أخر الأخبار

طالبة جزائرية تلقي خطابا تاريخيا في جامعة هارفارد المرموقة

وسيلة حنان تكجراد طالبة جزائرية القت خطابا تاريخيا في جامعة هارفارد المرموقة اثناء حفل تخرج طلبة الدراسات العليا , كما افتخرت بأصولها الجزائرية معتبرة أن ظروفها الصعبة بالجزائر جعلت منها امرأة قوية, و هذا ما جاء في خطابها:

“اي خريج من جامعة هارفارد المرموقة يتعين عليه الخروج إلى العالم و تقديم احسن ما لديه مما تعلمه في الجامعة. و لكن انا اطالبكم اليوم بتقديم و لو اقل شيئ ممكن.

نشأت في قرية صغيرة، كنا نستحم انا و أختي في حمام عام اسبوعيا كل جمعة. لم يكن لدينا ماء بانتظام في منزلنا. اما في الشتاء كنا انا و أختي نحضن بعضنا من شدة البرد، بحيث لم تتوفر لنا تدفئة. كما كنا نخفي جوعنا على ابوينا حتى لا يقلقا. عندما كنت في السابعة من العمر شهدت بلادي الجزائر حرب أهلية دامية، كنت أدعو الله كل ليلة ان لا ينقص فرد من عائلتنا.

في يوم حار من صيف عام 1994 تغيرت حياتي إلى الأبد من قبل رجل لا أعرفه و لم التقه من قبل ولم يتسنى لي حتى شكره. بينما كانت امي تتجول في السوق الأسبوعي، و إذ بها تلاحظ تجمع حشد من الناس، فراحت تستفسر عن سبب الحشد، اعلموها ان السلطات الفرنسية تقبل ملفات اللاجئين من الحرب الأهلية، كل ما كانو يطلبونه فقط ان تكتب اسمك على اللائحة، امي كانت ترغب في تدوين اسمها بشدة على تلك الائحة من اجل مستقبل احسن لبناتها، و لكن كان هنالك مشكل الا و هو ان والدتي كانت أمية لا يمكنها القراءة و لا الكتابة، فلم تتمكن من تدوين اسمها فضيلة تقجراد على قائمة اللاجئين، فمشت بعيدا خائبة. لحسن الحظ شاهدها رجل و راح يجري ورائها، اعطته والدتي اسمها و دونه على القائمة. بعد اشهر قليلة تمكنت و عائلتي من الهجرة و الاستقرار في فرنسا، كنت حزينة لأنني غادرتي وطني الأم الجزائر حيث به جيراني ، أصدقاء طفولتي ، و عائلتي الكبيرة. و لكن كنت متفائلة بمستقبل زاهر و فرص احسن في فرنسا، اتسائل فرضا أنني بقيت في قريتي كنت لأعيش فقط محاولة اجتناب الرصاص و القنابل، كانت لتكون حياتي مختلفة عن ما هي اليوم، لما اصبحت أول امرأة تتخرج من الجامعة بين عائلتي، أو أكون عاملة، أو حتى السفر خارجا، لما سنحت لي الفرصة حتى ان أعتبر جامعة هارفارد منزلي هذا العام. بينما نحن في حفل التخرج اليوم مازلت اتسائل لماذا لحق ذلك الرجل الرائع بوالدتي. فعل بسيط منه و المتمثل في مساعدة والدتي التي لا تعرفه على تدوين اسمها في القائمة، اعطى الأمل لأسرتي برمتها و غير حياتنا للأبد. هو لن يعرف ابدا فارق ما قام به. و لكن بذوره التي زرعها بفعله البسيط انتجت ثمارا لي و لعائلتي و لكل شخص له صلة بنا.

انا الآن لدي القدرة على صانعة عالمي بنفسي و لكن هذه القدرة جاءت من فعل صغير جدا و الذي غير مسار حياتي، اذا هذا ما اعتبره اعظم قوة ، قوة الأشياء الصغيرة، أقل شيئ باستطاعتك فعله يمكنه أن يحدث تغيير حقيقي. ربما وهبك الله اشياء صغيرة أحدثت تغيرا كبيرا في حياتك، قد تكون معلمة طبعت في نفسك حب مادة دراسية ما، أو شخص غريب قام بتوجيهك عندما كنت ضائعا. هنا في جامعة هارفارد ارا هاته الهبة كل يوم في العاملين بمقهى الجامعة الذين يبقونني نشطة و حيوية بابتسامتهم و حتى الأماكن المخصصة لمجالسة الأطفال، هي تفاصيل صغيرة ، صغيرة بحس ذاتها، و لكن من هذه الأشياء الصغيرة ينمو ناس ملهمون، صداقات دائمة و مجتمعات أقوى.

عندما يشكر أحد ما شخص آخر ، عموما يرد الثاني أوه هذا أقل شيئ يمكنني فعله، و لكن في الحقيقة يعتبر ذلك اكثر من كافي، لا تحتاج إلى تحريك الجبال، ربما ترجمة وثائق لعائلة محتاجة في مكتب الهجرة سيكون كافي، أو توصيل سيدة حامل، لن يعلم المرء ابدا ان هذه الأمور البسيطة يمكنها تغيير حياة ناس، و لكن اكد لكم اليوم انها يمكن أن تغير حياتهم. زملائي الخريجين بالفعل يمكنكم تقديم احسن ما لديكم، انتم مطلوبون في كل مكان، و لكن كذلك يجب عليكم ان تتواضعوا و تقوموا حتى بأبسط الأعمال، لأن ابسط الأشياء ممكن ان تكون أفضلها. إلى ذلك الرجل الجزائري النبيل انا اليوم أقول لك شكرا و الله يعافيك، أما انتم فأنا اسئلكم ما هو ابسط شيء يمكن أن تقوموا به من اجل العالم حولكم افضل و لو قليلا.”

شاهد فيديوخطاب وسيلة (مترجم)

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
جامعة هارفارد
زر الذهاب إلى الأعلى