كتاب وسائل الإعلام والمجتمع لفرانسيس بال

تعتبر دراسة وسائل الإعلام والمجتمع من الدراسات الحديثة التي يتزايد الإهتمام بها في الفترة الأخيرة نظرا للتطور الكبير الذي تشهده وسائل الإعلام وتوسعها داخل المجتمعات سواء العربية أو الغربية. وقد أثارت العلاقة بين وسائل الإعلام والمجتمع الكثير من النقاش وخلقت العديد من التساؤلات وأدت إلى طرح عدة إشكاليات أهمها تلك المتعلقة بالتأثير.

ولطالما كان السؤال الأكثر طرحا، هل تؤثر وسائل الإعلام في المجتمع أم أن المجتمع يؤثر في وسائل الإعلام؟! وقد تناول العديد من الباحثين المواضيع المتعلقة بهذا المجال البحثي، ولعل من أبرزهم الباحث الفرنسي المعروف فرانسيس بال، الذي قدم على مدار سنوات طويلة تحليلا مفصلا عن تطور وسائل الإعلام وعلاقتها بالمجتمعات والتأثير المتبادل بينهما وأبعاده.

وذلك من خلال كتابة الشهير “وسائل الإعلام والمجتمعات” الذي يتناول فيه جميع وسائل الإعلام سواء كانت التقليدية المتمثلة في التلفزيون، الراديو، الصحف والسينما أو الحديثة المتمثلة في الأنترنت والشبكات الإجتماعية والتطبيقات الرقمية وغيرها.

وقد صدر الكتاب حتى الآن في 18 طبعة، بحيث يعمل الباحث على تحديث المعلومات وإضافة تحليلات ودراسات وكذلك إحصائيات جديدة حول آخر التطورات في هذا المجال في كل طبعة جديدة. ويعتبر كتاب فرانسيس بال من أهم المراجع في دراسة وفهم المسائل المتعلقة بوسائل الإعلام والمجتمع.

تحديث دراسة وسائل الإعلام والمجتمع

في الطبعة الثالثة عشر من الكتاب التي تمت إعادة صياغتها وتحديثها، تناول فرانسيس بال الأنترنت والهواتف المحمولة بإعتبارها رموز الثورة الرقمية التي تميز القرن الحادي والعشرين. ودورها في نقل المعرفة والمعلومات والترفيه. ويوضح كيف تقوم وسائل الإعلام بإعادة توزيع أوراق القوة، من خلال الإجابة على تساؤلات مهمة حول ماهية هذه الوسائط؟ ماهي القواعد التي تطبقها؟ ما هو تأثيرها على كل الأفراد وعلى المجتمع وعلى العلاقت الدولية كذلك؟ يطرح في هذه الطبعة الجديدة التساؤل حول العلاقات بين وسائل الإعلام والقوى، وأيضا حول تأثير هذه العلاقات على العالم في الحاضر ولمستقبل.

في الطبعة السادسة عشر قام فرانسيس بال مجددا بتحديث الكتاب وإعادة صياغته، ليطرح هذه المرة الأسئلة المتعلقة بدور وسائل الإعلام في نقل المعلومات والترفيه، التواصل والتعليم، الإبداع والتنوع الثقافي في ظل التأثير المشترك للثورة الرقمية وعولمة الاقتصاد. ويحلل الأسئلة المتعلقة بماهية القواعد التي تتبعها وسائل الإعلام التقليدية والجديدة وتأثيراتها على المجتمعات المختلفة والعلاقات الدولية وهل يمكنها المساهمة في تشكيل “حضارة” القرية العالمية؟!

يبرز فرانسيس بال في الكتاب أن وسائل الإعلام اليوم واحدة من الوسائل المميزة التي يمكننا من خلالها مراقبة وفهم العالم الذي نعيش فيه بشكل أفضل. يثير هذا الكتاب مسألة العلاقة بين وسائل الإعلام والمجتمعات التي تشكل المجتمع بطريقة مختلفة.

الباحث فرانسيس بال

يذكر أن فرنسيس بال، باحث فرنسي متحصل على دكتوراه في الآداب والدراسات السياسية من باريس. ولد في 15 جوان 1939 وعمل كأستاذ فلسفة في الثانوية الفرنسية في وهران ما بين 1963و1965. عمل بعد الاستقلال أستاذ مساعد في كلية الجزائر من 1965 إلى1967.

انتقل للعمل بعدها في فرنسا، أين يشغل منصب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحقوق والاقتصاد والعلوم الاجتماعية في جامعة باريس2 منذ عام 1972. شغل عدة مناصب منها مدير المعهد الفرنسي للصحافة ما بين 1976-1986 ومدير معهد الأبحاث والدراسات حول الاتصال عام 1986. نائب رئيس جامعات باريس خلال الفترة 1986-1993 التقنيات الجديدة.

المصدر: سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى