أخر الأخبار

طالبة جزائرية ألفت كتابا بطلته مراهقة مختلة بنظرة سيكولوجية

لتكون كاتبا ليس بالضرورة أن تكون طالب أدب أو ابن كاتب أو أستاذ أدب، بشرى بتيتي صاحبة 22 ربيعا من ولاية قالمة، طالبة جامعية تدرس تخصص اللغة الانجليزية، شغفها الكتابة، بدأت في ممارسة هذا الشغف قبل سنتين، بعد مرحلة طويلة من القراءة التي دفعتها لخوض تجربة التأليف، معتمدة على الرصيد الغوي الذي كسبته من المطالعة.

أصدرت روايتها الأولى بعنوان “مختلة”، تصور فيها حياة فتاة مراهقة جميلة، تعاني من هلوسات كشيء يهمس في أذنها، تحس بأنفاسه الساخنة تلتهم عنقها الصغير، ولكن لا تستطيع رؤيته، فأصبحت تبدو “مختلفة” فقدت اهتمام المرأة التي تبنتها، لاعتقادها بأن تلك الفتاة الجميلة التي كانت أمانة في عنقها هي مختلة.

تعالج بشرى أحداث روايتها بطريقة مشوقة، وتوظف السيكولوجية النفسية بين الرعب والرومانسية وتتناول الرواية أحداثا اجتماعية واقعية تصادفنا كل يوم، بالتركيز على الجانب النفسي باستغلال معارفها حول الغيبوبة التحولية، ومرض الذهان وكذلك البارانويا.

والغيبوبة التحولية هي مرض عصبي يتميز بظهور علامات وأعراض مرضية لاشعورية ويكون الدافع هو الحصول على الاهتمام أو الهروب من موقف خطير، في حين يقصد بالبارانويا جنون الارتياب، أما الذهان، فهو مصطلح طبي نفسي للحالات العقلية التي يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي.

السيكولوجية النفسية

التركيز على الجانب النفسي يعود إلى تأثر بشرى بكبار رواد علم النفس، والروائيين المعاصرين، على غرار غيوم ميسو الذي أخذت منه أسلوب السرد المفصل والذي يتيح للقارئ أن يعيش كل سطر من الحكاية، وكأن القارئ جزء من شخصيات الرواية، إضافة إلى السرد تعلمت أيضا كيف تجعل القارئ ومن خلال الكلمة يشعر بالطعام ويتذوقه، ويشم الرائحة أن وجدت.
زيادة على الروائي المعاصر غيوم ميسو ، تأثرت بحسن الجندي، وكتابات كارل ماركس والفيلسوف فريدريك نيتشه، ورائد الكتابة الكابوسية فرانس كافكا، وغيرهم من الكتاب.

التدقيق اللغوي

لجأت الطالبة بشرى إلى طالبة مثلها لمساعدتها، صديقتها أسماء طالبة أدب عربي أوكلت لها مهمة التدقيق اللغوي. لقت بشرى دعم والدتها في النشر. وكان الفايسبوك ملاذ العديد من المؤلفين خاصة فئة الشباب، وذلك عن طريق فتح أبواب المسابقة للجميع لكن وفق شروط.

قررت المشاركة في إحدى المسابقات التي قرأت إعلانها في صفحة فيسبوكية، و التي تشترط على المشارك ألا يقل عدد كلمات روايته عن 800 ألف كلمة وبشرى لم تتقدم كثيرا في كتابها إلا بألفين كلمة.
رغم ضيق الوقت إلا أن بشرى قد رفعت من سقف التحدي وأكملت كتابها قبل نهاية الآجال بثلاثة أيام.
انتبهت بعد ذلك أنها أخطات في إرسال الملف، تواصلت مع الصفحة للتوضيح والتصحيح، إلا أنهم اعتذروا وابلغوها بأنه من شروط المسابقة أن يرسل العمل مرة واحدة فقط.

بدأت رحلة البحث عن دار نشر تتبنى العمل، تواصلت مع دور نشر ، البعض لا يرد ، والبعض يرفض، يمر أسبوعان على انكسارها، ليتوهج الأمل من جديد بعد أن ردت عليها إحدى دور النشر وأعلمتها بأنها ستلقي نظرة على عملها، ويمر على لجنة القراءة. بعد أسبوعين اتصلت بها دار النشر وأخبرتها بان عملها يستحق النشر .

وكانت لائحة المشاركين بالمعرض الدولي للكتاب في سنة 2018 قد أغلقت، إلا انه ولحسن الحظ في أخر لحظة تم إضافتها للائحة المشاركين، تصف بشرى بتيتي شعورها بأنها كانت بين الفرح والسرور لتجربتها هاته، وبين التعجب من الإقبال الكبير للزوار وتنوع المشاركين بالمعرض ومن هنا برز اسم بشرى بتيتي وبدأ مشوار الألف ميل. شعار بشرى في الحياة هو “لو كان النجاح سهلا لما وجد العظماء”.

فلة غوطي

?اضغط هنا لمشاركة المقال مع أصدقائك على فيسبوك

?اضغط هنا لمشاركة المقال مع أصدقائك على تويتر 

?اضغط هنا لمشاركة المقال مع أصدقائك على لينكد إن

“ساهم في نشر المعرفة!” ??

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى