زوجان جزائريان يفتحان مؤسسة  لإنتاج حقائب من القماش

ليندة وياسين أبركان، زوجان جزائريان شابان، تخرجا من المدرسة العليا للفنون الجميلة، نجحا في تأسيس مؤسسة خاصة بصناعة حقائب يدوية للنساء من القماش، تجمع بين الأصالة، وبين الفن والعصرنة، بفضل توظيف خبرتهما في التصميم الغرافيكي والفنون الجميلة.

منتوج محلي وصديق للبيئة

بدأ الزوجان في التفكير بطريقة تمكنهم من استغلال تكوينهما كحرفيين في تأسيس مؤسسة تقدم منتوجًا فنيًا للزبائن وفي نفس الوقت غير ملوث، فجاءت “Bodo”، الاسم الذي أطلق على المشروع، القائم على تطبيق مهارة الزوجين وموهبتهما في التصميم، الرسم، التصوير الفوتوغرافي على الحقائب اليدوية المصنوعة من القماش. 

فكر الزوجان أن هذه الطريقة ستسمح لهما بإخراج الفن من المتاحف ليتجول في الشارع على أكتاف الناس من جهة، ومحاربة الحقائب البلاستيكية الملوثة للمحيط والبيئة من جهة أخرى، ولذلك كان تركيزهما على تصميم الحقائب من القماش في شكل منتوج عملي يمكن أن يحمل أشياء متعددة، واستخدامه لفترة طويلة والأهم أن يكون اقتصاديًا.

تقول ليندة أبركان: “الحقائب التي نصنعها لديها ميزة فنية، لأنها تعبر من خلال الرسومات والتصميمات عن الموروث الثقافي الجزائري الغني جدًا، كما أنها مصنوعة من القطن بنسبة مئة بالمئة وهي بذلك بديل جيد للحقائب البلاستيكية التي تلوث المحيط وتخلف اضرارًا على البيئة والطبيعة”.

ترويج المنتوجات في المعارض

بدأت المؤسسة التي أطلقت في سبتمبر سنة 2015، بإنتاج الحقائب، والترويج لها عبر صفحة الفيسبوك، أين يتم عرض كافة أنواع الحقائب الموجهة للبيع للزبائن مع إمكانية التوصيل المجانية، بالإضافة إلى المشاركة في المعارض المخصصة للحرفيين، وفي هذا تقول ليندة: “المعارض تسمح لنا بعرض الحقائب والتواصل مع الزبائن وملاحظة ردود أفعالهم اتجاه هذه المنتوجات”. في جانفي سنة 2017، استطاع الزوجان من فتح محل خاص لبيع الحقائب التي ينتجانها وترويجها.

وعن الصعوبات التي واجهتهما في تأسيس المشروع تقول ليندة: “لم يكن سهلًا بالنسبة لشابة عمرها 27 سنة تجسيد الفكرة، ولكن خبرتي كمصصمة جرافيك ساعدتني بالإضافة إلى مشاركتي في دورة تدريبية في أكتوبر 2015، حول ريادة الأعمال اكتسبت منها معارف حول إدارة المشروع”. وتضيف: “في السنة الأولى لإطلاق المشروع، كان التمويل أكبر عائق واجهنا، بسبب عدم وجود أي إمكانيات لتجسيد فكرتنا”. رغم ذلك تخطى الزوجان هذه الصعوبات، فبواسطة ماكينة خياطة التي تعلمت ليندة استخدامها وطابعة ومكواة وصفحة عبر الفيسبوك تأسست “Bodo”.

تسويق منتوج غير مألوف

لم يكن التمويل الصعوبة الوحيدة التي واجهتهما ولكن طبيعة المنتوج في حد ذاته، وتقول في هذا الشأن ليندة: “كان يجب عرض هذه الحقائب وإقناع المواطن الجزائري بها لأنه لم يتعود على هذا النوع من الحقائب، وهذا التحدي مازال يواجهنا إلى اليوم”. 

ويرغب الزوجان من خلال هذه المؤسسة في زرع ثقافة الفن لدى الناس واقتناء المنتوجات غير الملوثة، بالإضافة إلى إظهار جانب آخر لمجال الحرف، على أنه إنتاج محلي يلبي احتياجات الشعب ويغطي طلبات الأعداد الكبيرة من السكان، وليس مجرد صناعة منتوجات للذكرى موجهة للسياح.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
سوبرنوفا
زر الذهاب إلى الأعلى