للمتلقي بشكل جيد، تكون فيه أفكار الرسالة واضحة، صادقة ومحددة بدقة. ومختصرة، تتناسب مع عادات وتقاليد الجمهور.

  • التخطيط:

                تقوم حملات الاتصال العمومي على تخطيط شامل ونظرة مستقبلية لكل ما هو خاص بموضوع الحملات. وذلك من خلال تحليل الوضع الحالي لمعرفة كافة المشكلات الخاصة بالحملات. ودراسة كافة الموارد والإمكانات المتاحة حتى يمكن الاستفادة منها في إعداد الحملات. وتحديد الأهداف، ورسم الاستراتيجيات التي يجب إتباعها. واتخاذ كافة القرارات اللازمة التي تساعد في تحقيق الأهداف.

ويكون التخطيط عن طريق التنسيق بين العوامل المتاحة بما يكفل تنفيذ خطة الحملة بكفاءة وفاعلية. مما يتطلب جهودا رقابية للتأكد من تنفيذ الخطط المقررة. وتفادي الانحرافات في خط سير الحملة أثناء عملية تنفيذها.

 [1]  وليدة حدادي، الحملات الإعلامية المرورية في ظل مستلزمات الخدمة العمومية في الجزائر، مجلة دراسات إنسانية واجتماعية، العدد 10، جوان 2019، ص 218.

[2] عامر أمال، مرجع سابق.

[3]Jean DUMAS, Séduire Par Les mots pour des communications publique efficaces, Montréal, Les Presses de l’Université de Montréal, 2001, P50.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى