أخر الأخبار

نسرين شابة جزائرية كرست وقتها لمساعدة أطفال صعوبات التعلم

نسرين العمري، شابة جزائرية، تعمل كأخصائية نفسية، تمكنت من استقطاب عشرات الآلاف من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال فيديوهاتها حول “صعوبات التعلم” التي تهدف لمساعدة هذه الفئة. وذلك من خلال تقديم النصائح والإرشادات للآباء والمعلمين من جهة وتقديم دروس تطبيقية وألعاب يمكن اعتمادها وتطبيقها في البيت لتحسين مستويات تعلم أبناءهم من جهة أخرى. في هذا الحوار مع مجلة “سوبرنوفا” تتحدث نسرين العمري عن تجربتها،

سوبرنوفا: من هي الأخصائية النفسية نسرين العمري؟

في البداية أشكر سوبرنوفا على الالتفاتة الجميلة لأطفال صعوبات التعلم فانتم بهذا العمل ستشاركون في مبادرة “سأمسك بيد طفل صعوبات التعلم” وتساعدونه. أنا العمري نسرين، أخصائية نفسية، متحصلة على شهادة ليسانس في مجال علم النفس العيادي وماستر في علم نفس الصحة، تخصص أمراض مزمنة.

اكتسبت خبرة مهنية من خلال احتكاكي بالأطفال من مختلف الأعمار في العيادات المتعددة الخدمات في الجزائر العاصمة. قدمت استشارات نفسية لمدمني المخدرات في مستشفى فرانس فانون بالبليدة. عملت مقابلات عيادية مع المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، ضغط الدم، القلب، أمراض العظام والمفاصل وغيرها في عدة مستشفيات بالجزائر.

سوبرنوفا: كيف جاءتك فكرة فتح صفحة على الفيسبوك لمساعدة الذين يعانون من صعوبات التعلم؟

الفكرة بدأت عندما كنت طالبة في الجامعة، أين كلفتنا الاستاذة ببحث عن تلاميذ صعوبات التعلم فذهبنا إلى المركز المختص بصعوبات التعلم في بن عكنون. تكلمنا مع المدرسين والأولياء والإدارة والتلاميذ ولمسنا معاناة هذه الفئة خصوصا التهميش الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال.

جاءت فكرة التعريف بطفل الصعوبات بعد الدراسة والاحتكاك بأطفال صعوبات التعلم وبأوليائهم. بعدها قررت تخصيص فديوهات في صفحتي على الفايسبوك على شكل سلسلة تعريفة مع اقتراح نشاطات تعليمية تحت عنوان سلسلة “سأمسك بيد ابني ونحارب صعوبات التعلم”. أتطرق من خلالها لتعاريف وأسباب و أعراض كل صعوبة مع اقتراح نشاط تربوي منزلي في نهاية كل فيديو ليساعد به الأولياء أطفالهم وتكون هذه الصعوبات بمثابة تحدي لمساعدة طفل الصعوبات.

الهدف الرئيسي لصفحة الفايسبوك هو فهم الأولياء للمشاكل التي يعانيها أطفالهم وتعليمهم كيفية التعامل معهم لأن الأولياء هم المصدر الأول للعلاج. كما أن للأولياء هم من يملكون القدرة على تغيير الفكرة الشائعة بأنهم أطفالهم أغبياء وغير قادرين على الدراسة ولا مستقبل لهم.

 سوبرنوفا: ماهي أهم الأنشطة التي تقومين بها لمساعدة هذه الفئة؟

الأنشطة التي أقوم بها هي أنشطة منزلية مستوحاة من أدوات في المنزل تكون مصنوعة في البيت. يتعاون في صنعها الأولياء مع أبنائهم لكي تعود الثقة وتتعزز بين الطرفين فيشعر الطفل بالأمان وأن له سند يقف معه لمواجهة مشاكله ويساعده على تخطيها.

سوبرنوفا: كيف تقيمين تفاعل الأولياء مع منشوراتك؟

تفاعل الأولياء على الصفحة قوي جدا. دائما يستفسرون عن حالات أبنائهم وينتظرون النشاطات التعليمية. كل أسبوع يبعثون لي الأنشطة التعليمية التي ساعدوا بها أبنائهم وحققوا بها نتيجة لكي أقوم بتقدمها للأولياء عبر الصفحة في اطار المساعدة.

هذا التفاعل الكبير، دفعني لإطلاق مبادرة عمل للتعريف بطفل الصعوبات والتعرف على عالمه الخاص، اسميتها “سنمسك بيد طفل صعوبات التعلم ونساعده”. خلال المبادرة سنتطرق في محاضرة التعرف إلى كل ما يخص هذا الطفل بعدها نقوم بورشة تعليمية نعرض فيها نشاطات الصفحة إضافة إلى نشاطات أخرى. وختاما سيكون نقاشا مفتوحا يعرض فيه الأولياء تجاربهم مع أبنائهم وكيفية الاشراف عليهم. يتقاسموه آراء بعضهم البعض وهذا كله ضمن مساعدة طفل صعوبات التعلم وتغيير معاملته داخل البيت، في المدرسة وفي المجتمع.

سوبرنوفا: ماهي الصعوبات والتحديات التي تواجهك في مجال عملك؟

الصعوبات والتحديات التي تواجهني في مجال عملي هي: عندما أقوم بتشخيص الحالة والبدء بتطبيق البرنامج العلاجي، هناك بعض الأولياء يرفضون المشاركة في العلاج. أو حين يشاركون في البرنامج العلاجي يقومون بالتلفظ بكلمات تدمر نفسية الطفل. وهذا يساهم في فقدان ثقة الطفل وفشله وعدم تقدمه في العلاج. بالإضافة إلى عدم اهتمام المدرسين وإدارة المدرسة بالتلميذ إذا عانى من صعوبة في التعلم. نجد أن بعض المدرسين أو طاقم إدارة المدرسة لا تأخذ النتائج السلبية للتلميذ بعين الاعتبار. ولا ينبهون الأولياء للمشاكل التي يعاني منها التلميذ داخل الفصل ولا يقترحون عليهم عرضه على أخصائي نفسي من أجل تقييم حالته. بالإضافة إلى عدم وجود مراكز تهتم بتعليم هؤلاء الأطفال.

سوبرنوفا: كيف يمكن أن نطور هذا التخصص لمساعدة الأطفال في الجزائر؟

حسب خبرتي يمكن أن نطور هذا التخصص لمساعدة الأطفال في الجزائر عن طريق:

  • تكوين أخصائيين نفسيين مخصصين لتدريس أطفال صعوبات التعلم داخل المدارس بتدريبهم على برامج علاجية خاصة بكل صعوبة
  • فتح قسم خاص بفئة صعوبات التعلم داخل كل مؤسسة تربوية وهذا من أجل ضمان تعليم جيد لهؤلاء الأطفال.
  • تنظيم مبادرات وملتقيات ومحاضرات تهتم بكل ما يخص هذا الطفل خاصة، ولقاءات اعلامية بإمكانها ايصال صوت أطفال الصعوبات إلى كل بيت في المجتمع.

بصفة عامة، نساعد هذه الفئة عندما يفهم كل فرد في المجتمع المشاكل التي يعاني منها ونتقبله بعيوبه وتغيير نظرتهم عليه.

سامسك بيد ابني ونحارب صعوبات التعلم

نشاط التفريق بين الحروف للاطفال لي يعانو من صعوبة القراءة

Posted by ‎الاخصائية النفسية العمري نسرين‎ on Friday, January 3, 2020

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى