فيلم ملهم عن حياة عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ

السينما تماما كما شقيقها الأدب تجمع وتلاقي البشر وتمنح صورة تقريبية والمبسطة للكثير من المفاهيم والظواهر، كما تضيء عوالم شخصيات أثرت في التاريخ البشري بإبتكارتها وأفكارها في العلوم، الفكر والأدب وحتي السياسة والرياضة والفن، على غرار حياة عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ الشهير.

 The theory of every thing

من أفلام السير الذاتية التوثيقية للمخرج البريطاني “ستيفن مارش” وهو معروف بأفلامه الوثائقية وبطولة الممثل البريطاني “ايدي ريدمان” مع الممثلة” فليسيتي جونز”. تم عرضه لأول مرة سنة 2014. يسلط الضوء على جوانب من  حياة عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ  نقلاُ عن مذكرات زوجته الأولى جين واليد والصادرة سنة 2008 تحت عنون:
Traveling to the infinity My life withe STEPHEN

المشاهد الأولى من الفيلم من شوارع لندن في سنة 1963 تظهر ستيفن شابا يسابق صديقه براين على الدراجة من أجل الوصول إلى الحفلة. هناك يلتقي لأول مرة “جين وايلد” طالبة في كلية الفنون والتي لفت انتباهها “ستيفن” بذكائه الحاد وشخصية الكارزماتيه.

حياة عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ

اقتربت منه رغم أن صديقتها أخبرتها في البداية أنه وأصدقائه ذوو الذكاء الحاد مملون جدا إلا أن “جاين” اتبعت قلبها وفضولها لاكتشاف أعماق هذا الشاب العبقري والاستثنائي. تتوالي المشاهد من يومياته في الجامعة وعبقريته الفريدة في إيجاد الحلول لكل المعضلات ولقاءاته مع “جين” وحواراتهما العميقة إلى اليوم الذي يتعرض فيه لحادث يسبب له ارتجاجا شخصه الأطباء على أنه داء “العصبون الحركي” وحياته محصورة في عامين.

كان خبرا قاسيا على ستيفن، أدخله في موجة اكتئاب حادة جعلته يعتزل الجميع فقط “جين” من كسرت جدار هذه العزلة وشدت على يده مصرة على الزواج منه. وفعلا تزوجا وتمكن من مناقشة رسالة الدكتوراه ومن إثراء الفيزياء بنظريات أصل الكون والثقوب السوداء. قدم الكثير من المحاضرات في ربوع العالم وكرم من طرف العديد من مؤسسات البحث والجهات الرسمية في بريطانيا وخارجها.

الفيلم ككل  يمرر رسالة واضحة عن كون الزواج عن حب محرك للابتكار وحافز للاستمرارية  برغم من أن زواج “ستيفن ” و”جين” انتهى بالطلاق فسنتساءل هل كان بإمكان “ستيفن هوكينغ” أن يستمر في أبحاثه ويتضاعف نبوغه وعبقريته لولا يد جين التي امتدت إليه؟ قطعاً لا، كان سيظل حبيس كآبته منظراً أن تنتهي حياته في غضون سنتين كما حددها الأطباء بعد أن يئسوا تماما من علاج شافي لحالته. الرائع أيضا في هذا الفيلم، أنه ينقلنا إلى الأجواء اللندنية، الشوارع، المنتزهات وتلك الطبيعة الخلابة. نستشعر رهبة مدرجات جامعة “كامبرديج” التي مر بها ما لا يعد ولا يحص من العظماء.

موسيقي”فاغنر” التي كان يعمل على نوتاتها “ستيفن هوكينغ” ويحل المعضلات التي كانت تصادفه والكثير من التفاصيل التي تتعلق بالممثلان “ايدي ريدمان” و”فليستي جونز” اللذان لا يعتبرا نجما صف أول لكن اجتهادهما ومثابرتهما جعلتهما جديران بتتويجات كثيرة أهمها “الأوسكار” و”الغولدن غلوب” بالإضافة إلى إعجاب “ستيفن هوكينغ” شخصيا بالعمل. وصرح بأنه كان يرى نفسه أثناء مشاهدة الفيلم وهذه أقوى نقاط الفيلم أنه كرم “ستيفن هوكينغ” في حياته.

الكاتب: أسماء جزار

إقرأ أيضا: فيلم مازال يحقق عائدات ضخمة رغم مرور أكثر من 10 سنوات على إنتاجه

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى