رضوان يصور صحراء الجزائر وينافس ناسيونال جيوغرافي
اختار الشاب الجزائري المبدع رضوان طاهي تصوير الحياة في صحراء الجزائر كما لم تشاهدها من قبل في فيلم وثائقي بعنوان “الأرض المفقودة”، يظهر فيه الحيوانات البرية المهددة بالانقراض والحيوانات النادرة عالميا وتمت مشاهدتها للمرة الأولى في صحراء الجزائر. تنافس فيديوهات رضوان ناسيونال جيوغرافي.
من شاب هاوي إلى مصور محترف
تمكن رضوان، ابن مدينة بشار، من تحقيق نجاح كبير حيث حقق وثائقي “الأرض المفقود” الذي صوره في ظرف زمني قياسي أكثر من مليون مشاهدة على قناة يوتوب. هواية التصوير كانت شغف رضوان مند الصغر وقد مارسه كهاوي إلى غاية سنة 2008، عندما بدأ بنشر فيديوهات على اليوتيوب، تصور الحياة البرية، في الصحراء.
تميزت هذه الفيدوهات باحترافية عالية ورغم ذلك تعرض رضوان لسرقة الفيديوهات منذ بداية نشرها لكنه لجا للأساليب القانونية حين قام بتسجيلها في الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وواصل شغفه بالتصوير في الصحراء.
يقوم رضوان بكل شيء بنفسه، الإخراج، كتابة السيناريو، التصوير. إنه كل شيء في فريق العمل السائق والمركب أيضا. يهدف الشاب للترويج للسياحة الصحرواية المهمشة، وإبراز الثروة الحيوانية الموجودة في صحراء الجزائر، وتمكن من جذب آلاف المتابعين عبر اليوتوب.
يقضي وقته في تتبع الحيوانات في صحراء الجزائر
بوسائل بسيطة وأنامل سحرية تمكن رضوان على مدار 3 سنوات من التصوير، حيث قضى أيام وليالي في البرية يتبع خطوات الحيوانات ويتنقل من منطقة لأخرى تتبعا لأخبار هذا الحيوان أو ذاك، فرضوان ليس كغيره من المصورين فهو صور الحياة العذراء الحقيقية وليس بمحمية واضحة المعالم، بل الحياة البرية الحقيقية للحيوان وهذا ما يزيد من صعوبة العمل وفنيته العالية.
تمثل أعمال رضوان توثيقا للحياة البرية الصحراوية كما هي بداية بالمعارك التي تندلع بين بعض الحيوانات من أجل البقاء، مرورا بالقصص الحزينة، غياب الاحصائيات حول بعض الحيوانات المهددة بالانقراض دفعه لتوثيقها عبر الفيديوهات وبهذا فقد أثبت من جهة أخرى رضوان أنه مصور بمعايير عالمية تنافس الوثائقيات الخاصة “بناشيونال جيوغرافي”.
عالم حيوانات مدهش في صحراء الجزائر
يدفع الشاب الموهوب تكاليف رحلته من ماله الخاص، ويأخذ من خلال الفيديوهات المشاهدين للحياة الغامضة في الصحراء، وما تخفيه من أسرار وثروة حيوانية كبيرة وعددا لا بأس به من الطيور النادرة، وكلاب الماء، التي لا تعيش إلا في الأنهار، ومع ذلك تعايشت مع الطبيعة الحارة، وتتنافس من أجل العيش، وحقائق مثيرة عن السلالات الحيوانية، المتكاثرة والمنقرضة في صحاري الجزائر، على رأسها الغزال الأطلسي، الريم الذي يميزه وجوده بمنطقة المغرب العربي فقط.
يظهر وثائقي رضوان القنفذ الذي كان يظن الباحثون أنه فصيلة واحدة، ويكشف هو من خلاله عن وجود نوع جديد من القنافذ، بالإضافة إلى “وعل الجبل” هو وعل محروم من بحوث العلماء، إلى جانب “غرير العسل”، والذي يتسبب الإنسان في انقراضه عن طريق منافسته على غذائه ويتواجد في منطقة تبعد حوالي 150 كم عن بشار، كما أن المنطقة تحتوي على 3 أنواع من الغزال، مثل غزال المها، وهو نوع عمدت دول الخليج لإعادة إعماره، وآخر إنقرض من الجزائر في 2008، بفعل الصيد العشوائي.
نجاح عالمي
الصور المدهشة التي يلتقطها رضوان للحياة البرية في صحراء الجزائر تستقطب المتابعين من داخل الوطن وخارجه، الذين يتفاعلون مع الفيديوهات التي يبثها عبر اليوتوب وكذلك الصور التي ينشرها عبر صفحته في الفيسبوك Nature Algérie، حيث نشرت جرائد علمية روسية صورا التقطها رضوان لحيوانات تعيش في بشار، ضمن مجموعة صور ومقالات لباحثين من مختلف دول العالم حول الحقائق العلمية للحيوان، كما استخدمت باحثة ألمانية في علم النسور في أحد كتبها صورتين من أعمال رضوان طواهري.
مازال المصور الموهوب يعمل في اطار جمعوي منذ 2001، وجمعيته الحالية مسجلة على مستوى الاتحاد الأوروبي ولها فرع محلي هنا، وهو يأمل أن تكون المحميات الصحراوية محترمة والقضاء على الصيد العشوائي الذي يؤدي إلى انقراض الحيوانات البرية وهلاكها.
يؤكد رضوان أن الجزائر تخفي في صحرائها كنوزا تدر الملايير على الخزينة العمومية لو استغلت أحسن استغلال في الجانب السياحي. تلقى العديد من العروض من قنوات خليجية لشراء أعماله، إلا أنه يطمح لتسويق منتوجه في الجزائر.