الهاتف الذكي جاسوس خطير في جيبك

يضع الجوال خصوصيتنا بين مقصلتين مقصلة الشركات التقنية والتسويق الالكتروني وبين مقصلة عالم الهكرز. والكثير منا  لا يعرفون أن الهاتف الذكي هو جاسوس في جيوبنا كما أكد التقنيين والباحثين في الأنظمة في تقرير أجراه برنامج في قناة Mbc.

الهاتف الذكي والبرامج التي يحتويها هي برامج تجسس تعمل على نسخ كل ما يحتويه الجهاز من بيانات شخصية  وملفات خاصة بالمستخدم. كل شيء موجود بالهاتف يوجد لدى شركات مواقع التواصل الاجتماعي والشركات الدعائية.

اكتشف الباحثين في أمن المعلومات بعض برمجيات التجسس التي زرعتها شركات تقنية كبيرة في أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الجوال. وكل هذا يفسر أن الخدمات التي تقدم لنا لا تدفع الشركات ثمنها بل المستخدم من يدفع الثمن.

أصبحنا نواجه الكثير من مشاكل التسريبات التي تحدث عبر الانترنت والتي تخترق الشركات الكبيرة فقد تكون بأنظمتها بعض الثغرات وبعض الأخطاء البرمجية التي تسهل عملية الاختراق من قبل الهكرز.

بعض التطبيقات المتصلة بالانترنت والتي لها صلاحية الاتصال بالهاتف يتم التحكم بها عن بعد في تشغيل  مسجل الصوت آو الاستماع عليك. وحتى تشغيل الكاميرا دون انتباه من المستخدم وذلك لغياب اشعار بتشغيل الكاميرا ما يصعب اكتشاف عملية الاختراق.

انقلاب السحر على الساحر

بعدما كنا ننظر للجوال على انه سلعة نستخدمها اكتشف أن الجوال هو من يستخدمنا وأننا مجرد سلعة  بيد شركات التقنيات الكبرى وليس العكس فهم متواجدين معنا 24 ساعة حتى أثناء النوم وذلك من خلال اتصال الهاتف أو الجهاز بالانترنت.

من الأمور التي تتجسس عليها تلك الشركات وتصلها هي جميع الصور والملفات  الخاصة  المخزنة في ذاكرة الهاتف  كذلك موقع المستخدم ، تحركاته داخل البلد والمدن، مكان العمل، المعلومات الخاصة بالأصدقاء وزياراته، وتمثل هذه البيانات التي تتحصل عليها الشركات منجم من ذهب فهي تجارة حية مثمرة.

الكثير من الادعاءات تقول آن الأجهزة و الهواتف الذكية قد صممت لمراقبة الناس وهذا ما أكده الباحث في التقنيات ونظم المعلومات عادل ألغامدي الذي قال أن الأجهزة الذكية بمجرد تحميل برنامج  معين وتثبيته على الهاتف تكون قد منحته الصلاحية لدخول قائمة الاتصال التي قد يخزن بها المستخدم معلوماته وأرقامه السرية  إضافة إلى منح تلك البرامج صلاحية تشغيل الكاميرا والميكروفون ومسجل الصوت.

أربع تطبيقات اندرويد تم التحذير منها

اكتشفت شركة “لوكا نت” المختصة بالحماية الالكترونية أربع تطبيقات كانت معروضة على اندرو يد تقوم بالتجسس على المستخدمين الذين يقومون بتثبيتها على هواتفهم وحسب موقع أخبار التقنية الرقمية نقلا عن موقع  “سي نت ” ، فان تلك التطبيقات الخبيثة  قادرة  على تعقب موقعك الجغرافي بشكل دقيق عن طريق تقنيات ذكية بالإضافة إلى معلومات عن اتصالاتك التي تقوم بها عبر هاتفك.

من بين هذه التطبيقات تم اكتشاف تطبيق “Embassy” ووظيفته المعلنة  في متجر google play  هي تقديم المعلومات للمستخدم عن سفارات بلاده  في الدول التي يزورها ،لكن عمله المخفي هو التجسس على نشاطات الهاتف ويرسل قائمة الاتصال الخاصة بالضحية إلى سيرفر أخر على الانترنت ، أما باقي التطبيقات فظاهريا تدعي نفسها تطبيقات إخبارية لكنها تطبيقات تجسس وتتضمن مراقب للقيام بمهام التجسس على المستخدمين وقد قامت شركة قوقل  بحذف تلك التطبيقات الخبيثة من متجر قوقل بلاي  إلا أنها قد تعود وتظهر من جديد على متجر قوقل بلاي ولهذا ينصح الخبراء التقنيين بالتحقق جيدا من وظيفة كل تطبيق والتأكد من خلوه من البرمجيات الخبيثة  قبل تثبيته على جهازك الذكي.

لماذا تشتري فيسبوك “الواتس اب” بالملايير؟

سنة 2014 أعلنت شركة فيسبوك استحواذها على تطبيق التراسل الفوري “واتس اب ” في صفقة قدرت بمبلغ 19 مليار دولار أمريكي مقسمة بين مبلغ دفع نقدا وبين أسهم في الشركة المالكة لأكبر موقع  تواصل اجتماعي (فيسبوك) وقد فاجأت فيسبوك الأسواق بهذه الخطوة ، حيث دفعت شركة فيسبوك  مبلغ 12 مليار دولار أمريكي كأسهم و 4 مليارات دولار نقدا وذلك حسب ما جاء في تقرير لموقع العربية.

وبهذا تكون إدارة فيسبوك قد راهنت على المستقبل حيث قال مؤسس ومدير مجموعة المرشدين العرب جواد عباسي لقناة العربية ” ترغب فيسبوك في الوصول إلى بيانات  أكثر عن المستخدمين ، فيسبوك لديها أكثر من مليار مستخدم والاستحواذ على “واتس اب” سيمنحها معلومات أدق حول المستخدمين ”

يوضح مارك جوكربرغ  مؤسس الفيسبوك أن الهدف من “الفيسبوك” و “الواتس اب”” هو وصل العالم يبعضه البعض لكن السبب الحقيقي والمخفي هو آن شركة فيسبوك  تهمها بيانات المستخدم وتسعى للحصول عليها لأنها تمثل منجم من ذهب لها وهذا ما جعلها تدفع مليارات الدولارات مقابل أن تشتري تطبيق ” الواتس أب” وهو لا يملك أصول فكل ما يملكه هو بنك معلومات عن المستخدمين كون مستخدمي تطبيق الوات ساب كثيرون حيث أن نحو 450 مليون مستخدم نشط يستعملون تطبيق واتس اب شهريا من جميع أنحاء العالم ، فيما يبلغ عدد مستخدمين الخدمة الناشطين يوميا نحو 320 مليون مستخدم فهم يستخدمونه يوميا لإجراء المكالمات الصوتية والمرئية ويرسلون الصور في كل ثانية من صور يومياتهم وصور جوازات سفرهم ومختلف الوثائق الشخصية.

كيف تحمي خصوصيتك وبياناتك

الحل الذي يوجد مؤقتا هو تفادي البرامج التي تطلب البيانات الشخصية لتثبيتها والتي تتطلب الاتصال بالانترنت لاستخدامها ، فحتى لو الغي المستخدم خاصية تحديد الموقع فيوجد ما يعرف ب IP لذلك على المستخدمين استخدام شخصيات  وهمية حتى يتجنبوا مثل هذه الاختراقات والتجسس  إلا انه لا يمنع من الوصول إلى البيانات الشخصية فقط يعرقل عملية التجسس.

دخولك البيت وغلق الأبواب والنوافذ لا يعني أنك محمي من الاختراقات فبمجرد اتصالك بالانترنت تكون برامج التصفح قد جمعت عنك كل ما تحتاجه لبناء سيرتك الذاتية عن طريق الذكاء الاصطناعي والتقنيات.

الكاتب: فلة غوطي

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى