أخر الأخبار

فنان جزائري تعرض أعماله في أشهر المتاحف العالمية

رشيد قريشي، خطاط وفنان جزائري، ولد سنة 1948، يقيم في فرنسا منذ أزيد من أربعة عقود، أحد أبرز الخطاطين في العالم، نال جوائز عديدة في فن الكاليغرافيا؛ لديه بصمة خاصة في رسم الحروف؛ إلى جانب أنه شديد الاطلاع على الثقافة العربية الإسلامية، خاصة الصوفية.

أنجز كتابا مهما صدر في فرنسا، يحمل عنوان “Maîtres Invisibles”. يحتفي فيه عن طريق رسوماته الخطية، بنخبة من كبار المتصوفين منهم: الحلاج، ابن عربي، جلال الدين الرومي، الأمير عبد القادر، ربيعة العدوية، فريد الدين العطار.. هكذا عرّف بحياتهم ومسارهم الصوفي، واختار بعناية، حكما وأقوالا مأثورة من نصوصهم، رسمها خطوطا، في غاية الجمال والإبداع.

صمم قريشي، عددا معتبرا من أغلفة الكتب في العالم. وشارك مع الشاعر محمود درويش في رسم نصوص الشعرية في كتاب بعنوان “أمة في منفى”. قال عنه مارتن روث، رئيس هيئة تحكيم الجائزة البريطانية للفنون الإسلامية التي يمنحها متحف “فيكتوريا” والتي فاز فيها رشيد قريشي بالمرتبة الأولى: “إن أعمال رشيد قريشي لفتت الأنظار لأنها حصدت القبول العالمي، كما أن أعمال الفنان الجزائري تصلح لأن تعرض في معرض للفن المعاصر”. رشيد قريشي، الفنان الجزائري الكبير، للأسف لا يعرفه الكثير منا.

ويعتبر الخط أحد أبرز مظاهر الجمال في اللغة العربية. وقد تطور ليصبح فنا قائما بذاته، يسمى الكاليغرافيا (La calligraphie). سيتخذ مع بروز الفن المعاصر أشكالا متعددة في الفنون البصرية.

هكذا استوعب هذا الفن الخط العربي في جميع صيغه الجديدة. فليس غريبا، أن نجد فنانين من مختلف بلدان العالم يجيدون مهارة استخدام الخط العربي؛ مثل الرسام الياباني كوئيتشي هوندا، الذي برع في رسم العديد من اللوحات الفنية بالخط العربي، مؤسّسا لمدرسة الخط العربي في طوكيو.

والفنان الجزائري رشيد قريشي، يعتبر أحد أبرز الفنانين في العالم في هذا المجال الفني. عرض إبداعاته الفنية في أشهر المعارض الأوروبية والأمريكية، لاسيما المتحف البريطاني العتيد. والذي قام بإدراج مصنفاته الفنية، ضمن معروضاته الخاصة، رفقة أشهر الخطاطين العالميين والرّسامين من مختلف بلدان العالم.

عرضت أعماله كذلك في متحف “جونسون هيربرت” بنيويورك، ومعهد العالم العربي بباريس، ومتحف الفنّ الحديث بباريس والمكتبة الوطنية الفرنسية. وكذلك متحف الفاتيكان، ومتحف الفن الحديث بالقاهرة؛ وغيرها الكثير من أبرز متاحف العالم.

نال رشيد قريشي العديد من الجوائز العالمية، من أبرزها جائزة الفنّ الإسلامي (2011)، وهي جائزة بريطانية تبلغ قيمتها 25 ألف جنيه إسترليني، تُقدّم مرّة كل سنتين، ليفتكّ الفنان الجزائري المرتبة الأولى عن جدارة، بعدما تنافس مع تسعة فنانين، تمّ اختيارهم للمرحلة النهائية، ضمن مسابقة شارك فيها أكثر من 200 فنان من جميع أنحاء العالم.

وقد كانت لرشيد قريشي علاقات وطيدة مع أبرز الكتّاب والشّعراء العرب، من بينهم الشّاعر الفلسطيني الرّاحل محمود درويش الذي كان معجبا بفنّه، أثمرت العلاقة بينهما عن عمل مشترك، جمع بين قصائد الشّاعر الفلسطيني ورسومات قريشي، من خلال كتاب جميل حمل عنوان “الأمة في منفى”. كما ساهم في زخرفة وتزيين العديد من الكتب وواجهات الهيئات والمؤسسات الثقافية، ومن بين أشهر منجزاته رسم وزخرفة عربات ميترو دبي.

رشيد قريشي زاول دراسته في معهد الفنون الجميلة، وفي المدرسة الوطنية العليا للفنون بالجزائر العاصمة، قبل أن ينتقل إلى باريس لمتابعة دراسته في المدرسة الوطنية لفنون الدّيكور وفي كلية الدراسات العمرانية.

رشيد قريشي رغم كفاءته الفنية العالية وشهرته الواسعة، وأصالة انجازاته الفنية، لم يحظ للأسف بالاهتمام الذي يليق بمقامه كفنان جزائري عالمي، من طرف الهيئات الثقافية عندنا.

الكاتب: بوداود عمير

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى