مغارة الأديب الإسباني ميغيل سرفانتس في الجزائر العاصمة

أقام الأديب الإسباني ميغيل سرفانتس في مغارة بالجزائر العاصمة. والتي مازالت إلى غاية اليوم معلما أثريا وتاريخيا وسياحيا شاهدا على تلك الفترة من حياة واحد من أشهر وأعظم الكتاب في العالم. وصاحب رواية دون كيشوت التي يعتبرها النقاد الرواية النموذجية الأولى ذات الأسلوب الأدبي الحديث في عصره.

مكث الأديب في المغارة 5 سنوات كأسير. وتقع المغارة في قلب الجزائر العاصمة وبالتحديد في بلوزداد. تطل على ميناء العاصمة. وارتبطت باسم هذا الروائي الإسباني. يبلغ طولها سبعة أمتار وعرضها متران. تشتمل المغارة على غرف ومنحوتات أثرية تكونت بفعل الطبيعة. وحديقة صغيرة تزينها بعض الأشجار وأدراج مؤدية إلى الغابة.

الأديب الإسباني الأكثر شهرة

وقد كان تأثير ميغيل دي سرفانتيس على اللغة والأدب الإسبانيين كبير جدا. حتى أن اللغة الإسبانية معروفة باسم لغة سرفتانتس. لقب بأمير الذكاء. وذلك لأن رواياته وشعره تشتهر بالهجاء الذكي والسخرية وسهولة فهمها بالنسبة للقارئ العادي. درس العمارة والأدب والفن في روما عندما كان شابًا، ثم انضم إلى البحرية الاسبانية. وأثناء خدمته في البحرية أُصيبت ذراعه اليسرى بجروحٍ بالغة. ولم يتمكن من استخدامها بعد ذلك. واعتبر ذلك رمزًا للشرف والتضحية.

أسهم ميغيل بشكل كبير في إنماء الأنواع السردية المعتادة في النصف الثاني من القرن السادس عشر مثل الرواية البيزنطية والرعوية والحوار الساخر والنمط التدريسي المنوع. فيما جدد النوع الأدبي المسمى بالرواية القصيرة. والتي فُسرت وقتها وفقًا للنموذج الإيطالي بأنها أقصوصة قصيرة، خالية من البلاغة ولكن ذات أهمية أكبر.

قصة مغارة ميغيل سرفانتس

حسب المصادر التاريخية، منح سيرفانتس إجازة من الجيش للعودة لإسبانيا. وفي طريق العودة تعرضت سفينته التي تقله من إيطاليا إلى هجوم من قبل أسطول جزائري صغير قبالة مرسيليا الفرنسية في 26 سبتمبر 1569. أخذ أسيرا رفقة أخيه رودريغو. وبسبب ما كان يحمله سيرفانتس من خطابات توصية للملك من شخصيات عدة، أُعتقد أنه شخص مهم فطلبوا فدية لقاء إطلاق سراحه.

أطلق سراحه في 19 سبتمبر 1580. وفي 24 أكتوبر من العام نفسه، عاد إلى إسبانيا برفقة بعض الأسرى المحررين. ووصل إلى بلدية دانية (إسبانيا)، وانتقل منها إلى بلنسية. وخلال عودته إلى موطنه الأصلي كتب عام 1605 الجزء الأول من رائعته “العبقري النبيل: دون كيشوت دي لا مانتشا”. وأتى جزؤها الثاني عام 1615 بعنوان “العبقري الفارس: دون كيشوت دي لا مانتشا”.

أعادت السلطات الجزائرية تهيئة المغارة عام 2006 بجهد مشترك بين الحكومتين الجزائرية والإسبانية. تخليدا لمرور أربعة قرون على صدور الرائعة الأدبية “دون كيشوت”. من أجل تحويلها إلى مكان سياحي وثقافي يضم أعمال الأديب الإسباني ميغيل سرفانتس لتشجيع السياحية الثقافية. (لزيارة موقع معهد سرفانتس بالجزائر إضغط هنا).

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى