مدينة جزائرية مشهورة بزراعة الكرز وغزارة إنتاجه

ترتبط شهرة بعض المدن الجزائرية بما تنتجه من محاصيل وفواكه. فمنها مدينة سكيكدة التي تشتهر بزراعة الفراولة وإنتاجها. ولكن توجد مدينة جزائرية مشهورة بزراعة الكرز وغزارة إنتاجه. وهي مدينة تيزي وزو، التي لطالما اشتهرت بحقول فاكهة الكرز. حيث تساهم الولاية بما يفوق 60 بالمائة من الإنتاج الوطني من هذه الفاكهة. والتي تمتد على مساحة إجمالية تقدر بأكثر من 77 ألف هكتار منها 64 ألف هكتار منتج.

واستناد للمكلفة بشعبة الأشجار المثمرة على مستوى مديرية المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو، شيباني خديجة، فقد بلغ العدد الإجمالي لأشجار الكرز أكثر من 131 ألف شجرة. منها أكثر من 116 ألف شجرة منتجة. في حين مازالت باقي الشجيرات لم تبلغ مرحلة الإنتاج بعد. وبهذا تكون ولاية تيزي وزو مدينة جزائرية مشهورة بزراعة الكرز وغزارة إنتاجه.

وتتركز زراعة الكرز في ولاية تيزي وزو بشكل رئيسي في منطقة الأربعاء ناث ايراثن، أين توجد أكبر حقول الكرز. تليها منطقة إيفرحونن ثم عين الحمام. وأبرزت المسؤولة أنه يتوقع  خلال هذا الموسم جني أزيد من 15 ألف قنطار بمتوسط مردود 24 قنطار في الهكتار الواحد. وأضافت أنه قد تم إلى غاية 30 يونيو المنصرم جني أكثر من 3 آلاف قنطار على مساحة تقدر ب 446 هكتار بمتوسط مردود مؤقت يقدر بـ7 قنطار للهكتار الواحد.

زراعة الكرز تهددها الأمراض الفطرية

ويأتي هذا الإنتاج رغم ما تشكله الأمراض الفطرية المنتشرة خلال الأربع سنوات الأخيرة بتيزي وزو من خطر حقيقي على ثروة الأشجار المثمرة بالولاية، لاسيما حقول الكرز التي لا طالما صنعت شهرة المنطقة.

ولاحظ مفتش الصحة النباتية لدى مديرية المصالح الفلاحية الولائية، بوخالفة قاسي, “تراجعا كبيرا في إنتاج الكرز على المستوى المحلي للسنة الرابعة على التوالي” وفقا لتصريحه لوأج. مفسرا هذا الوضع “بالأمراض العديدة التي تسببها الفطريات والطفيليات. بسبب التغيرات المناخية المتميزة بالرطوبة العالية والأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة العالية في الربيع”.

وذكر من بينها “مونيليوز الكرز” التي تعد حسبه من “أخطر الأمراض” التي ظهرت خلال الأربع سنوات الأخيرة بتيزي وزو. وهو المرض الذي يظهر منتصف شهر مارس إلى غاية نهاية أبريل أي فترة ازهار أشجار الكرز. وتعتبر الظروف المناخية ملائمة لتفشي هذا الطفيلي الذي يتسبب في أضرار جمة للإنتاج، كونه يتغذى على أزهار وأوراق الأشجار، ما جعل ذات المسؤول يتأسف لـ”المناخ غير المناسب لإنتاج الكرز”.

ويشاطره الرأي السيد شريف أحمد علي، مسؤول الفرع الفلاحي بعين الحمام الذي أكد بدوره أن “مونيليوز الكرز” تسبب في انخفاض حاد” في انتاج الكرز على مستوى البلديات الأربع التابعة لدائرة عين الحمام. والتي تعد من بين أهم مناطق زراعة الكرز محليا. وتراجعت مردودية المنتوج خلال السنوات الأخيرة إلى ما بين أربع إلى خمس قنطارات في الهكتار الواحد. مقابل 65 إلى 80 قنطار في الهكتار سابقا.

النحل الناقل الوحيد للقاح أشجار الكرز

كما تأسف المسؤول من “تأزم الوضع” بسبب “نقص بل وغياب” كما قال “عامل تلقيح النحل للأزهار” لأن النحل هو”الناقل الوحيد للقاح أشجار الكرز”. حسب توضيح السيد شريف أحمد الذي أفاد أن “النحل لا يخرج في فترات الرطوبة العالية والضباب. وأنه إذا ما استمر الوضع ما بين 15 إلى 20 يوما فانه لن يتم تلقيح أزهار الكرز”.

وبحسب مفتش الصحة النباتية بمديرية المصالح الفلاحية السيد قاسي، فان أشجار الكرز بالولاية قد أضحت “جد حساسة” بسبب التغيرات المناخية والأمراض الطفيلية المتعددة التي واجهها. وكذا حشرة “الكابنود” التي تهاجم يرقتها جذور الأشجار متسببة في ضمورها ثم هلاكها على المدى الطويل إذا لم يتم الاعتناء بها.

ودعا المسؤول في ظل وجود هذه الأمراض الفتاكة، كما قال، إلى ضرورة “استفادة أشجار الكرز من مختلف عمليات العناية والرعاية اللازمة لحمايتها. موازاة مع وضع برنامج سنوي للحماية النباتية خاص بهذه الزراعة وكل الزراعات الأخرى المهددة بالأمراض الطفيلية ” كما أضاف.

وهو البرنامج الرامي كما قال، إلى القضاء على كل بقايا الحشرات والبكتيريا والفطريات خلال فترة الشتاء. على أن يتبع بعمليات أخرى خلال الربيع بغرض حماية الأزهار والأوراق، ثم علاجا أخيرا خلال ظهور الثمار إذا استدعى الأمر ذلك.

كما أوصى المسؤول نفسه بانتزاع جذوع الأشجار التي تعتبر بؤرا للفطريات مع العمل على تجديد الحقول وتعويض الأشجار القديمة والهرمة التي لم تعد لديها مقاومة للأمراض. مشيرا إلى إطلاق مديرية المصالح الفلاحية في هذا الصدد لعملية تحسيسية وتكوينية لفائدة الفلاحين، حول هذا الإشكال.

إضافة أصناف جديدة من الكرز

وبهدف الحصول على أشجار أكثر مقاومة للأمراض وذات مردودية أكبر، عمدت مديرية المصالح الفلاحية بتيزي وزو إلى إقتناء 600 طعم معتمد لـ17 صنف جديد من الكرز، لدى المعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم بتسالة المرجة، من بينها أصناف محلية وأخرى مستوردة من بلدان من الحوض المتوسطي سيما إسبانيا وإيطاليا.

وتم تسليم هذه الطعوم من بين أصناف الكرز الاسود ونوع الستيلا وريجينا وتيكسراين والكرز العملاق والسمبرست، شهر مارس الفارط لمختلف الفروع الفلاحية. حيث تم تقليمها على أشجار كرز برية بمناطق عين الحمام وايفرحونان والأربعاء وغيرها “أين نجحت العملية وهي تنمو بصفة جيدة” وفقا لما ذكره السيد قاسي.

وأكد المتحدث: “سنعمل على تحسين جودة منتوجنا بفاكهة ذات قوام أحسن وأعلى نسبة من السكر. ويبقى هدفنا الحصول على أشجار أكثر مقاومة للأمراض وحشرة الكابنود. موازاة مع جدولة عمليات جني المحصول بالشكل الذي يسمح بالحصول على منتوج مبكر وآخر متأخر. مع السماح للفلاحين باختيار الأصناف وفقا لمقاومتها وإنتاجيتها”.

وحسب السيد قاسي، فان “جدولة الانتاج يسمح، في حال تسجيل الأمراض الطفيلية، بإنقاذ احدى فترات الانتاج على الأقل سواء المبكرة أو الموسمية أو المتأخرة”.

المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى