كيف حققت أم وليد نجاحا مبهرا من البيت بمشروع بسيط؟

الكثير من الجزائريين يتساءلون كيف حققت أم وليد نجاحا مبهرا من البيت؟ وباستغلال مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى أشهر طباخة في البلاد. ووصلت عدد مشاهداتها قناتها على اليوتوب أكثر من مليار مشاهدة.

يبرز هذا المقال مقومات مشروع أم وليد، الذي بدأ صغيرا وأصبح ناجحا. ويوضح كيف حققت أم وليد نجاحا مبهرا من خلال تعبيرها عن خصوصية المجتمع الجزائر. واحتياجات وقدرات أسره. وخاصة استغلال التكنولوجيات الحديثة.

تشبه شخصية أم وليد، هذه الجزائرية التي تحولت إلى أشهر طباخة في البلاد، شخصية مامي تو شوز المرأة البدينة في المسلسل الكارتوني توم وجيري. ويكمن وجه الشبه هذا في الغموض الذي تثيره كلتاهما لدى المشاهدين والمتابعين.

فإذا كان الجمهور لم ير من تلك المرأة في المسلسل الكارتوني غير قدميها البدينتين فإنه لم ير من أم وليد غير يديها وهي تحضر الوصفات. ليظل وجهها مجهولا رغم الشهرة الواسعة التي اكتسبتها من حيث نسبة المتابعة والمشاهدة لفيديوهاتها وما تقدمه من وصفات.

وصفات أم وليد ناجحة واقتصادية

بدأت شهرة أم وليد، وهو اللقب الذي يطلق عليها، ولا أحد يعرف هويتها الحقيقية، عندما فتحت قناة على يوتيوب، قبل خمس سنوات. تقدم فيها وصفات طبخ للمتابعين الجزائريين، تمزج بين الطبخ التقليدي والعصري.

وتمكنت في وقت وجيز من كسب شهرة واسعة جعلتها أشهر طباخة في البلاد. ويرتبط اسمها بالوصفات الاقتصادية والناجحة التي تحضرها أغلب العائلات. وخاصة الفتيات اللواتي يعانين عادة بداية حياتهن الزوجية من البحث عن وصفات لذيذة، سهلة، متنوعة واقتصادية. وهي العناصر الثلاثة التي تحرص أم وليد على توفرها في طبخها.

تقول الشابة سارة شرقي، صاحبة قناة للطبخ على يوتيوب، في حديث للجزيرة نت عن تجربة أم وليد “ما أعلمه أن جميع وصفاتها ناجحة وسهلة. وذلك بشهادة المتابعين لها. وما ينقلونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد في مجموعات الطبخ من انطباعات عنها”.

أم وليد إمرأة مشهورة وغامضة

تمكنت أم وليد من تحقيق شهرة واسعة ووصل عدد المشتركين في قناتها على يوتيوب إلى أكثر من 7 ملايين مشترك، وقد تعدت عدد المشاهدات لفيديوهاتها عتبة مليار و400 مليون مشاهدة. وهو ما حولها إلى المصدر الأول لوصفات الطبخ في الجزائر بدون منازع سواء لتحضير الأطباق التقليدية، العصرية، الحلويات، الخبز، وغيرها.

وفي المناسبات تنتظر الجزائريات أحدث الوصفات التي تقدمها هذه السيدة المجهولة فلا أحد يعرف وجهها فهي تحرص على عدم الظهور في الفيديوهات التي تقوم بإعدادها أو في وسائل الإعلام، كما أنها لا تصرح للصحافة ولا ترد على الانتقادات، بل تعمل في صمت وغموض يثير فضول المتابعين لها.

ناجحة واقتصادية

وزاد هذا الفضول بعدما بدأت أم وليد في تقديم برنامج طبخ في قناة تلفزيونية تحت عنوان “وصفات أم وليد” غير أن المتطلعين تفاجؤوا بعدم كشف وجهها ولا اسمها الكامل، عندما اشترطت على القناة تقديم البرنامج التلفزيوني دون ظهور وجهها، وهو ما حدث فعلا، لتظل المرأة المجهولة التي تعلم الجزائريين الطبخ وتتحكم في أذواقهم من خلال وصفاتها.

وفي هذا الأمر تقول نوال دعاش، صحفية جزائرية، للجزيرة نت “هذه المرأة تعتبر ظاهرة من حيث غموضها ونجاحها الذي أجبر القناة على قبول شرطها، فمن غير المعتاد تقديم برنامج دون ظهور وجهك، والبعض يقول إن زملاءها في القناة أيضا لا يعرفونها لأنها تشترط أن تقوم بالتسجيل بمفردها”.

في حين تقول سارة شرقي “أظن أن غموضها ساهم في نجاحها، بإثارة الفضول حول شكلها وتمسك الناس بمتابعتها على أمل أن تظهر يوما ما”. وتستشهد في حديثها بصاحبة قناة للطبخ تدعى مليسا كهينة، التي خسرت عددا كبيرا من متابعيها عندما كشفت عن وجهها في برنامج تلفزيوني بعدما كانت تقدم فيديوهات طبخ ناجحة على يوتيوب بصوت جميل دون ظهور وجهها.

بساطة الأسر الجزائرية

لا تظهر في فيديوهات أم وليد موائد طعام مزينة ومتنوعة وأوان فاخرة وغالية، وإنما تقدم طبقا بسيطا في أوان منزلية بسيطة ومتواضعة وقديمة جدا في بعض الأحيان. وطريقة تقديمها تثير استغراب بعض المتابعين أحيانا الذين ينتقدون مبالغتها في تلك البساطة وعدم اعتمادها على الأقل على أدوات طبخ جديدة. لكن أغلبهم يستحسن بساطتها تلك ويفضلون التركيز على الوصفات والمقادير المضبوطة بدل التركيز على فخامة أدوات الطبخ.

وفي هذا تقول رشيدة الهادف من متابعي قناتها في حديث للجزيرة نت “ما يعجبني فيها أنها عملية جدا، فمثلا تقدم المقادير مضبوطة بأدوات بسيطة كاعتماد كأس للكيل بدل الميزان الذي لا تملكه أغلب العائلات”.

ومن جهتها تقول نسرين عمارة، شابة جزائرية مولعة بالطبخ في حديث للجزيرة نت “كلنا نملك في بيوتنا قدرا قديما فلماذا نستغرب عندما نشاهد أم وليد تقدم فيديو للطبخ في قدر قديم!”.

تقدم أم وليد صورة أخرى للجزائرية غير المبذرة، فهي تحضر وجبات الطعام للأكل وبكميات بسيطة، فتشير في الفيديوهات مثلا إلى استخدام المكونات التي يحب أطفالها أكلها عكس بعض المكونات، معلقة “يمكنك استخدام الجبن، أنا لم أستعمله لأن أبنائي لا يحبونه” في إشارة إلى أن ما تحضره يتناوله أبناؤها ولا يرمى وليس للعرض فقط.

وظفت التكنولوجيا

أظهرت أم وليد أنها ذكية استطاعت استغلال مواقع التواصل والتكنولوجيا لتصنع نجاحها وتميزها، فإلى جانب قناتها على يوتيوب وبرنامجها التلفزيوني الناجحين، أطلقت موقعا الكترونيا تقدم فيه الوصفات المكتوبة لمن يحبون هذا النوع من المواضيع لتصبح أشهر طباخة في البلاد لاسيما خلال الفترة الحالية المتزامنة مع شهر رمضان وكذلك الحجر الصحي وهوس الطبخ الذي أكسبها مزيدا من المتابعين الذين يقومون بتجريب وصفاتها الناجحة.

المصدر : الجزيرة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى