شروط نجاح زراعة الأفوكادو وفرص الاستثمار بها في الجزائر

سجل نجاح فريق عمل الدكتور الجزائري عمار فوفو في توفير شروط نجاح زراعة الأفوكادو في ولاية سكيكدة، والتي أعطت ثمارا بجودة عالية بعد ثلاثة سنوات فقط من زراعتها، تفاعلا كبيرا واهتماما من قبل الجزائريين الذين يتطلعون للاستثمار في هذا المجال.

يتحدث في هذا المقال الدكتور عمار فوفو لـ”سوبرنوفا” عن شروط نجاح زراعة الأفوكادو في الجزائر. وفرص الاستثمار المتاحة للشباب الراغبين بالدخول إلى هذا المجال وتحقيق إنتاج محلي.

زراعة مربحة للشباب

يرى عمار فوفو أنه أمام الشباب الجزئري فرصة للاستثمار في هذه الزراعات كونها جد مربحة. والفاكهة المستهلكة داخل الوطن كلها مستوردة، إذ يصل سعر الكيلغرام الواحد أكثر من 300دج. بالإضافة إلى ذلك فإن فاكهة الأفوكادو  مطلوبة كثيرا من طرف الفنادق الفاخرة لتحضير العصائر.

ويضيف بأن هذا كان هدفهم من البحث العلمي وهو تشجيع الشباب على الاستثمار في مثل هذه الزراعات وتقديم الشروط الناجحة لذيك. ويرى بأن البحث العلمي لا يكون ناجعا وفعالا بدون تطبيق واستغلال نتائجه في أرض الواقع، لأن النهاية دائما هي تنموية وتعود بالفائدة على المستثمر، المستهلك، والاقتصاد الوطني بصفة عامة. ويعلق: “البحث العلمي الذي لا تنعكس نتاىجه على الاقتصاد الوطني ويبقى في رفوف المكتبات لا جدوى منه وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تحتاج أن يوجه الباحث بحثه حسب متطلبات وتحديات المرحلة المفصلية التي يمر بها وطننا”.

يقول عمار فوفو في حوار مع سوبرنوفا: “اختيارنا لفاكهة الأفوكادو ليس صدفة، بل جاء في إطار مشروع بحث يتمحور حول تثمين المنتجات الفلاحية والوسم. ركزنا على بعض الأشجار الاستوائية مثل الأفوكادو، الفيجوة، الكيوي وغيرها. ومدى تأقلمها مع الظروف المناخية والمحيط بإقليم القل غرب ولاية سكيكدة المعروف ببيئة خاصة ومناخ رطب خاصة في شقه الساحلي”.

المناطق الرطبة وشبة الرطبة

الأفوكادو، كشجرة، مقوماتها ومتطلباتها المناخية تتقارب كثيرا مع مقومات المناطق الساحلية الشرقية التي تعرف بأنها رطبة أو شبه رطبة. والمناخ الدافئ على طول السنة. وتتطلب زراعة هذه الشجرة عناية خاصة كمثلها من الأشجار. ولا يجب أن تكون مقابلة كثيرا للشمس ولا تحبد السقي الكثير إلا في مرحلة الإثمار.

تعتبر الأفوكادو من أجود الفواكه الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة المفيدة للصحة، ولصحة القلب بشكل خاص. ويحتوي نصف ثمرة أفوكادو كبيرة على 20 غراماً من الدهون، لكن ثلثي هذه الدهون أحادية غير مشبعة. وهي خالية من الكوليسترول. حسب ما أكده الدكتور عمار فوفو.

ويؤكد الباحث أن نجاح تجربتهم كفريق في زراعة فاكهة الأفوكادو، يدل على أنها قابلة للتعميم ويمكن أن تنجح هذه التجربة في أماكن أخرى من الجزائر وخاصة المناطق الرطبة والشبه رطبة والساحلية.

فاكهة من أصل مكسيكي

وعن مصدر الفاكهة، يقول عمار فوفو أن هذه الشجرة غرسها الفرنسيون في بداية القرن التاسع عشر في الحديقة العلمية للمدرسة الفلاحية سابقا (الجامعة حاليا)، حيث تم غرس ثلاثة أنواع لكنها اندثرت مع الوقت. ولم يبق إلا شجيرة واحدة وبدون إنتاج. ويضيف: “وجود الشجرة جعلنا نسعى في الحفاظ عليها من خلال إكثار وإنتاج شتلات أخرى عن طريق التكاثر اللاجنسي الخضري. وذلك عن طريق هرمونات النمو الطبيعية المستخلصة من أشجار الصفصاف المحلية”.

وحسب الباحث فإن هدفهم كان المحافظة على هذا النوع والإكثار منه خاصة أنه نوع ناذر دو أصل مكسيكي فريد من نوعه. تم العمل في مخابر قسم الزراعة والبيوت الدافئة الموجودة بها في ظروف جد خاصة قبل نقلها إلى إقليم القل وغرسها هناك.

بحوث علمية تطبيقية

يرى عمار فوفو أن المشاريع البحثية التطبيقية يمكن أن تقدم إضافة إلى الميدان، حيث يعتبر مشروعهم في زراعة الأفوكادو، مشروعا علميا تنمويا تطبيقيا أكثر منه نظريا، يحب أن يقدم إضافة في الميدان. ويؤكد لسوبرنوفا: “فلاحتنا بحاجة لهذه الأفكار لتنويع مصادر الإنتاج وخلق الثروة، يجب أن نسعى مستقبلا لتعميم ونشر التجربة على مستوى موسع بمساهمة الشركاء. ومن بين الشركاء نذكر مثلا مديرية الفلاحة والمعهد التقني للأشجار المثمرة والكروم”.

المصدر: سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى