قصص نجاح ملهمة للشباب في ريادة الأعمال

نجاح رواد الأعمال في العالم  وأصحاب أكبر الشركات وأغنى الشخصيات التي تعرفها وقرأتها عنها من قبل، لم يتحقق بالطريقة التي قد تتخيلها. خلف كل نجاح هناك قصة مختلفة مليئة بالفشل والإحباط والكآبة أحيانا، وحياة تعيسة ومشتتة وفقر كبير أيضا. وإذا كنت تعتقد أن حياتك سيئة وأنك غير محظوظ فهؤلاء حياتهم كانت أسوء من حياتك وحظوظهم أقل منك بكثير لكنهم لم يستسلموا لها وصنعوا مجدهم بالإرادة. تعرف على قصص نجاح ملهمة للشباب كانت بداياتها سلسلة من الإخفاقات والفشل.

  1. قصة نجاح مؤلفة هاري بوتر

تحولت جوان من إمرأة فقيرة إلى إمرأة فاحشة الثراء. ولدت في مدينة جلوسيسترشير الانجليزية، سنة 1965 وكانت تحب الأرانب بشدة، عندما كانت طفلة ألفت قصة خيالية بعنوان “أرنب” لتقنع والديها بتربية أرنب في المنزل. لم تحصل جوان على أرنبها، لكنها عرفت وقتها أنها تريد الاستمرار في تأليف وكتابة القصص.

كانت الكتابة والتأليف مجرد هواية جانبية لها، وعملا بنصيحة والديها لها، درست اللغة الفرنسية في جامعة اكستر حتى تخرجت، على أمل أن تعمل بعد التخرج في وظيفة سكرتيرة، لأن إتقان لغتين كان من العوامل المساعدة في نجاح من يمتهن هذه الوظيفة.

في عمر 26 سنة، أدركت جوان أنها نالت كفايتها من هذه الوظيفة، وبعد مصيبتها في وفاة أمها عن عمر 45 سنة فقط، آثرت أن تترك كل شيء ورائها وترحل إلى مدينة بورتو في البرتغال لتعمل في تدريس اللغة الانجليزية.

هناك تعرفت على زوجها الأول الذي مارس عليها كل أنواع العنف وطردها مع طفلتها الرضيعة بعد عام واحد من الزواج، وهو ما جعلها تدخل في حالة إكتئاب وفكرت في الانتحار بعدما وجدت نفسها بلا عمل، ومع طفلة رضيعة وزواج فاشل.

وبينما كانت رولينج مسافرة بقطار مزدحم في عام 1990 من مانشستر إلى لندن تهيأت لها شخصية الطفل المشاكس هاري بوتر، في رحلة تأخرت 4 ساعات، قضاها الجالسون بجانبها في النوم، بينما ظلت هي تتخيل كيف كانت مدرسة السحر هوجوارتس لتبدو، وما أن هبطت من محطة القطار حتى كانت قد اخترعت أشهر شخصيات المدرسين والعاملين في المدرسة.

انتهت رولينج في صيف 1995 من كتابة رواية هاري بوتر وحجر الفيلسوف، عرضتها على  12 دار نشر مختلفة  ورفضتها. واحتاجت الكاتبة إلى الصبر عاما إضافيا قبل أن تجد دار نشر صغيرة وافقت على نشر روايتها بشرط أن يكتفي بكتابة الحروف الأولى فقط من إسمها حتى لا ينتبه القراء إلى أن المؤلف امرأة لأنهم لم يكونوا يرغبون بالقراءة للنساء، فاختارت جوان رولينج النشر بإسم ج.ك.رولينج.

صدرت الرواية مع بداية صيف 1997 في لندن، وعمر الكاتبة 32 سنة، نفذت الطبعة الأولى من الكتاب وتلقت جوان عرضا بالنشر في الولايات المتحدة الأمريكية، لتبدأ قصة النجاح.  توالت روايات هاري بوتر على مدى الأعوام الموالية، وتحولت إلى أفلام، وحصدت الجوائز، وصارت الكاتبة شخصية عامة صنفت سنة 2010 بأنها أكثر النساء تأثيرا في بريطانيا، وحسب تصنيف فوربس لسنة 2004 فإن ثروتها تجاوزت المليار دولار، لتكون بذلك أول كاتبة تصبح مليارديرة! هذه القصة من بين عدة قصص نجاح ملهمة للشباب حول العالم .

  1. قصة نجاح “أوبرا”

لم تستمتع أوربرا بطفولة سعيدة، وإنما كانت طفولتها بائسة وقاسية ومشتة وكانت حياتها صعبة، حيث كانت ترتدي أثوابًا مصنوعة من أكياس البطاطس، مما كان يعرضها لسخرية الأطفال من سنها. وعلى الرغم من عائلتها المفككة والظروف الاقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تربت فيها، قررت أن تستمر في تعليمها، فتخرجّت من جامعة  Tennesse وتمكنت من التفوق والنبوغ في دراستها على جميع زملائها، إلى أن أصبحت من أوائل الطلاب الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية.

عملت كمذيعة في البداية ثم أنتقلت للعمل في تلفزيون  Nashville وقيل حينها أنها أصغر مذيعة في تاريخ المحطة، ولقد عانت من الفشل في أوّل مسيرتها،  لعاطفيتها في سرد الأخبار. انقلبت حياتها حقاً رأساً على عقب بعد أن بدأت عام 89 تقديم البرنامج الأشهر على مستوى العالم Oprah Show، وهو برنامج يومي بدأ بتسليط الضوء على القضايا الإجتماعية التي تهم المجتمع الأمريكي، وحقق نجاحاً استثنائياً بفضل الحضور الطاغي لمقدمته وطريقة حوارها، لتصبح نموذجاً إعلامياً هاماً على مستوى العالم.

بمرور الوقت زادت  شهرتها لتصبح عالمية، وعرض برنامجها في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، فأنشئت بعد ذلك شركة انتاج خاصة بها تسمي  Harpo Oprah، ومنذ عام 1995م وهي ضمن قوائم مجلة فوربس الاقتصادية لأكثر 400 شخصية أمريكية ثرية.

شاركت أوبرا وينفري في كتابة خمسة كتب، منها كتابها حول فقدان الوزن الزائد عام 2005، حيث أنها عانت طوال حياتها من زيادة وزنها، وحقق أرباحا عالية حول العالم، وأصبح الكتاب الأول على قائمة الأكثر مبيعًا حتى جاء كتاب مذكرات الرئيس بيل كلينتون ويتفوق عليه، وتم نشر مذكراتها الشخصية عام 2017 تحت عنوان  The Life You Want. وتعتبر قصة أوبرا من بين عدة قصص نجاح ملهمة للشباب حول العالم.

 

  1. قصة نجاح صاحب دجاج كنتاكي

مؤسس سلسلة مطاعم ” كنتاكي فرايد شيكن” هو الكولونيل ساندرز، توفي والده وهو في السادسة من عمره، فاضطرت والدته للعمل، حيث كان عليه الاعتناء بأخيه البالغ من العمر 3 سنوات وأخته الطفلة، وهذه الظروف أجبرته على تعلم فن الطبخ باكراً، فكان يحضر طعام أخوته وما أن بلغ السابعة من عمره حتى أصبح طباخاً ماهراً خبيراً.
عمل في مزرعة عندما أصبح في العاشرة مقابل دولارين في الشهر. ولكنه لم يفرط في دراسته فدرس القانون بالمراسلة، ثم تنقل ما بين العمل في التأمين وكسائق مركب في نهر أوهايو وفي بيع الإطارات، وعندما كان يقبض 16 سنتا في الساعة يفرغ سيارات الفحم.

لم يشك الكولونيل ساندرز لحظة في أنه سيكون له شأن كبير يوماً ما، حيث تمكن من الحصول على دكتوراه في القانون بالمراسلة من جامعة ساذرن.  وفي  عام 1929 وكان عمره آنذاك 39 عاماً، عندما فتح محطة لخدمات السيارات في مدينة كوربن في ولاية كنتاكي. وقد جاءته هذه الفكرة عندما قال أحد الباعة المتجولين أنه لا يوجد مطعم جيد ليأكل فيه الناس في هذه المدينة.

لاحظ أن هذه المشكلة تشكل فرصة حقيقية، وكانت الشرارة والبذرة الرئيسية لولادة سلسلة مطاعم أحدثت ثورة في صناعة الوجبات السريعة،  وبناء على هذه الفكرة حول ساندرز غرفة صغيرة، إلى مطعم صغير يبيع الدجاج المقلي والخضار الطازجة وبعض البسكويت. وكتسب المطعم الصغير شهرة لا بأس بها في المنطقة.

وفي عام 1939 أدرك “ساندرو” أن الدجاج المقلي مع خلطة الأعشاب والتوابل في جهاز القلي الجديد الذي كان عبارة عن طنجرة ضغط مختلفة عن المستخدمة اليوم- أسفر عن صنع الدجاج المقلي المثالي الذي كان يحاول صنعه منذ البداية، حيث حصل مطعمه على شهرة واسعة، ولكن على الرغم من هذا الاكتشاف كان ساندرز دائم الابتكار.

في عام 1950 أطلق عليه حاكم ولاية كنتاكي لقب “كولونيل” وهو أعلى لقب فخري تمنحه الولاية. بعد ذلك بدأ “ساندرز”  بارتداء اللون الأبيض ورابطة عنق الكولونيل، الأمر الذي ساعده في أن يصبح أيقونة ثقافية شهيرة. وفي عام 1952 عقد كولونيل ساندرز صفقة مع صديقه “بيت هارمان” لبيع الدجاج المقلي Kentucky Fried Chicken بمطعمه في مقابل 4 سنت، على كل قطعة تباع، وبعد أن أصبح الدجاج هو الصنف الأكثر مبيعًا قام ساندرز بعقد نفس الصفقة مع العديد من المطاعم المحلية الأخرى، وكانت الأمور تسير بأحسن حال حتى تجاوز الطريق السريع موقع مطعمه، حينها باع الكولونيل مطعمه عام 1956 محققًا خسارة، ولكنه قرر أنه لا يريد التقاعد ولأن لا يعلن فشله.

وبما أنه كان قد قام بإغلاق مطعمه قرر أن يكرس جهوده لمشروعه في بيع حقوق الامتياز الذي كان شرع قبلها بأربع سنوات، وقام بالسفر مع زوجته بالسيارة التي حملها بعدد من طناجر الضغط، الطحين ومزيج البهارات. وكان يقوم بالذهاب للمطاعم وعرض طهي الدجاج الذي يصنعه، ثم كان يقوم بعقد صفقة مع صاحب المطعم إذا أعجبه مذاق الدجاج.

 

وفي عام 1963 كان ساندرز يقوم بعقد صفقات لمنح حق الامتياز دون الحاجة لطهي الدجاج لأصحاب المطاعم، وأصبح هناك أكثر من 600 مطعم في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا يقوم ببيع دجاج كنتاكي المقلي،  ثم قام ببيع شركته عن طريق عقد  مع شركة  Kentucky Fried Chicken  التي يمكنها إنشاء مطاعم خاصة بها في جميع أنحاء العالم بدون التفريط في وصفة الدجاج.

أصبح الكولونيل طباحا محترفا حين بلغ الأربعين من العمر، ولم يبدأ بتأسيس سلسلة كنتاكي إلا حين أصبح عمره 62 عام، ولكنه لم يصبح رمزا عالميا إلا عندما باع شركته عندما بلغ من العمر 75 عاما، ولم يكن  حلم “ساندرز” أبدًا أن يصبح غنيًا، ولكن كان حلمه أن يشتهر الطعام الذي يصنعه. وتعتبر قصة كنتاكي من بين عدة قصص نجاح ملهمة للشباب حول العالم.

  1. قصة نجاح جاك ما مؤسس موقع “علي بابا”

ولد جاك ما في هانغتشو بالصين، وعندما بلغ سن الـ 12 بدأ يهتم باللغة الانجليزية فتعلمها بنفسه، وكان يركب دراجته لمدة 40 دقيقة يوميا وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة هانغتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كدليل سياحي مجاني وبهدف ممارسة اللغة الانجليزية.

وذكر أنه مر بأوقات عصيبة في الدراسة إذ فشل مرتين في امتحان القبول لدخول الجامعة، مارس جاك مهنة تدريس اللغة الانجليزية لمدة 5 سنوات براتب 12 دولاراً أمريكياً شهرياً، فدفعه راتبه التعيس إلى البحث عن مصادر أخرى للكسب. وفي عام 1995، ذهب جاك ما إلى سياتل للعمل كمترجم، أين تعرف على الأنترنت وانبهر به، وعند عودته إلى الصين أطلق موقعا إلكترونياً للبيانات هو عبارة عن دليل للأعمال التجارية أطلق عليه اسم “الصفحات الصينية”.

 

موقع “الصفحات الصينية” لم يكن مشروعا مثمراً، ولكن بحلول عام 1999 جمع جاك 18 صديقا في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية، وكان موقع “علي بابا” وتم اختيار الاسم  لسهولته وعالميته وما تحمله قصة “علي بابا والأربعين حرامي” وعبارة “افتح يا سمسم” التي تفتح الأبواب إلى الكنوز المخبأة.

جاك ما، رجل يرفض الخضوع للفشل، فقد تقدم بطلبات عمل  وصلت إلى أكثر من 20  مرة كما تم رفضه في الجامعات الأمريكية، وعمل كعامل نظافة في كنتاكي، وغيرها من المهن. لكنه لم ييأس، فثروته تبلغ اليوم 29  مليار دولار كما أنه  يقدم النصائح للشباب في العديد من التظاهرات وتتبلور نصائحه دائما في ضرورة التحرك وإطلاق المشاريع الخاصة وعدم انتظار الوظائف الحكومية أو الخاصة، والأهم من هذا عدم الإستسلام للرفض.

  1. قصة نجاح مؤسسة شركة ” سوني”

ولد مؤسس شركة سوني، أكيو موريتا سنة 1921 في قرية صغيرة في اليابان من أسرة ثرية أباً عن جد،  فقد  كان  يشارك والده في جميع الاجتماعات ويتعلم منه ومن خبراته، حتي أصبح خبيراً في تقييم جودة منتجات الشركة وهو لا يزال طفلاً صغيرا، لكنه بعد حصوله على الثانوية فضل دراسة الفيزياء والآلات الميكانيكية  لشغفه الكبير بهما.

عمل لاحقا في مجال التقنيات والفيزياء، وتطورت أعماله التي بدأها بمتجر صغير في مدينة طوكيو اليابانية، ووصلت إلى شركة عملاقة واسعة الشهرة في كل أنحاء العالم، ساهمت في انعاش الاقتصاد الياباني لاحقا.

وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية أصبح ضابطاً عاملاً في سلاح البحرية اليابانية، خلال فترة الحرب تعرف على صديقه “ماسارو إيبوكا” العامل في ورشة تصليح أجهزة الراديو، والذي لازمه طوال حياته فيما بعد وكان واحدًا من أهم شركائه في العمل.

في سنة 1946،  قام أكيو موريتا بإنشاء شركة “سوني” التي كان مقرها في العاصمة طوكيو، بمساعدة صديقه إيبوكا، وظهرت الشركة في البداية تحت اسم شركة “طوكيو لهندسة الاتصالات”.

سافر أكيو موريتا إلى الولايات المتحدة الأمريكية جاء بسبب فضوله في معرفة ماهية الاختراع الجديد والذي يدعى “الترانزستور” الذي اخترعته مختبرات Tbell  الأمريكية.

وهذا يدل على عبقرية موريتا في فهم الأمور كما يجب، بقي في أمريكا فترة من الزمن ومن ثم عاد وهو ظافراً بوكالة من تلك الشركة تسمح له بصنع وبيع أجهزة الترانزستور، واستطاع موريتا بمساعدة صديقه أن يتوصلا إلى إنتاج أجهزة راديو حديثة عليها شعار شركتهم. 

 

خلال سنوات أصبحت الشركة من أقوى الشركات اليابانية، ودخلت أسهمها في البورصة في أمريكا، وعمل مع صديقه على البحث عن مخترعين ومواهب جديدة من أجل أن يضعها في خدمة شركة سوني، وقد طور موريتا خطوط الانتاج فيها فأصبحت الشركة تنتج كافة الاجهزة السمعية والبصرية من أجهزة تلفزة وراديو وأجهزة الوولك مان مطلع السبعينات.

استمر أكيو موريتا في رئاسة مجلس إدارة شركة سوني حتى منتصف التسعينات، وتوفي في نهايتها عن عمر يناهز 78 سنة، وله مؤلف أطلق عليه “لا تهتم  بالعلامات المدرسية” ومحتوى الكتاب هو عدم التركيز على العلامات المدرسية فهي ليست من أسباب النجاح والتفوق للأفراد. وهي قصة من بين عدة قصص نجاح ملهمة للشباب حول العالم.

إقرأ أيضا: 10 شابات جزائريات تميزن بانجازات ملهمة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى