ماذا قال الكاتب الطاهر وطار في الأيام الأخيرة من حياته؟

محمد زاوي، صحفي ومخرج جزائري مغترب، التقى الكاتب الطاهر وطار عندما كان متواجدا في فرنسا للعلاج وسجل معه فيلما وثائقيا ملهما في الأيام الأخيرة من حياته. في هذا الفيلم فتح الطاهر وطار قلبه لمحمد زاوي الذي أرخ لآخر ما قاله هذا الكاتب الجزائري الذي لطالما صنعت أعماله الحدث.

الفيلم الذي أخرجه الصحفي المغترب محمد زاوي، حاز في سنة 2015 على النخلة الذهبية بالمهرجان الدولي للسينما بالإسكندرية، وصور بإمكانياته البسيطة. وبدل محمد زاوي مجهودا كبيرا في هذا العمل، حيث تكفل بجميع مراحل الإنتاج من تصوير، تركيب، صوت، إضاءة وغيرها.

فيلم ملهم عن الكاتب الطاهر وطار

رغم ذلك لم يعرض الفيلم في الجزائر، وبعد انتظار دام أكثر من 5 سنوات سيعرض التلفزيون الجزائري سهرة الأربعاء عند الساعة التاسعة ليلا على القناة الأرضية – فيلم “آخر الكلام” عن الكاتب الروائي الجزائري الطاهر وطار، في الذكرى العاشرة لرحيله. ومن المنتظر أن يعاد عرض هذا الفيلم على قناة الجزائرية السادسة يوم السبت 15 أوت في الساعة التاسعة ليلا، ويتبع الفيلم ببث عرض مسرحية ” الشهداء يعودون هذا الأسبوع”.

ويقول محمد زاوي أن الفيلم ملهم للشباب الذين يرغبون في معرفة واكتشاف كيف يكون “مشروع كاتب”، خاصة أن الطاهر وطار يعتبر أحد المؤسسين الأوائل للأدب الجزائري الناطق باللغة العربية. وحققت أعماله الروائية انتشارا واسعا على غرار رواية “الزلزال” ورواية “اللاز” وغيرها. وإلى جانب أعماله الروائية، كتب الطاهر وطار في القصة والمسرح والصحافة أين ينشر عدة مقالات في مجلات وجرائد وطنية وعربية.

أسس جميعة الجاحظية

إلى جانب عمله الأدبي في الكتابة والتأليف الروائي، مارس الطاهر وطار العمل الجمعوي. وعن هذا يكتب الإعلامي والكاتب بوداود عمير “لم يكتف عمي الطاهر، كما كان يحلو للناس تسميته، بالكتابة والإبداع. سرعان ما انتقل إلى مرحلة أخرى مهمة جدا، أخذت منه وقته وجهده وصحته. مرحلة تجسيد الفعل الثقافي ميدانيا، أن يصير المثقف عضويا بتعبير غرامشي، أن لا يبقى حبيس مخياله، أن يتحرك، أن يساهم بنصيبه؛ هكذا أسس جمعية ثقافية أسماها “الجاحظية”، كانت عبارة عن شعلة وضّاءة، كسّرت رتابة ثقافية طال أمدها، وبعثت الأمل بنجاحها في المبادرات الفردية والجماعية، بعيدا عن اكراهات الرسميات”.

ويضيف بوداود عمير أن حياة وأعمال الطاهر وطار، حافلة بالنشاطات والانجازات والمواقف، التي رضي عنها البعض ورفضها البعض الآخر لحد الخصومة؛ فقد كان رحمه الله، كاتبا إشكاليا، مثيرا للجدل بكتاباته ومواقفه وتصريحاته. في الغرب عندما تحل ذكرى رمز من رموزها، في الفكر والأدب، تتنافس هيئاتها الثقافية ودور نشرها الخاصة أو العمومية، في نشر جديد الكاتب المحتفى به، تحت عنوان inédit جديده الذي لم يسبق نشره: مقالات، مخطوطات، حوارات… كان من الممكن أن نحتفي بأديبنا الكبير بشكل أفضل وأجمل في دلالاته ومعانيه، وذلك بنشر كتب له وعنه، فقد كتب الراحل، عددا لا يحصى من المقالات، وأجرت معه الصحف والمجلات الجزائرية والعربية لقاءات كثيرة جدا، كما أن لديه مخطوطات لقصص وروايات، كما صرح بنفسه، لم ينشرها لسبب أو لآخر.

الكاتب الطاهر وطار رفقة المخرج محمد زاوي

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى