فيلم ملهم يصور انتصار الأهالي لقريتهم وهويتهم

إذا كنت ترغب في مشاهدة فيلم ملهم عن انتصار الأهالي لقريتهم وهويتهم ضد الإبادة والعولمة فإن الفيلم البرازيلي Baccuru سيشبع رغبتك هذه.

والسينما البرازيلية لها تاريخ عريق يعود إلى بدايات القرن العشرين مع أن هناك مصادر غير مؤكدة ترجعها إلى بداية ثمانينيات القرن التاسع عشر.

بدأت بالأفلام الصامتة تلتها مرحلة تحويل الأعمال الأدبية إلى أفلام سينمائية. وبعد الحرب العالمية الثانية واتساع رقعة الصراع بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي ظهر تأثير هوليود وسطوتها على المنتج المحلي الذي أصيب بالكساد في بداية الثمانينيات.

استعادت السينما عافيتها تدريجا في بداية سنة 1992. وازدهرت أكثر في الألفية الثانية حيث كانت جديرة بعدة تتويجات في أكبر مهرجانات السينما في العالم وخرجت من نطاق المحلية إلى العالمية.

Baccurau علامة مميزة في السينما البرازيلية

من أفلام سنة 2019، اخراج مشترك بين المخرجين “كليبر ميندينوكا فيلهو” وهو المعروف بتخليده الدائم للقرية البرازيلية واسماع صوتها للعالم والمخرج “خوليانو دورنال”.

وهو عبارة عن رؤية ديستوبية في المستقبل البعيد من خلال قرية تدعي “باكوروا”والتي تقع في اقليم “سيراتو” افتراضاُ.

وهي قريةٌ تتميز بمناخها الجاف وتجمع سكاني محكم التنظيم بين جميع أفراده. تحتوي على مدرسة، متحف عريق وبعض الحوانيت المتناثرة.

تظهر اللقطات الأولى قداسا جنائزياُ لأكبر معمرة في القرية وأحد أعيانها الجدة “كارميليتا”يشيعها جميع الأهالي. وبعد الانتهاء من مراسيم الدفن تنطلق سيرورة الأحداث بشكلٍ فوضوي سريالي إلى أن تبدأ حبكة الفيلم في التطور باكتشاف الأهالي محو موقع قريتهم من خرائط الأقمار الاصطناعية.

بعد ذلك تلتها الكثير من الأحداث الغامضة كانقطاع الماء وجرائم قتل دموية في حق الأهالي وأيضاً في حق أناس من قري مجاورة. والتي تضاعفت بعد زيارة رئيس البلدة الذي كان يحضر نفسه للانتخابات. لكن سكان القرية بقوا في منازلهم ولم يخرج أحد لاستقباله أو ملاقاته واكتفوا بشتمه من نوافذ بيوتهم.

مع الأيام اتضح الأمر جلياُ بأن كل هذه الأحداث من تدبير عصابة “رعاة بقر” عادو بخلفية أجدادهم العنصرية لتصفية السكان الأصليين ليسود العرق الأبيض وهذا بتواطئ مع رئيس البلدة.

انتصار الأهالي لقريتهم وهويتهم

نال الفيلم استحساناُ كبيرا من النقاد وخصته الكثير من الصحف والمواقع السينمائية بالتحليل والنقد. فاز بالعديد من الجوائز في مهرجان “كان” السينمائي لدورة 2019 في فئات متعددة مثل الإخراج السيناريو والتمثيل.

الفيلم إجمالا يحمل رسالة مبطنة ضد النظام العالمي الجديد والعولمة التي محت خصوصيات الشعوب وهوياتها ولغاتها وحتي طقوسها الحياتية.

ينتصر الفيلم لسلالات المندثرة من شعوب ألانكا والمايا والهنود الحمر الذين قضت عليهم التصفية العرقية للأروبيين بمجرد اكتشافهم للعالم الجديد. وحتى الأفارقة الذين كانوا وقود حروبها وصراعاتها وفئرانا لتجاربها إلى يومنا هذا.

الفيلم أيضا ينتصر لقيم المحبة والتعاون بين الأهالي مع الاصرار على بقاء القرية ومجابهة مد العولمة الذي يعمل على مسخ كل ماهو أصيل وأصلي.

يحتوي الفيلم على مشاهد عنف دموية لاينصح به للاطفال والمراهقين وذوي الأمراض المزمن.

الكاتب: أسماء جزار

إقرأ أيضا: فيلم ملهم عن حياة عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى