زوجان جزائريان يحملان لقب العاشقين المسافرين الأكثر شهرة

سليم وليندة زوجان جزائريان، يعملان في قطاع الصحة، هو مختص في الكيمياء وهي مختصة في تشخيص الأورام، قررا سنة 2013 خوض مغامرة غير حياتهما كليا، وحولتهما إلى المدونين الأكثر شهرة ومتابعة في فرنسا أين يطلق عليهما اسم العاشقين المسافرين المشهورين.

مغامرة بطعم تحدي

كانت حياة الزوجين الشابين أو العاشقين المسافرين روتينية وهادئة، حتى شاهدت ليندة حصة Pékin Express التي تعرض على القناة التلفزيونية الفرنسية “أم 6″، أخبرت سليم بأنه الشيء الوحيد الذي ترغب في القيام به. تقول ليندة في حوار مع جريدة “20 دقيقة” الفرنسية: “نظر إلي وأكد لي أنني لن أصمد يوما واحدا”. وتضيف: “قلت له هل تعتقد أنني لا أستطيع أن أفعل ذلك؟، بدأت ذلك كتحدي”.

من جهته يقول سليم عن هذه المغامرة: “بالنسبة لي تلك الحصة وليندة، كان شيئا متناقضا”.  دخل الزوجان المسابقة، وتمكنا من الفوز بلقب الطبعة التاسعة للحصة سنة 2013، وعمرهما 33 سنة آنذاك. هذا الفوز غير حياتهما كليا وأصبحا اليوم يعيشان في أسفار ورحلات حول العالم.

تقوم المسابقة وهي عبارة عن لعبة تلفزيونية، على منافسة بين 10 فرق يتكون كل واحد منها من شخصين، في سباق طوله 10 آلاف كيلومتر على مدار 40 يوما، بحيث يكون مع كل متنافس 1 أورو فقط في اليوم. في نهاية كل سباق يتم استبعاد الفريق الذي وصل متأخرا.

بداية جديدة في التدوين

بعد الفوز بالمسابقة، ترك سليم وليندة عملهما في مجال الصحة وتحولا إلى مدونين مسافرين عبر العالم، فتنقلا من “كيوتو” إلى “اليابان” إلى مدينة “قسنطينة” في الجزائر وغيرها، يشاركان في كل مرة تفاصيل السفر مع آلاف المتابعين في مدونتهما الرسمية التي تحمل اسم “العاشقان المسافران” وفي مواقع التواصل الاجتماعي، اليوتوب، الفيسبوك وانستغرام.

ينشر الزوجان الملقبان باسم العاشقين المسافرين بشكل مستمر تدوينات تتضمن الأطباق المحلية التي يجب تجربتها، المناظر الخلابة التي تجذبهما والتي يمكن أن تصادف المسافرين دون أن يتوقعوا ذلك، عادات مختلف الشعوب، أي كل شيء ليصبح مستخدم الأنترنت الذي يتابعهما يشعر  بمغامرة السفر من خلف شاشة الحاسوب. تقول ليندة في حوار مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية: “نحن نشارك وتنبادل. لا نريد أن يعتقد متابعوننا بأننا نصور لنقول لهم أنظروا إلينا كيف نستمتع، بالعكس هدفنا أن نجعل الأشخاص الذين يشاهدوننا، يرغبون بالقدوم لاكتشاف نفس المناطق”.

زيادة عدد المتابعين باستمرار

بعد أربع سنوات من مغامرة المسابقة التلفزيونية، أصبح سليم وليندة المدونين المسافرين الأكثر متابعة في فرنسا على شبكة “سناب شات”، يجمعون مايقارب 16.000 مشاهدة لكل قصة سفر يقومون بتدوينها، كما أن جمهورهما جد نشيط وفعال، حيث حصل الزوجان على 3 ألاف رسالة خلال رحلتهما إلى المدن اليابانية،  طوكيو، كيوتو، ألاسكا وهيروشيما. يقول سليم: “نقرأ جميع الرسائل، أحيانا في وقت متأخر قليلا ولكن نحاول  أن نجيب الجميع”. وتحظى ليندة بشكل خاص بتأثير قوي على متابعي مدونة “العاشقان المسافران”. وتقول حول هذا الأمر: “لا يمكنني أن أجعل عائلتي تصرف أموالا من أجل وجهة لا تريدها، نفس الشيء بالنسبة لمن يتابعونها، لهذا أجيبهم بصدق”.  ويؤكد سليم: “جمهورنا يكبر شيئا فشيئا وهذا يشجعنا ويجعلنا نشعر بمسؤولية أكبر”.

ويرجع الزوجان سر هذا النجاح إلى صراحتهما في التواصل مع المتابعين من جهة وعملهما الصعب “نحن لا نسافر مثل السائح، بل نجري في كل مكان بوسائلنا الخاصة من أجل التقاط  أكبر عدد ممكن من اللحظات”. وفيما يخص التنطيم، تشرح ليندة بأن عملية البحث تتم من قبل من أجل عدم إضاعة الوقت: “نحن نحاول استغلال الوقت وتحديد الأشياء المهمة التي يجب الذهاب لزيارتها، وعندما نصل نصطدم بأشخاص أو أماكن تمنح نظرة جديدة لسفرنا”.

أكثر ما يدفع الزوجين نحو السفر واكتشاف الدول والمناظر الطبيعية، هو الجانب الإجتماعي للرحلات والمتمثل في الالتقاء بأشخاص لا يعرفونهم. مؤخرا قام الزوجان بالإنطلاق في تحدي جديد على شكل لعبة اسمها “هدية العالم” والهدف منها أن نطلب من شخص في دولة معينة تقديم هدية إلى شخص آخر لا يعرفه في دولة أخرى. وبالفعل بدأت اللعبة مع فرنسية مسيحية ثم إمرأة سينغالية مسلمة، وبعدها ياباني ديانته الشينتو. تقول ليندة عن هذه التجربة: “اقتنعنا بأن الشعور الجيد هو شعور عالمي، وعن طريق هذه الفيديوهات نستطيع خلق جسور بين الدول”.

المدونة الرسمية للعاشقين المسافرين من هنا

 

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى