زوجان يصممان جسرا يجعل عاصمة الجزائر مثل إسطنبول

ربما شاهدت من قبل جسر العاصمة التركية اسطنبول، لكنك لم تتخيل منظرا مشابها في عاصمة الجزائر. إذا أغلقت عينيك وتخيلت العاصمة بذلك الشكل فإنه ليس أمرا مستحيلا، لأن ذلك الشكل بالضبط  ما يقوم عليه مشروع “جسر خليج الجزائر” الذي صممه الزوجان المهندسان الجزائريان سهام ونسيم بغلي.

فكرة الجسر

تحقيق هذا الحلم ليس صعبا لكنه يتطلب بعض التركيز، للتخلص من تلك الصور البانورامية للخليج أثناء المرور بالأوراسي، القصبة والميناء وصور السفن الحاملة للبضائع، وهذا لا يعني أنها ليست صورا جميلة ولكن فكرة “جسر خليج الجزائر” أكثر اتساعا تنظر إلى المكان ككل شاسع وحلقة متصلة يكون فيها البحر قلبه النابض.

تقوم الفكرة على جسر من ثلاث خطوط تربط بين 3 نقاط كمداخل أرضية. النقطة الأولى المرسى “تامنفوست” والثانية  الكتاني “باب الوادي”، والثالثة حديقة التجارب عن طريق “العناصر”. وتوجد نقطة رابعة كمرسى على البحر: وهي جزيرة اصطناعية والتي ستشكل محورا مركزيا تلتقي وتفترق فيه النقاط الثلاث الأخرى لهذه الشبكة.

مشروع للجميع

سهام ونسيم زوجان، يقطنان ويعملان بالعاصمة ولديهما ثلاثة أطفال متمدرسين. حبهما للمدينة جعلهما يفكران في تصميم المشروع الذي أطلقا عليه اسم “جسر الجزائر”. وهو ليس مشروعا عاديا مثل عشرات مشاريع الأشغال العمومية الموجهة للتخفيف من الازدحام المروري، ولكنه مشروع يحمل بعدا حضاريا وطموحا ثقافيا وجماليا عظيما.

قام  المهندسان في 12 نوفمبر 2017، بزيارة  إلى مدرسة الهندسة بالعاصمة لتقديم أول عرض عام لمشروعهما ومناقشة الفكرة مع طلبة وأساتذة ومهندسين محترفين. وكان اللقاء مثمرا  وغنيا بالأفكار، وطرح الانتقادات والشكوك التي تحوم حول امكانية تجسيد فكرة هذا المشروع على أرض الواقع.

يؤكد نسيم بغلي للجمهور أن  مشروع “جسر الجزائر” هو مشروع مستقل تماما عن المناقصات ومكاتب الدراسات. وهو ليس فكرة آنية ولكنه مشروع مستقبلي، موضحا: “نريده مشروعا تشاركيا تساهميا، تشارك فيه مختلف الكفاءات وتوظف به أفكار الجميع وليس المهندسين فقط”.

فكرة تغير وجه المدينة

يرتكز مشروع “جسر الجزائر” على ثلاثة  مسالك، وبثلاث محطات، هي عبارة عن ثلاث جزر اصطناعية ، جزيرة كبرى في الوسط وجزيرتين صغيرتين ستكونان أماكن للنزهة وفي نفس الوقت محطة للميترو والترامواي. يتم ربطه أيضا من الضفة الشرقية بواسطة قوارب أجرة بحرية.

جسر، ثلاثة مسالك، نقطة ومحطات متعددة والعديد من نقاط التوجه نحو المدينة، إنه مشروع “جسر الجزائر” باختصار، والذي أبهر العديد من المهندسين الذين جاؤوا وتناقشوا مع أصحاب المشروع وكأن عدوى الانبهار التي شعر بها نسيم وسهام انتقلت إليهم.

وإعترف العديد من المهندسين الذين كانوا حاضرين في المدرسة بأن الجسر الذي صممه الزوجان الجزائريان منحهم تصورا جميلا للعاصمة. خصص المهندس نسيم وزوجته صفحة فيسبوك لـمشروع الجسر من أجل استقبال مشاركات الجزائريين والادلاء بأفكارهم وآرائهم وإنتقاداتهم حول المشروع.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
سوبرنوفا

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى