خلف كل قصة نجاح قصص فشل كثيرة

نجاح جوجل غطى على فشل مئات مشاريع محركات البحث. نجاح فيسبوك ومارك أغفل مئات من قصص موت شبكات تواصل فشلت في البقاء. كل ستارتب تنجح يقابلها عشرات تفشل في صمت وبعيدا عن الأضواء.

كل مشروع ناجح وشخص استثتائي يظهر على الساحة قد يجعلنا نغفل أن هناك عشرات الأشخاص والمشاريع التي حاولت واجتهدت ولم تنجح. الإعلام والأضواء هي في العادة مخصصة لمن ينجح ويصل ويخطف الأضواء. لن يكون حدثا وشيئا يجذب الانتباه أن تحكي قصة شاب أو شباب اجتهدوا وبذلوا كل ما في وسعهم لكنهم لم يصلوا.

لن يكون عنوان حصة مثل الفاشلون، أو لنلطف العنوان الذين لم ينجحوا. لن يكون هذا العنوان جذابا وجالبا للمشاهدات، حتى من يعد البرنامج لن يكون بالحماسة نفسها عندما يقابل ناجحين بمقابل من لم ينجح. الطرف الآخر، لن يكون من يحكي قصة نجاحه كمن يحكي قصة نهاية حلمه ومشروعه.

قصص نجاح مثالية

في الحقيقة من نسميهم ناجحين سيحكون قصة نجاحهم بكثير من التجميل، لأن نفس القصة ربما كانت ستكون قصة فشل لو تغيرت تفاصيل دقيقة وربما بسيطة، وربما تخفي قصة النجاح تفاصيل غير لطيفة، ويكون ال Story telling هو وسيلة لإخفائها. وتكون القصة بمثالية كبيرة قد يصعب تحققها في الواقع. عادة ما تأخد قصص الناجحين كوصفات جاهزة للنجاح، لكنها في الحقيقة النسخة التي أراد أصحابها أن يحكوها لنا، وربما كان الواقع أعقد من ذلك وأقل مثالية في وصفة النجاح.

وصفات للنجاح وأخرى للفشل!

بالمقابل، هناك العديد من المشاريع التي لم تصل لهدفها، قد يقول أصحابها أنهم فعلوا كل ما يجب لتنجح، وتفادو كل ما يمكن أن يفشلها، ومع ذلك فشلت. وقد لا يفهمون ما حصل معهم، فليس بالضرورة أن تكون مسيرتهم هي وصفات جاهزة للفشل، خصوصا لما تكون تفاصيل خارج الإرادة هي السبب في عدم الوصول.

عادة ما يرسم الشباب أهدافه ويحفزون أنفسهم بقصص النجاح. ويقتفون آثار من يسمون ناجحين، لكنهم كثيرا ما يغفلون دراسة مسيرات من تعثر ولم يصل، لأن الحماسة تأتي من النجاح، وعادة ما تجلب القصص الأخرى الإحباط. لكن ربما يكون من المفيد أن نعرف أن هناك فقط عوامل قد تزيد من فرص النجاح وأخرى قد تجعلنا أقرب لعدم الوصول. ولا توجد فعليا وصفات وخطط دقيقة للنجاح والفشل أيضا، لأنه كما قال باولو كويلو أن الطرق المستقيمة لا تصنع سائقين مهرة، فكذلك مسارات النجاح… لم تكن يوما طرقا مستقيمة.

الكاتب: يزيد عقادل

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى