أنواع حملات الاتصال العمومي

يمكن تقسيم حملات الاتصال العمومي حسب أهدافها إلى أربع أنواع محددة وهي كالتالي:

  1. حملات تهدف إلى تغيير المعتقدات

المعتقدات هي أقوى ما يؤمن به الفرد. ويمكن أن تكون هذه المعتقدات ذات أساس ديني، عقائدي، اجتماعي، إيديولوجي وغيرها. وتعتبر عملية تغيير المعتقدات الخاطئة من أصعب عمليات التغيير الاجتماعي لأنها تحكم سلوكيات الفرد.

ومن هنا تكون الحملات في هذه الحالة الأكثر تعقيدا ويتطلب تنفيذها مهارات عالية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. ويمكن أن نقدم في هذه الحالة مثالا عن حملات تقوم بها وزارة الشؤون الدينية من أجل تغيير المعتقدات الخاطئة المتمثلة في التبرك بالأولياء الصالحين والشعوذة وذلك من أجل تحقيق مصلحة عامة تتمثل في القضاء على الخرافات ومحاربة المشعوذين والدجالين.

  1. حملات تهدف إلى تغيير الأفكار والاتجاهات

حملات التغيير في الأفكار، تعتبر أقل تعقيد مقارنة بالتغيير في المعتقدات. وتغيير الأفكار يقصد به تغيير التصور الخاطئ للأفراد حول الظواهر و الأشياء والتي تتحكم في سلوك الفرد اتجاهها. ومن هنا فإن الحملات في هذه الحالة تهدف إلى تغيير هذا التصور الخاطئ الذي يحمله الفرد وتزويده بالفكرة الصحيحة حول موضوع معين وبالتالي دفعه إلى تغيير سلوكه وتحقيق مصلحة عامة.

ومن الأمثلة على ذلك حملات التغيير مثلا في النظام الغذائي والتوقف عن تناول السكر المكرر، وتصحيح فكرة الأشخاص الخاطئة عنه بأنه مفيد وتوعيتهم بأضراره ومخاطره وبالتالي دفعهم إلى تغيير سلوكهم والتوقف عن شرائه واستهلاكه نظرا لتأثيراته الصحية.

إن تغيير الاتجاهات يتطلب غرس اتجاهات نفسية إيجابية في نفوس الجيل نحو موضوعات أساسية في حياتهم. كما يتم تخليصهم من الاتجاهات السلبية التي لا تتماشى مع الأهداف الاجتماعية وهذا التغيير ممكن لأن الاتجاهات تتميز بالثبات النسبي. وتختلف درجة تغيير الاتجاهات من فرد إلى آخر، طبقا لطبيعة ودرجة تعقد الموقف الذي يمر به وينتج عن درجة التغيير في الاتجاه ظهور أنواع أخرى منها، تغيير الاتجاه في نفس المسار، أي ليس التغيير الجدري، أو تغيير الاتجاه في مسار معاكس وهنا التغيير يكون جذريا[1].

  1. حملات تهدف إلى تغيير السلوك

وتكون هذه الحملات الأقل تعقيدا مقارنة بحملات تغيير المعتقدات كونها تستهدف سلوكا عاديا خاطئا قد يكون ناتج عن جهل أو قلة اهتمام من قبل الأفراد، وبالتالي تهدف الحملة إلى تغييره أو تعديله أحيانا عن طريق تزيد الأفراد بالمعلومات المتعلقة بذلك السلوك الخاطئ أو تنبيههم إليه وإلى المخاطر المترتبة عنه والتي يمكن أنهم لم ينتبهوا لها. وترتبط هذه السلوكيات عادة بالحياة اليومية للأفراد، مثل حملات التوعية بالنظافة والمحيط التي تطلقها المؤسسات الرسمية مثل وزارة البيئة ومديرياتها والجمعيات وغيرها. وهذا النوع من الحملات يتطلب استمرارا وإلحاحا لتثبيت العادات الجديدة مثل مكافحة التلوث والتوعية بحوادث الاختناق بفعل الغاز وغيرها من الحوادث المنزلية الناتجة عن السلوكيات الخاطئة، كانعدام التهوية وعدم القيام بالصيانة لأجهزة التسخين.

تهدف الحملة إلى تغيير السلوك الذي لا يتناسب مع المحيط الاجتماعي، عن طریق إقناع الفرد بعدم صحة ما يقوم به، أو توضيح المخاطر الناجمة عن ذلك السلوك، وتعداد الخصائص السيئة له وذلك يحمل الفرد على تغيير سلوكه إزاءه. وتوضيح الحقائق وتوعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم في المجتمع، کالحملات التي تستهدف توعية المواطنين بقوانين المرور.

  1. حملات التغيير المعرفي

تقوم هذه الحملات على تزيد الأفراد بالمعلومات وزيادة وعيهم بقضية ما، وهذا النوع الأسهل على الإطلاق، يهدف إلى تزويد الأفراد بالمعلومات وزيادة وعيهم اتجاه موضوع محدد مثل حملات توعية الحجاج وتعليمهم أركان الحج وغيرها. وكذلك الحملات التي تهدف إلى توعية الأمهات وتزويدهم بمعلومات حول أهمية الرضاعة الطبيعية وغيرها.

ويبرز هذا النوع من حملات الاتصال العمومي في المجال الصحي مثل حملات الهلال الأحمر للتبرع بالدم. وتشمل أيضا حملات تحسيس الرأي العام بقضية معينة في المجتمع كالقيام بحملة للتحسيس بفئة المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، أو ضحايا الكوارث وفئة المحرومين اجتماعيا. وتهدف هذه الحملات إلى الزيادة من درجة التضامن والتكافل والتعاون في المجتمع.

يذكر أن تقسيم حملات الاتصال العمومي يختلف من باحث إلى آخر، ويمكن هنا الإشارة إلى تقسيم  الدكتورة “منى سعيد الحديدي” والدكتورة “سلوى إمام على”[2]، الذي شمل أربع أنواع وهي كالتالي:

  1. حملات تغيير المعارف:

تعرف بحملات المعلومات العامة أو التعليم العام، عادة ما تهدف إلى تزويد الأفراد معلومات وزياد وعيهم بقضية ما، هذا النوع من الحملات يعتبر من أسهل حملات التغيير الاجتماعي، لأنها لا تهدف إلى إحداث تغيير عميق في السلوك وإنما يتحقق هدفها في إعطاء الأفراد المعلومات التي تتعلق بالقضية الاجتماعية.

  1. حملات تغيير الفعل:

تعرف بحملات العمل، عادة ما تهدف إلى إقناع أكبر عدد ممكن من الأفراد للقيام بعمل معين خلال وقت محدد، هذا النوع لا يتطلب فقط إخبار الجماهير وإعطاءهم معلومات ولكن حثهم على عمل أو فعل ما. وقد يتطلب هذا الفعل أو العمل بعض المصروفات أو الجهد. وهذا ما يمنع الأفراد من الإقبال عليه، لهذا يجب على الجهة المعنية توفير الحوافز التي قد تشمل تخفيض النفقات التي قد يتطلبها الفعل. وأمثلة هذه الحملات: حث الأمهات على تطعيم الأطفال، التبرع بالدم، حث النساء بعد سن الأربعين على ضرورة الخضوع للاختبارات لاكتشاف بعض الأمراض مبكرا.

  1. حملات تغيير السلوك:

يعرف هذا النوع بالحملات السلوكية حيث تهدف إلى حث الأفراد على تغيير بعض أنماط السلوك، تعتبر من أصعب الحملات حيث يصعب تغيير بعض أنماط السلوك والعادات التي دأب الأفراد على القيام بها لفترة طويلة، حيث يجب على الأفراد أن يتخلصوا من عادات قديمة ويتعلموا عادات جديدة مختلفة ويستمروا في ممارستها، وعادة لا تكفي رسائل وسائل الإعلام الجماهيري وحدها لإحداث التغيير المطلوب وإنما يجب أن تصحبها أنواع أخرى من المقابلات والاتصال الشخصي ومن أمثلتها: الحملات التي تحث الأفراد على الإقلاع عن التدخين أو تغيير عادات الأكل والشرب.

  1. حملات تغيير القيم

تهدف إلى تغيير القيم والمعتقدات وعادة ما يخفض معدل النجاح فيها إلى حد كبير، حيث يصعب تحريك القيم والمعتقدات التي يحتفظ لها الأفراد منذ فترة زمنية طويلة، وقد تلجأ الجهات التي ترغب في التعبير في هذا النوع من الحملات إلى استخدام القوانين والتشريعات التي تلزم الأفراد بتغيير قيمهم ومعتقداتهم والتي لا يمكن أن يعيروها من تلقاء أنفسهم وبشكل طوعي. وتجدر الإشارة أنه من الممكن أن تشمل حملة إعلامية معينة أكثر من نوع وذلك حسب طبيعة الفترة فإن الالتزام بالقوانين يمكن أن يؤدي إلى إحداث التغييرات المطلوبة في الاتجاهات والمعتقدات عن المشكلة المراد معالجته.

مراجع أنواع حملات الاتصال العمومي

[1]  نويبات قدور، اتجاهات الشباب البطال نحو تعاطي المخدرات، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، سنة 2006، ص28.

[2]  أنظر: عبير تباني، الحملات الإعلامية الخاصة بالتوعية المرورية في الجزائر، مرجع سابق، ص94-95.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى