أخر الأخبار

ابتكار حذاء لتشخيص إصابات الإبل في السباقات

كان تشخيص إصابات الإبل في السباقات واحد من أصعب المهام في العلوم البيطرية. وجعل علاج عرج الإبل من الأمور الشبه مستحيلة. ولكن مع ابتكار الباحث الجزائري محمد دومير حذاء لتشخيص إصابات الإبل أصبح من السهل تشخيص الإصابات بدقة وعلاجها. وهو ما أهله للحصول على لقب بطل البرنامج الشهير “نجوم العلوم”.

لاحظ محمد دومير أن العديد من المدربين يعانون من صعوباتٍ في تحديد موقع وماهية ما يعاني منه الإبل. أراد أن يقدّم حلّاً كفيلاً بإنهاء معاناة الحيوانات لفترةٍ طويلة من الزمن مع السماح بتشخيص المشكلة بطريقةٍ أكثر كفاءة وأقل تكلفة. وبعد عدّة تجارب، فكّر في ابتكار حذاء لتشخيص إصابات الإبل في السباقات. وذلك بفضل خبرته في مجال تشخيص إصابات الهجن أو الابل.

حذاء لتشخيص إصابات الإبل

الابتكار عبارة عن حذاء لتشخيص إصابات الإبل وهو جهاز مخصص لتشخيص حالات العرج لدى حيوانات السباق. وبصفةٍ خاصة  الهجن أو الإبل. وذلك باستخدام أجهزة استشعار متخصصة. يعتمد هذا الجهاز على تقنية اتصال لاسلكية لإرسال البيانات إلى جهاز كمبيوتر وتحليلها. ويقوم بدمج أجهزة قياس التسارع. وأجهزة استشعار الضغط. وأجهزة إرسال الاتصالات اللاسلكية، ضمن أربعة قطع مختلفة على شكل أحذية. يمكن تثبيتها في القوائم الأربعة للهجن أثناء مرحلة الاختبار التشخيصي.

تقوم محطة برصد البيانات التي تم جمعها عن بعد بواسطة مركبة متنقلة تسير في طريقٍ موازٍ لمضمار السباق. تتمثل أصالة الابتكار في توفير معرفة الخبراء في مجال التشخيص الطبي البيطري. من خلال التحليل المتزامن للبيانات التي يتم جمعها عبر أجهزة الاستشعار المثبتة في القوائم.

وقال مبارك النعيمي، نائب المدير العام للجنة المنظمة لسباقات الهجن عن جهاز دومير لتشخيص حالات العرج لدى الابل بواسطة جهاز خاص: “فكرة اختراع دومير أتت من حاجة ماسة لملاك الهجن. وذلك لأنه يسمح بـ تشخيص إصابات الإبل بدقة بعدما كان من الصعب تشخيص الإصابة بدقة. ولكن بعد أن تم تطوير الجهاز فإن ذلك سيسهل على الطبيب تحديد الإصابة وعلاجها”.

هواتف ذكية لسباق الإبل

شارك محمد مع زميله محمد الكواري، الذي حاز على المركز الثاني في برنامج نجوم العلوم، في مسابقة “الفكرة” التي أطلقتها “قطر للمشاريع”، حيث فازا بالمركز الثاني في فئة المهنيين عن ابتكارهما تطبيق الهواتف الذكية “القلايل” الذي يحاكي سباق الهجن. فاحتضنت حاضنة قطر للأعمال، التي تعتبر أكبر حاضنة للأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتطوير والابتكار لرواد الأعمال. المشروع المشترك لدومير وزميله الكواري حيث وفرت العديد من الإمكانيات والدعم خاصة الإستشارة الخبيرة والدعم المالي كما أمنت مكتباً خاصاً للمشروع.

حصل على براءة اختراع في الجزائر وفي دول مجلس التعاون الخليجي وأخيرا في الولايات المتحدة الأمريكية. شارك في أفريل 2015 في المعرض الدولي للابتكار في جينيف- سويسرا عارضا اختراعه خارج المنطقة العربية. وقد تم تصنيف اختراعه في هذا المعرض ضمن الأجهزة الطبية.

اهتمام واسع بالإبل

يملك محمد دومير اهتماما واسعا بالإبل، حيث انضم في بدايته إلى مجموعة بيطرية عربية عبر الأنترنت. تهتم بشؤون سباقات الابل. أبهرهم بما يكتبه وما يصفه من حالات مرضية وطرق علاجها. وهكذا تلقى عرضا للعمل في الدوحة كطبيب بيطري مختص في سباقات الهجن “الإبل”.

هناك اكتشف صعوبة تشخيص إصابات الإبل في السباقات. وقرر ابتكار جهاز يسمح بتشخيصها. وتحديد مكان الإصابة بدقة في دقائق وبالتالي علاجها، بعدما كان ذلك أشبه بالمستحيل. يذكر أن محمد دومير بعد أن اكتشف شح المكتبات العربية إلى مراجع طبية تتناول أمراض الإبل ألف أول كتاب في يناقش الإصابات الحركية للإبل السباق وهو في ال 26 من عمره.

سباقات الإبل

يعتبر سباق الإبل أو “الهجن” كما يسمى، من أعرق وأقدم الرياضات التي عرفها العرب. ومازالت في دول الخليج تنظم مهرجانات دولية ضخمة لهذه السباقات. تشارك فيها العائلات الملكية وترصد لها جوائز قيمة. ومن بينها مهرجان “سباق ولى العهد للهجن”، الذي نظم في السعودية السنة الماضية. باعتبارها من الدول الداعمة والمساندة لهذه الرياضة. والذي استقطب مشاركة من الأردن، مصر، السودان وغيرها.

مؤسسات خاصة بالإبل

توجد أيضا في الخليج، عدة مؤسسات تعمل على تنظيم مثل هذه المهرجانات وتديرها، على غرار “الاتحاد السعودى للهجن”. ووصلت قيمة الجوائز في هذا السباق إلى 35 مليون ريال سعودى. تعمل الجهات المنظمة لسباقات الابل، على ضبط جميع الجوانب اللازمة السباق من حيث تهيئة الأرضية المناسبة للسباق من جهة وفئات الإبل المشاركة في السباق وعمرها والمسافة المحددة لها من جهة أخرى.

نجد مثلا أن فئة الإبل التي عمرها سنتين تكون مسافة السباق المحددة لها 2 كيلومتر. وتزيد المسافة بزيادة عمر كل فئة من الإبل. ويتم على هامش المهرجانات الإعلان عن بيع فئات معينة منها، باعتباره فرصة للراغبين في الشراء. وقد يصل سعر الإبل إلى ملايين الريالات. وهو ما حصل السنة الماضية في السعودية حيث تم بيع فئة من الإبل بمبلغ 4 مليون و600 ألف ريال سعودي، لمؤسسة هجن الرئاسة فى أبو ظبى. وهى إحدى أهم مؤسسات الهجن فى الخليج.

اقرأ أيضاً: 6 صفات غريبة لا تعرفها عن الجمل

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى