5 تطبيقات رقمية ابتكرها شباب جزائريون

أصدر البروفسور كلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، كتابًا حول “الثورة الصناعية الرابعة”، قبل سنوات، وصف فيه ما يتعلق بهذه الثورة وملامحها في المستقبل، وتوقع أن تتغير الكثير من تفاصيل الحياة البشرية، من خلال تطوير تطبيقات رقمية على الهواتف الذكية تسهل حياة الناس وتخلق أنماطًا جديدة لاستهلاك السلع والخدمات.

وعلى غرار العديد من الدول التي تعمل على الإنتقال إلى هذه الثورة، بدأ العديد من الشباب الجزائري بتطوير وإطلاق تطبيقات رقمية عبر الهواتف الذكية الموجهة لفئات محددة من الناس وتوفر خدمات معينة في مختلف المجالات، لتشكّل أحد ملامح التوجه نحو الثورة الصناعية الرابعة في الجزائر بشكل عام، رغم عائق ضعف تدفق الأنترنت.

1.تطبيق دليل للمكفوفين

تطبيق موجه لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتحديد المكفوفين، طوره الشاب إسلام عز الدين  منوشي، رفقة زميليه. وهو عبارة عن تطبيق عبر الهاتف النقال يحمل اسم “دليل” يساعد المكفوفين في التنقل والمشي من دون الحاجة للمس الأشياء وتحسسها. فاز بجائزة أفضل مشروع ناشئ في الجزائر لعام 2016.

بدأت الفكرة عندما لاحظ إسلام الصعوبات التي يواجهها غير المبصرون في السير والخروج والذهاب إلى الأماكن المختلفة، فقرر تصميم تطبيق يساعدهم على تجاوز ذلك باستغلال مهاراته في الإعلام الآلي باعتباره طالب ماستر في الإعلام الآلي بجامعة قسنطينة. نجح الفريق بتطوير التطبيق الذي يعمر عبر كاميرا الهاتف النقال، على تحديد الأشياء الموجودة أمام المكفوفين في شكل رسالة صوتية وهكذا يتعرفون على الأشياء دون لمسها، ويسهل تنقلهم من مكان لآخر بمفردهم وتجنب الوقوع والاصطدام بما يوجد أمامهم، كما يسمح لهم بالتسوق وقضاء حاجاتهم بأنفسهم.

أثبت التقييم الأول للتطبيق فاعليته العالية في الأماكن المغلقة مثل البيوت والمحلات، لأن الأشياء الموجودة فيها محدودة، مقارنة بالأماكن المفتوحة مثل الشوارع، التي يكون التنقل فيها أكثر تعقيدًا. عمل الفريق الشاب على تطويره ليساعد المكفوفين على الخروج للشارع بشكل سهل، وعدم الاكتفاء بوصف وتحديد الأشياء التي تتميز بكثرتها، وإنما جعل “دليل” يصف وضعية هذه الأشياء هل هي ساكنة أو متحركة، والانتقال بعدها من وصف الأشياء منفصلة إلى وصف لقطات كاملة، ليصبح كأنه عين مبصرة توجه الأشخاص المكفوفين. ويسعى الشباب الثلاثة إلى إضافة خاصية جديدة في التطبيق لتحديد المسافة بين الأشياء وبالتالي قدرة المكفوف على التنقل بشكل آمن مثل “توجد سيارة على بعد 5 أمتار  تسير في اتجاه اليمين”.

2.تطبيق المزرعة الذكية للمزارعين

تطبيق المزرعة الذكية طوره الطالب أمجد بلخيري سنة 2016 ، وهو تطبيق رقمي عبر الهاتف الذكي سمي “سمارت فارم” أو المزرعة الذكية، يعمل على التسيير الذكي للمستثمرات الفلاحية، من خلال مراقبة نشاط المزارع والتغيرات التي تطرأ عليها عبر إرسال رسائل نصية قصيرة تتضمن معلومات عن حرارة الطقس، نسبة الرطوبة ووضعية الوسائل والتجهيزات المستخدمة في المزرعة، وتربية المواشي والدواجن والانتاج الفلاحي.

يسهل التطبيق عمل المزارعين وتوجيههم لاتخاذ القرارات المناسبة بخصوص المحاصيل التي يجب زراعتها حسب التربة والمناخ، ويوفر معلومات عن المخزون، الزبائن والمتعاملين، إلى جانب تفعيل وسائط التسويق الإلكتروني بين المستثمرين والمنتجين من خلال بطاقة بيانية الكترونية حول نشاط المزارع. وفاز الشاب، بفضل تطبيق “المزرعة الذكية” بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية للابتكار وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السنة الماضية، وسط 300 شاب منافس.

3.تطبيق ويني للسائقين

أطلق هذا التطبيق الأول من نوعه في الجزائر، الشاب “لمين أوباش” سنة 2017،  وهو عبارة عن تطبيق رقمي جزائري لتسهيل القيادة يحمل اسم “ويني”. انطلقت فكرة الشاب من مشكلة الازدحام الكبيرة التي يعاني منها الجزائريون وتدهور حالة الطرقات وغلقها بشكل متكرر بسبب أشغال الترميم المستمرة ما يجعل حركة المرور والسياقة معقدة، وبالتالي فإن تطوير تطبيق يسهل هذه العملية سيكون أمرا رائعًا.

توصل لمين لتطوير تطبيق “ويني” الذي يسمح بمراقبة حركة السير أثناء القيادة ومشاركة المعلومات مع الأصدقاء، العائلة والسائقين، وتوفير معلومات للسائقين تخص الطرقات المغلقة، أماكن تواجد محطات التزود بالوقود، بؤر الازدحام، الطرقات الرئيسية والجانبية، وبالتالي توفير قيادة سليمة من شأنها الحد من حوادث المرور التي تسجل أرقامًا قياسية في الجزائر.

4.تطبيق كوارتي للإداريين

تطبيق طورته سارة لينا حموتان، طالبة في المدرسة العليا للإعلام الآلي، فازت في مسابقة الابتكار لسنة 2016.  يعمل التطبيق على تسهيل الإجراءات الإدارية التي تعتبر من أكثر الأمور التي يعاني منها الجزائريون بالنظر إلى التعقيدات التي تتميز بها، وهو الأمر الذي دفع بالطالبة إلى التفكير في تطوير هذا التطبيق لحل المشكلة وتسهيل أمور الناس.

يسمح التطبيق بالحصول على وثائق إدارية بطريقة أسرع دون عناء التنقل إلى المكاتب، وبالتالي يوفر جهدًا ووقتًا، كما يساعد على ملء الاستمارات الإدارية عبر فيدوهات ووسائط توضيحية. يوفر أيضًا مجموعة متنوعة من الوثائق الإدارية التي يحتاجها الناس عادة، حيث يمكن تعبئتها بسهولة مثل نماذج من رسائل التحفيز والسيرة الذاتية والوكالات وغيرها. يستوحي الشباب أفكار تطوير التطبيقات الرقمية عبر الهواتف الذكية من المشكلات والصعوبات التي يعايشونه يوميا في البيئة الجزائرية؛ ما يدفعهم للبحث عن حلول رقمية.

5. تطبيق دي زاد أرتيزو للحرفيين

تطبيق طوره الشاب إيهاب الدين عماد وزميله حمداوي محمد، وهو أول تطبيق رقمي موجه للحرفيين في الجزائر. ويمكن من خلاله تواصل الحرفيين الجزائريين إلكترونيًا مع زبائنهم المحتملين، حيث يوفر معلوماتهم المهنية، قدراتهم، أرقام هواتفهم وعناوينهم. من جهة أخرى يسمح هذا التطبيق الرقمي للجزائريين بالوصول إلى حسابات الحرفيين بسرعة وبسهولة والتواصل والتنسيق معهم.

يستفيد الحرفيون الجزائريون من هذا المشروع الإلكتروني عن طريق عرض إعلانات حول خدماتهم، والتعريف بأنفسهم من خلال فتح حسابات مستخدمين خاصة بهم في منصة إلكترونية، تتضمن معلوماتهم المهنية وقدراتهم وأرقام هاتفهم وعناوينهم، من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزبائن.

يمنح المشروع أيضًا للمؤسسات الحرفية فرصًا للترويج لخدماتها وعروضها واستهداف الزبائن عبر التطبيق الرقمي الأول الموجه للحرفيين في الجزائر. من جهة أخرى يسمح هذا التطبيق الرقمي الذي يجمع الحرفيين في منصة إلكترونية واحدة، للأشخاص الذين يبحثون عن حرفيين من الوصول إلى حساباتهم بسرعة وبسهولة والتواصل معهم والتنسيق معهم.

اهتمام الشابين بهذا التطبيق DZArtisan بالذات انطلق من صعوبة وصول الزبائن إلى الحرفيين كونهم لا يملكون طريقة للإعلان عن خدماتهم، من هنا كان على الشابين التفكير في تطوير تطبيق للتواصل مع الحرفيين، لأن الناس عادة ما يصلون إلى هؤلاء الحرفيين عن طريق الأشخاص المقربين منهم الذين سبق وتعاملوا مع حرفيين معينين، فيقومون بتوجيههم إليهم.

من هنا كان على الشابين التفكير في طريقة لحل هذه المشكلة، التي تتمثل في صعوبة التواصل مع الحرفيين وغيرهم من الأشخاص الذين يقومون بالمهن المرتبطة بالبناء، الكهرباء، طلاء ودهن الجدران، وعدم الحصول على معلومات كافية عن إمكانياتهم ومؤهلاتهم.

من الواضح أنه لا يمكن حصر التطبيقات الرقمية التي يعمل الشباب الجزائري على تطويرها خلال السنوات الأخيرة، والتي تهدف إلى تغيير حياة الناس وتسهيل الصعوبات التي تواجههم في مختلف المجالات، ويبدو أن التفكير في إيجاد حلول رقمية لمشكلات الحياة اليومية أصبح يسيطر على تفكير هواة التكنولوجيا في الجزائر، إيمانا منهم بمرحلة “الثورة الصناعية الرابعة” أين سيكون لكل مشكلة حل رقمي.

سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
jeel
زر الذهاب إلى الأعلى