شاب جزائري يطلق برنامج “نموذج الأمم المتحدة” للطلاب الجزائريين

تأسس برنامج نموذج الأمم المتحدة الموجه للطلاب الجزائريين، على يد شاب جزائري. إنه عبد الجليل عريف الذي قرر في سنة 2014 وعمره لا يزيد عن 22 سنة حينها تنظيم الطبعة الأولى من برنامج “نموذج الأمم المتحدة” في الجزائر، نقلا لتجربة عاشها سنة 2011 من خلال مشاركته في هذا المؤتمر بقطر.

مبادرة شاب

تأثر عبد الجليل بتجربته هناك والمعارف والتدريبات التي استفاد منها بفضل المؤتمر في قطر، ومنذ عودته إلى الجزائر وهو يفكر ويعمل على كتابة وتحرير المشروع وإعطائه صيغة جزائرية من أجل تنظيمه للمرة الأولى داخل الوطن.

تمكن في سنة 2014 من تنظيم الطبعة التي احتضنتها المدرسة الجزائرية العليا للأعمال، ورغم أن المشاركة كانت محدودة إلى أن فريق التنظيم لم يستسلم وعمل على تطوير الطبعة الثانية وما تبعها بعد ذلك من طبعات أخرى احتضنتها نفس المدرسة. 

حقق البرنامج نجاحا باهرا وارتفع عدد الطلاب المشاركين به الذين وصل عددهم في طبعة 2016 إلى أكثر من 160 طالبا، وأطلقت مؤتمرات أخرى مرافقة له، حيث شهدت الطبعة الرابعة من المؤتمر التي جرت ما بين 24 إلى 27 ديسمبر 2017، إطلاق مؤتمر الدبلوماسية للشباب الجزائري.

رسالة البرنامج

برنامج  “نموذج الأمم المتحدة” الجزائر هو برنامج تثقيفي تربوي موجه للطلبة الشباب، يقوم على محاكاة لعمل منظمة الأمم المتحدة بمختلف هيئاتها: الجمعية العامة، مجلس الأمن واللجان المتخصصة. يتم تمثيل إحدى الدول الأعضاء من طرف مندوبين، ينظم هذا البرنامج على شكل مؤتمر أو دورات تدريبية.

خلال هذا المؤتمر تتم مناقشة مواضيع تعالج قضايا المجتمع الدولي بغية التوصل في النهاية إلى كتابة وثيقة قرارات تضم اقتراحات لحل المشكل المطروح أمام اللجنة. يهدف برنامج “نموذج الأمم المتحدة” بدوره إلى تدريب المشاركين على أساليب المفاوضات الدولية لتعزيز قدرات الشباب في التواصل وصقل مهارات فن الخطابة، حيث يقوم المشاركون ببحوث على البلدان التي سيمثلونها والسعي نحو تطوير المساعي لإيجاد حلول للمشاكل العالمية.

مندوب نموذج الامم المتحدة هو الطالب الذي يمثل دولة معينة ويلعب دور السفير لهذا البلد أو المبعوث للأمم المتحدة خلال الحدث، وهذا لطالما توفرت لديه الارادة لتعلم أشياء جديدة واكتساب خبرات متنوعة، والعمل مع الآخرين ويمتلك الشغف اتجاه العلاقات والشؤون الدولية. 

يحمل المؤتمر رسالة الأمم المتحدة المتمثلة في تدريب الشباب من طلاب الثانويات والجامعات على التفاوض السلمي، الحوار والنقاشات وعرض وطرح مختلف القضايا الدولية بهدف زيادة التفاهم، احترام الآخرين وحل الأزمات.

تتنوع المحاور والمواضيع، ولكنها تهدف إلى تعليم احترام آراء الآخرين في المدارس والجامعات من أجل احداث التغيير الايجابي. يتدرب الطلاب المشاركون على النقاشات، الخطابات العامة، حل المشاكل والأزمات الدولية، طرح القضايا المرتبطة بالهجرة، المناخ وغيرها.

شهادات المشاركين

في الطبعة الثالثة التي نظمت سنة 2016، شارك اسلام بورودي، طالب لغة انجليزية بجامعة سكيكدة، في المؤتمر ضمن لجنة الشؤون الجزائرية، ويقول اسلام لـ”سوبرنوفا”: “كنت في لجنة الصحافة، ودوري أن أطرح الأسئلة على المندوبين الذين يمثلون مختلف ولايات الوطن”.

طرح الطلاب خلال هذه الطبعة المواضيع، الحوارات والنقاشات التي تتعلق بهجرة الأدمغة في الجزائر. ويصف اسلام هذه التجربة بالمميزة: “تعلمت من خلال هذه التجربة العمل  مع فريق، كذلك ساعدتني المشاركة في المؤتمر على تنمية شخصيتي وتدربت على المناقشة والكتابة وصياغة القرارات وتطوير مهاراتي البحثية والتحليلية”.

 من جهتها كتبت الطالبة الشابة سلمى في مدونتها عن هذا البرنامج: في ديسمبر 2015 قام أحد زملائي من المدرسة العليا للإعلام الآلي من المشاركين في الطبعة الثانية لنموذج الأمم المتحدة بمشاركة صوره على حسابه في الفيسبوك. أصبحت من المتابعين والمهتمين فتشكلت لدي رغبة للالتحاق بالطبعة الثالثة نموذج الامم المتحدة الجزائر.

تضيف: “الالتحاق بنموذج  الأمم المتحدة الجزائر هو عبارة عن هدف أردت تحقيقه لإيصال صوتي للشباب الجزائري. أردت أن أعبر بأفكاري. من خلال مشاركتي أردت التأكيد على أننا شباب الحاضر والمستقبل الذي بإمكانه أن يحدث التغيير الإيجابي لوطن اسمه الجزائر. هي فرصة اتطلع من خلالها للاستفادة من تبادل الحلول للمشاكل التي نعيشها نحن شباب الجزائر وقد تكون هذه المبادرة هي الخطوة الأولى لتطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع. من اليوم الأول اعتبرت مشاركتي عبارة عن تربص للتنمية مهاراتي في فن الإلقاء، الحوار، القيادة وفك النزاعات.” 

وعن اختياراتها في المشاركة تكتب: “أعتبر هذه المحاكاة بمثابة مدرسة لتعلم ماهية الأمم المتحدة عملا بقول بنجامين فرانكلين “أشركني وأنا اتعلم”. اخترت لجنة الشؤون الجزائرية الناطقة باللغة العربية والتي تعالج قضية التعليم والتنمية المستدامة ودور الشباب الجزائري في الحد من ظاهرة هجرة الادمغة. أريد مناقشة سبل الاستثمار في الشباب الجزائري لأنه الاستثمار الحقيقي الذي قد ينقل الجزائر الى مصاف الدول النامية. أهدف لى توعية الشباب الجزائري بأن التغيير يبدأ منا نحن كشباب. انتظار تغير الظروف ليس بالحل الأمثل للحد من ظاهرة البطالة وهجرة الأدمغة. إذ لم نغير نحن فمن سيغير؟”

من الشباب وإلى الشباب

البرنامج الموجه إلى الشباب أسسه شاب، فصاحب المشروع عبد الجليل عريف، يحمل شهادة ليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية 2014.، وخريج برنامج تعلم الإنجليزية أكسس الأمريكي، عمل كرئيس للجنة الشؤون الخارجيّة لدى البرلمان الأوروبيّ الأفريقيّ للشباب بمدينة برلين الألمانية سنة 2014. وساعدته في ذلك خبرته في تمثيل الجزائر في العديد من المحافل الدولية في التعامل مع ممثلي المجتمع المدني والرواد الشباب محليا ودوليا، وهو ما اقنع المشاركين للتصويت عليه لترأس لجنة الشؤون الدولية ببرلمان الشباب الأوروبي الإفريقي.

أصبح بذلك الجزائري والإفريقي الوحيد الذي ترأس لجنة نواب الشؤون الدولية من أصل 57 متنافسا أجنبيا، بفضل تجاربه السابقة كأمين عام لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة بشمال إفريقيا، وتسيير المناقشات وتأطير المداولات الشبابية من أجل تطوير مشاركة الشباب في رسم السياسات العامة.

تعرّف على مؤسس برنامج نموذج الأمم المتحدة للطلاب الجزائريين

هيئة تحرير سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
سوبرنوفا
زر الذهاب إلى الأعلى