رياض أصغر باحث جزائري بأكبر معهد في العالم

بعدما تحصل الشاب الجزائري رياض بغدادي على شهادة الباكالوريا في الجزائر، التحق بالجامعة لدراسة الاعلام الآلي، أين قضى خمس سنوات وتحصل على شهادة مهندس دولة في الاعلام الآلي، ليصبح أصغر باحث جزائري بمعهد ماساشوتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعتبر أكبر وأعرق مركز للأبحاث المتخصصة في تكنولوجيا المعلوماتية العالية الدقة على المستوى العالمي.

بدأ من الجزائر

في الجزائر  تعلم أساسيات الاعلام الآلي وشارك في العديد من الأنشطة والمشاريع الجانبية من بينها المشاركة في مسابقات وطنية وعالمية وإطلاق مشاريع مفتوحة المصدر مثل مشروع TestOS الذي  عمل على تطويره مع أحد زملائه في الجامعة وهو عبارة عن نظام تشغيل بسيط هدفه تعليمي. عمل أيضا على مشروع بحث علمي توج بقبول بحثه في مؤتمر عالمي. 

لم يبحث رياض عن عمل بعد تخرجه بل بدأ في البحث عن فرص أخرى لتطوير ما تلقاه من معارف في الجزائر ومواصلة البحث العلمي وتثمين تخصصه خارج الوطن، أين عثر على قائمة متنوعة من المعاهد والجامعات الأجنبية للدراسات العليا في مجال الإعلام الآلي الذي يعتبر عالما شاسعا يوفر للطالب امكانية البحث والتعلم وخوض التجارب بعد تخرجه من الجامعة الجزائرية.

انتقل الشاب للدراسة في فرنسا وتحصل هناك على  شهادة الماستر من جامعة السوربون باريس 6  وواصل تحضير الدكتوراة في نفس الجامعة، في تخصص الاعلام الآلي والبرمجيات. نشر خلال تلك الفترة مجموعة من الأبحاث وشارك في مجموعة من المسابقات العالمية، أين تحصل على المرتبة الثالثة من بين طلبة الدكتوراة الذين يعملون في مجال تخصصه  والذين جاؤوا من كل أنحاء العالم. قام خلال فترة الدكتوراة بتطوير لغة برمجة تسمى PENCIL وذلك في إطار مشروع بحث أوروبي يضم أكثر  من 20 باحثا من كل الدول الأوروبية.

مشواره العلمي الحافل

يقول رياض عن مشواره العلمي: “عندما تخرجت كمهندس دولة في الاعلام الآلي في 2010 بالجزائر، كانت لي رغبة لمواصلة تخصصي هذا وتطويره فسجلت في قسم الدكتوراه بجامعة باريس السادسة، ولم يكن سهلا أن تلتحق بصف الدكتوراه بهذه الجامعة فالمنافسة كانت قوية  بين الطلبة. بدلت جهدا كبيرا للفوز بالمسابقة، وكان من الضروري إجراء عدة تربصات تسمح لي بتقديم ملف مشرف، فالتحقت بفرقة البحث في إحدى فروع شركة “جوجل” اينريا والتي ساعدتني ومهدت لي الطريق نحو الولايات المتحدة، وهناك أنجزت سلسلة من البحوث أهلتني وأثارت اهتمام معهد “ماساشوستس” الذي كثيرا ما كان يولي اهتماما للباحثين الشباب، وبعدها تم الاتصال بي للانضمام إلى فرقتهم البحثية.

هكذا سافر رياض إلى الولايات المتحدة الأمريكية كباحث في معهد ماساشوتس للتكنولوجيا في مدينة بوستن، أين يقوم حاليا بتطوير لغات برمجة جديدة تكون سهلة الاستعمال بحيث يمكن استعمالها من طرف أشخاص من مجالات خارج مجال الاعلام الآلي.

استغلال الفرص

ينصح رياض الشباب الجزائري: “أنا من سعى لذلك ومن واقع هذه التجربة أقول للطلبة الجزائريين تحينوا الفرص واقتنصوها لا تنتظروا فلا شيئ يحدث عن طريق المعجزة، يجب العلم بأن محيط البحث في هذا المعهد وأجواؤه ملائمة ومناسبة وأكثر من ذلك محفزة جدا، مما يجعل الطالب يطور مهاراته ومشاريعه ومداركه المعرفية ويثمنها عن مجاله البحثي”. 

ويرى رياض أن الجزائر تسير ببطئ في تطوير تكنلوجيات الاتصال ومرافقة الباحثين وتوفير الأجواء لهم، وهو السبب الأول في هجرة الأدمغة نحو الخارج  “أعتقد أن الوزارات المتلاحقة فشلت في الاحتفاظ بتلك الأدمغة التي تعتبر ثروة لها قيمتها ودورها في النهوض بالبلاد اقتصاديا وتكنلوجيا إن وجدت الارادة لذلك”. ويقدم الشاب نصيحة أخرى للطلبة الجزائريين وهي التوجه نحو التخصصات التي يحبونها حتى يتمكنوا من الإبداع بها، مشيرا إلى أن  معهد ماساشوتس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة يتميز بطموح الطلبة غير المحدود، الجميع يبحثون عن إنجاز مشاريع تحدث ثورة من حولهم.

تابع قناة رياض على يوتيوب


شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
سوبرنوفا
زر الذهاب إلى الأعلى