البروفيسور الجزائري الذي يؤرخ لـ تاريخ الرياضيات والعلوم العربية

أحمد جبار، أستاذ وباحث جزائري من مدينة عين الدفلى، مشهور بأبحاثه ودراساته في مجال الرياضيات. يقدم محاضرات في تاريخ الرياضيات والعلوم العربية حيث يعمل حاليا في جامعة العلوم و التكنولوجيا بمدينة ليل الفرنسية. ويقوم بزيارات علمية إلى مختلف الدول ويحاضر في العديد من الجامعات من بينها الجامعات الجزائرية.

الأستاذ أحمد جبار، حائز على دكتوراه في الرياضيات سنة 1972 من جامعة باريس. ودكتوراه في تاريخ الرياضيات، تخصص تاريخ الرياضيات العربية في الغرب الإسلامي من جامعة نانت سنة 1990. وهو الآن أستاذ مبرز في تاريخ الرياضيات في جامعة ليل للعلوم والتكنولوجيا شمال فرنسا. وباحث في الرياضيات العربية : الأندلس وبلاد المغرب بالمركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا.

يعتبر أحمد جبار مؤرخ في العلوم والرياضيات. ولد بعين الدفلى في 2 أوت 1941، من أسرة محافظة الوالد إمام والجد مفتي ببوسماعيل، ولم يبق بمسقط رأسه إلا عامين. أنتقل وأسرته ووالده الإمام للعمل ببوسماعيل، هناك درس في الكُتاب. حفظ علي يد والده أحزاب من القرآن الكريم، ثم بالمدرسة الابتدائية الفرنسية، بعدها سجل لامتحان الدخول لثانوية “الثعالبية” الفرنسية في بن عكنون.

طرد من الثانوية وعاد إليها بتفوق

درس هناك لمدة سنة بعيدا عن العائلة، ولم ينجح لأسباب بسيكولوجيا، فطرد منها. رجع إلى مدينته عمل بالفلاحة، وكمساعد نجار. ونظرا للظروف الصعبة، أمتحن في شهادة نهاية الدراسة فحاز على المرتبة الأولى كأول جزائري ينجح بتميز على مستوى المقاطعة، فقرر الرجوع للثانوية.

سجل من جديد، درس حتى إضراب 1956، توجه مع خاله المعلم لمدة عام إلى قصر البخاري، في تلك الفترة أعتقل المستعمر والده بالقليعة، فأستشهد آنذاك تحت التعذيب سنة 1957. وبإلحاح من الوالدة واصل دراسته لسنوات، حتى نجاحه في ظروف استثنائية وحصوله على البكالوريا الأولى عام 1961، والبكالوريا الثانية في 1962.

امتحن في المدرسة الموازية ليتحصل على ما يعادل “ليسانس في الفقه الاسلامي”. بعد الاستقلال تأجل الدخول الجامعي إلى أكتوبر فسجل في تخصص الرياضيات بإقتراح من أحد أساتذته. دخل الجامعة وفي نفس الوقت عمل كمراقب لمساعدة عائلته في ثانوية بعين الدفلى التي كان مديرها “الحاج صدوق”. وفي 1965 نال منحة لإتمام دراسته بفرنسا.

هناك درس بتفوق حتى نال الدكتوراه في علوم الرياضيات، بعدها بسنوات درس المخطوطات العربية منذ القرن التاسع، متوجها نحو تاريخ الرياضات العربية الاسلامية. متسلحا عصاميا بقراءة الكتب منتفعا بتكوينه المنهجي الرياضي، ليتحصل على دكتوراه ثانية في تاريخ العلوم، موضوعها “مساهمة المغرب الكبير في الرياضات”. وذلك لتجاوز خطاب المستعمر. وأصبح مؤرخا في تاريخ الرياضيات والعلوم العربية بشكل خاص.

درس بجامعة باريس الجنوبية، وعمل كباحث في تاريخ العلوم في مختبر “بول بانليفيه” بمركز البحوث العلمية بفرنسا (CNRS)، متخصص في رياضيات الغرب المسلم (اسبانيا المسلمة والمغرب العربي) وهو أيضًا أستاذ تاريخ الرياضيات بنفس الجامعة، وأستاذ مبرز بجامعة العلوم والتكنولوجيا في ليل.

غزير الإنتاج العلمي

ألف أكثر من 20 كتابا إضافة إلى البحوث والمقالات باللغة العربية والفرنسية في تاريخ العلوم العربية، الجبر العربي، نشأة الفن، العصر الذهبي للعلوم العربية، علوم العرب في افريقيا: الرياضيات وعلم الفلك.

يتميز أحمد بكونه كثير السفر كمحاضر دولي، كان مستشارًا سابقًا للرئيس “محمد بوضياف”، وشغل منصب وزير التربية الوطنية في زمن الرئيس “علي كافي” في حكومتي بلعيد عبد السلام، ورضا مالك بين جويلية 1992 إلى أبريل 1994. وبعدها أمينًا علميًا بارزًا لمعرض “العصر الذهبي للعلوم العربية” في معهد العالم العربي بباريس عام 2005.

أكد في كثير من الأحيان على “دور ومكانة تاريخ العلوم في المجتمع، بشكل عام وفي نظامها التعليمي، على وجه خاص، وإلى أن المعرفة بالجوانب التاريخية والإبستمولوجية للعلوم هي ميزة لفهمها وأداة للحكم على اتجاهاتها، فالعالم كلاعب نشط في مجتمعه دوره إدراك بشكل كامل الافتراضات الإيديولوجية والفلسفية والجيوسياسية التي كانت بمثابة المحفز لنشوء المفاهيم والنظريات..”.

في لقاء له مع مدير التلفزيون أحمد بن صبان في حصة “أنتم أيضا” قال “في 30 سنة من البحث لم أعثر إلا على 15 مخطوطة في المجال، وأنا أعمل على مشروع حول “تاريخ العلوم الإباضية”وسأستقر مستقبلا في وهران لأقدم خلاصة تجاربي في مدخلات بجامعتها وبالجامعة الجزائرية”.

إقرأ أيضا: باحث جزائري أذهلته تجربة الترجمة في الصين فقرر نقل العلوم إلى العربية

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى