شباب جزائريون يؤسسون أكاديمية للإبداع والإبتكار

أسست مجموعة من الباحثين والمبتكرين الجزائريين الشباب أكاديمية للإبداع والابتكار  على المستوى الوطني. تعمل أكاديمية للإبداع والإبتكار على جمع المبدعين في جميع المجالات بهدف دعم الابتكار والاختراع في الجزائر.

وتسعى الأكاديمية للعمل على التعريف بالأدوات الأساسية للابتكار والاختراع وفتح آفاق جديدة للمبدعين من الشباب بالتعاون مع المختصين والباحثين والخبراء، وإيضاح وتطوير معالم منهج البحث والاختراع والابتكار على المستوى الوطني.

جاءت فكرة أكاديمية للإبداع والإبتكار استجابة لحاجة الشباب والمبتكرين الجزائريين المتوجهون نحو هذا المجال، حيث سجلت الجزائر خلال عام 2017 أكثر من 145 براءة اختراع، حسب الإحصائيات المقدمة من قبل المدير العام للمعهد الجزائري للملكية الصناعية، عبد الحفيظ بن مهدي.

وتعمل الأكاديمية على حفظ الإنتاج الفكري للجزائريين سواء من الناحية القانونية عن طريق تسجيل براءات الاختراع أو من الناحية الاقتصادية والتجارية من خلال مرافقتهم للتعريف باختراعاتهم وابتكاراتهم وفتح فرص الاستثمار بها.

أكاديمية على رأسها شاب مخترع

ويترأس الأكاديمية الشاب الجزائري فوزي بن رحمة، وهو مبتكر تحصل على ثلاثة ألقاب تكنولوجية في بريطانيا، أولها لقب أفضل مخترع وأفضل براءة اختراع في لندن في 2015 و2016 على التوالي بعد اختراعه شاحنا للهواتف الذكية يعمل بالطاقة الشمسية، ثم حصل على لقب ثالث كأفضل مسوق للسلع الإلكترونية في بريطانيا في مسابقة ماركت ميكر.

وتعمل الأكاديمية، التي يقع مقرها في الجزائر العاصمة، منذ تأسيسها في 2018، على خلق بيئة مناسبة للاستفادة من ابتكارات واختراعات الجزائريين، والهدف الرئيس لها يتمثل في خلق تلك البيئة المناسبة من خلال جمع المبدعين والمخترعين في مختلف الميادين والتعريف بمختلف أدوات الإبداع والابتكار وفتح آفاق جديدة لديهم. وتعتمد الأكاديمية على ثلاثة جوانب رئيسية، هي الاقتصاد والاختراع والابتكار. 

نشاطات متنوعة لخدمة المبتكرين

تقوم الأكاديمية وفي إطار تحفيز وخدمة المبتكرين الشباب بتنظيم ندوات منتدى شهري في الأكاديمية ودعوة المهتمين للحضور وخلق جسر تواصل بين المتخصصين والشباب، بالإضافة إلى تسجيل ومحاورة المخترعين والمبتكرين الجزائريين داخل أو خارج الوطن بهدف التعريف بهم ونقل خبراتهم للشباب.

تعمل أيضا على إصدار مجلات علمية مختصة وتنظيم وعقد الندوات العلمية والفكرية، كما تشجع البحوث العلمية للاختراع، وتنمية مهارات الابتكار لدى الأطفال من خلال تعليمهم أساسيات الإلكترونيات والكهرباء ووضعهم على تواصل مع الشباب المبتكرين والباحثين في إطار تبادل الخبرات.

تسعى الأكاديمية أيضا إلى إنشاء مكتبة إلكترونية للمتخصصين والباحثين، نظرا لإيمانها بأهمية المراجع في أي بحث علمي. إلى جانب ذلك تقوم الأكاديمية من خلال الفعاليات العلمية المهتمة بهذا المجال، بتعزيز دور المؤسسات التعليمية ومراكز البحث في الجزائر وانخراطها في هذا المسعى.

ولتحقيق هذه الأهداف تحصل الأكاديمية على دعم ورعاية من الباحثين الجزائريين في الخارج، مؤسسات اقتصادية خاصة وعمومية، بالإضافة إلى مساهمات المواطنين والشباب المهتمين بالابتكار والاختراع.

اعتراف بالمخترع الذي ظل يقاوم التجاهل

وساهمت الأكاديمية من خلال مرافقتها لأحد الأعضاء، وهو المخترع الجزائري سوقي عبد الحليم، في استغلال جهاز اقتصاد الطاقة العمومية الذي عمل على تطويره عبد الحليم على مدار سنوات.

وقام المخترع عبد الحليم بالتعاون مع الأكاديمية بعرض ابتكاره أمام وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية السيد نور الدين بدوي، الذي أشرف على مراسيم إمضاء اتفاقيات تمويل مشترك لاستبدال المصابيح الزئبقية بمصابيح اقتصادية للإنارة العمومية التي اخترعها عبد الحليم، لصالح  33 بلدية جزائرية موزعة عبر مختلف مناطق الجزائر، من أجل ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.

وكان موقع الجزيرة نت قد نشر في 2016، مقالا بعنوان “عبد الحليم سوقي.. مخترع جزائري يقاوم التجاهل منذ 1993″، والجديد اليوم أن المخترع نفسه بالتعاون مع الأكاديمية قد فرض على المسؤولين الاعتماد على جهازه من أجل استغلال الطاقة الكهربائية في مصابيح الإنارة العمومية ومواجهة تحديات الطاقة. 

المصدر: الجزيرة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
الجزيرة
زر الذهاب إلى الأعلى