مقياس المقاربات الكمية والكيفية

يهدف مقياس المقاربات الكمية والكيفية إلى تمكين الطالب من معرفة تصميم البحوث العلمية وأدواتها. لا سيما في مجال علوم الإعلام والاتصال. والتحكم في المقاربات الكمية والكيفية أثناء إعداد البحث العلمي. وذلك من خلال التعرف عليها وعلى خصاصها وأدواتها والفروق بينها.

ينقسم محتوى المقياس إلى فرعين. الفرع الأول يتعلق بالمقاربة الكمية. وذلك من حيث  التعرف على مفهوم المقاربة الكمية، معايير اختيارها. خصائص البحوث الكمية ومناهجها. أدوات جمع البيانات في البحوث الكمية، وكيفية تحليلها.

والفرع الثاني يتعلق بالمقاربة الكيفية من خلال التطرق إلى: مفهوم البحوث الكيفية. أهمية البحوث الكيفية في الدراسات الإعلامية. خصائص البحوث الكيفية. أدوات جمع البيانات في البحوث الكيفية. المناهج المستخدمة في البحوث الكيفية على غرار المنهج التاريخي، المنهج السيميولوجي والمنهج الاثنوجرافي. وفي الأخير حالات الجمع بين المقاربتين الكمية والكيفية.

أهمية المقاربات الكمية والكيفية

إن البحث العلمي مسار متماسك. ويتطلب نجاحه توفر عدة شروط وعناصر تكون متسلسلة ومنظمة بشكل منطقي ومنهجي. والتي تبدأ باختيار موضوع البحث وضبطه. وتحديد إشكاليته وتساؤلاته وأهدافه. وكذلك مقاربته ومنهجه وأدوات جمع البيانات فيه. وتعتبر هذه العناصر أساس نجاح أو فشل البحث، لهذا يتوجب على الباحث أن يتحكم بها. وهي أساس مقياس المقاربات الكمية والكيفية الذي نتطرق إليه.

وفي مجال علوم الإعلام والاتصال، فقد تطور الدراسات التجريبية التي تعتمد على القياس الكمي والمعاينة واتجهت نحو استخدام المقاييس الإحصائية بداية من الثلاثينات. وذلك بداية بما قام به  بول لازارسفيلد  سنة 1933. من خلال دراساته في مجال الرأي العام وتأثير وسائل الاتصال  الجماهيري. وما أفرزته من نظرية “التأثير عبر مرحلتين”.

وقد أصبح التوجه نحو البحوث الكمية شائعا في العلوم الإنسانية والاجتماعية بصفة عامة، وعلوم الإعلام والاتصال بصفة خاصة. حيث استعار الباحثون بالمناهج المستخدمة في علم الاجتماع وعلم النفس. ولكن هذه المبالغة في التكميم، سرعان ما واجهت نقدا من طرف عدة دارسين. والذين يؤكدون على أهمية البحث الكيفي. ويعارضون المغالاة في التكميم على حساب الكيف في العلوم الإنسانية والاجتماعية. وتعتبر مادلين غراويتز، الباحثة في جامعة باريس، وصاحبة جائزة أكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية، من أبرز من تطرق إلى هذا الموضوع، وانتقد فكرة أن البحوث الكمية أكثر دقة من البحوث الكمية. وذلك من خلال كتابها الشهير “مناهج العلوم الاجتماعية”.

وبالفعل فقد شهد التحول والاهتمام بالبحث الكيفي نموا واسعا لا سيما في تخصص العلاقات العامة، نظرا لجودتها. ويشير ديمون وهولواي إلى أن أحد الأسباب وراء هذا التوجه هو أن ممارسي العلاقات العامة قد حولوا تركيزهم من الاتصال باتجاه واحد والتحكم بالجمهور، إلى الحوار والتعاون. بحيث أن على المؤسسات الآن أن تسمع، وتقدر، وتفهم وتتماثل مع أولئك الذين تتحدث إليهم. وهي مهمات أفضل ما يتم تناولها بالمقاربة الكيفية. ومع بداية التسعينيات من القرن الماضي رفض العديد من الباحثين أطروحة التضاد بين المقاربتين، ودعوا إلى الجمع بين المقاربتين.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى