دار المقاولاتية في الجامعات .. كيف يستفيد منها الطلاب؟

تعمل الجامعة على ضمان التكوين الأكاديمي الجيد للطالب وهذه مهمتها الأولى، وتوفر له الظروف والأدوات للبحث فذلك من وظائفها الرئيسية، لكن دورها يمتد إلى استحداث الهيئات التي تلبي احتياجات طلابها؛ ووفق هذا المنظور نشأت دار المقاولاتية في الجامعات كفرصة ذهبية للمتطلعين منهم لدخول عالم الأعمال وتجسيد أفكارهم ومشاريعهم.

فمنذ أكثر من خمس سنوات، بدأت دار المقاولاتية في الجامعات الجزائرية تظهر بشكل تدريجي باعتبارها هيئة مرنة تشبه في تكوينها النوادي العلمية، لا تلزم الطلاب بالحضور ولا بالتسجيل، يكون مقرها الجامعة وتتمثل مهمتها في توعية وتكوين وتحفيز الطلاب الذين يحملون أفكار مشاريع ريادية، أو يتطلعون لإنشاء مؤسسات صغيرة أو متوسطة.

وعن مهام هذه الهيئة، تقول أمينة بن زرارة مديرة دار المقاولاتية جامعة قالمة إن الدار تضطلع بمهمتين رئيسيتين: تتمثل الأولى في توجيه الطلاب الجامعيين نحو التفكير والاهتمام بإنشاء مؤسساتهم الصغيرة الخاصة من خلال تحفيزهم على اكتشاف مراحل إنشاء مؤسسة، والثانية تتمثل في مرافقة الطلاب الذين يملكون أفكار مشاريع من أجل تطويرها وتجسيدها في أرض الواقع.

مرافقة الطلاب لتطوير مشاريعهم

تتمثل المرافقة في التوعية واستقبال الأفكار وتقديم المشروع وتأطيره، وشرح مختلف المراحل التي يمر بها إلى غاية تجسيده. وتقول أمينة بن زرارة -في حديث للجزيرة نت- إن لكل مدير دار مقاولاتية إستراتيجيته الخاصة به القائمة على “معرفة رغبات الطلاب واتجاهاتهم نحو إنشاء المؤسسات، ثم العمل على توجيه تفكيرهم نحو المقاولاتية (إنشاء المشاريع) وإقناعهم بذلك عوض التفكير في الوظيفة، وجعل الطلاب بدل ذلك ينظرون إليها كخيار متاح يحميهم من البطالة”.

وتضيف المتحدثة أن من بين الأساليب المعتمدة “لاحظنا في البداية أن نسبة الطلاب المهتمين بالمقاولاتية لا يتجاوز 15%، بعدها قمنا بالترويج لذلك واستهدفنا جميع الطلاب، ووجدنا تجاوبا كبيرا من مختلف التخصصات، وخاصة طلاب التقنيات والكمبيوتر والميكانيك الذين أظهروا أنهم يملكون أفكارا مبتكرة، على عكس الاعتقاد السائد بأن طلاب الاقتصاد هم من يهتمون بالمقاولاتية” وريادة المشاريع.

وتضيف: “اعتمدنا أيضا على المسابقات، منها تنظيم مسابقة وطنية للإبداع والابتكار في المقاولاتية بمساعدة رئيس الجامعة البروفيسور صالح العقون، وشارك فيها أكثر من سبعين طالبا من مختلف جامعات الوطن”.

الهيئة وحاجة الطلاب

رغم أن الفكرة أطلقت منذ خمس سنوات، فإن عدة جامعات جزائرية لم تستحدث بعد هذه الهيئة، ومن بينها جامعة الجزائر 3 في العاصمة، رغم أنها تعتبر من أكبر الجامعات، ويلتحق بها سنويا ما يقارب عشرة آلاف طالب جديد، وتضم أربع كليات مختلفة.

واستغرب عدد من الطلاب ذلك الأمر، وعبر الطالب في إدارة الأعمال عامر بن شيبو عن أسفه، قائلا “بما أن هذه الهيئة موجودة وناجحة في جامعات أخرى، فلم لا تكون في جامعتنا”. وتقترح طالبة الماجستير في تخصص الإعلام والاتصال بجامعة وهران  سميرة بوشاوي، إجراء تجارب على مستوى الجامعات من خلال إنشاء مؤسسات افتراضية، مثل إنشاء إذاعات رقمية في أقسام الإعلام.

دار المقاولاتية في الجامعات

وعن تكوين ودور الدار، يقول مدير دار المقاولاتية جامعة العربي التبسي في ولاية تبسة عمر دقايشية -لموقع الجزيرة نت- إنها تتكون من مدير ومنشط من الجامعة هما أستاذان جامعيان، ومنشط من الوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب، بالإضافة إلى أمين الدار”.

ويصف دقيشية الدار بأنها همزة وصل بين الجامعة ومختلف الجهات الداعمة وعلى رأسها وكالة دعم تشغيل الشباب، وتقوم بالمرافقة القبلية للطالب الجامعي من خلال أيام إعلامية لغرس روح المبادرة وإنشاء المشاريع في الأوساط الطلابية، كما تنظم دورات تكوينية معتمدة من المكتب الدولي للعمل.

وتستمر فعاليات “دار المقاولاتية” في الصيف، إذ تنظم فعاليات لتقريب الشباب الجامعي من الشبكة المساعدة على إنشاء مؤسسة صغيرة، وهذا التكوين تشرف عليه مجموعة من كوادر البنوك وموظفي مديرية الضرائب ورجال القانون والمكلفين بالدراسات ومكاتب الاستشارة وهيئات الدعم والتمويل.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
الجزيرة
زر الذهاب إلى الأعلى