أخر الأخبار

كريم زغيب باحث جزائري في البطاريات تألق عالميا

كريم زغيب باحث جزائري في البطاريات تألق عالميا، عمل في فرنسا، اليابان، كندا وغيرها وأشرف على مشاريع علمية ممولة من عدة دول. حقق أكثر من 500 براءة إختراع ونشر أكثر من 400 بحث علمي، كما فاز بعدة جوائز مرموقة، على غرار جائزة كيبيك للعلوم.

وكان الباحث الجزائري كريم زغيب، قد فاز بـجائزة كيبيك للعلوم لعام 2019، التي تمنحها حكومة مقاطعة كيبيك للباحثين، والتي جاءت من نصيب الجزائري المختص في  مجال البطاريات. ووفقا لبيان الحكومة فإنّ كريم زغيب هو “أحد روّاد البحوث في مجال بطاريات السيارات الكهربائية. وهو مدير مركز التميّز في كهربة النقل وتخزين الطاقة التابع لمعهد هيدرو كيبيك للأبحاث.”

ويضيف المصدر نفسه أنه قد تمّ تكريم الدكتور كريم زغيب “كأكثر العلماء نفوذاً في العالم، وقد ساهم في تأليف 22 كتابًا بالإضافة إلى أكثر من 550 براءة اختراع و 60 ترخيصًا و 425 منشورًا.” وسيتمّ تكريمه في 6 نوفمبر تشرين الثاني في مبنى البرلمان الذي يضم الجمعية الوطنية في كيبيك.

من أكثر العقول العلمية نفوذاً في العالم

وفي عام 2017، وللسنة الثالثة على التوالي، تم اختيار كريم زغيب كواحد من أكثر العلماء نفوذاً في العالم من قبل “كلاريفيت أناليايكس” (طومسون رويترز سابقا) في قائمته “أكثر العقول العلمية نفوذاً في العالم” وهو تصنيف جدّ مرموق عالميا.

وفي العام نفسه، منحت جمعية البطاريات الدولية في مؤتمرها في نارا باليابان، كريم زغيب جائزة تكنولوجيا IBA لعام 2017.  ويتمّ تقديم هذه الجائزة المرموقة سنويًا لتشجيع وتقدير المساهمة الاستثنائية للفرد في تطوير التقنيات المتقدمة في مجال البطاريات.

وكريم زغيب، حائز على الدكتوراه في الكيمياء الكهربائية من معهد البوليتكنيك في غرونوبل (فرنسا) ويعمل منذ 25 عامًا في  هيدرو-كيبيك، وهي شركة مملوكة للدولة مختصة في انتاج وتوزيع الكهرباء. وتُعدّ “جوائز كيبيك Les Prix du Québec  التي أنشئت في عام 1977 أعلى تمييز يمنح سنويًا من قبل حكومة كيبيك في الثقافة والعلوم بكندا.

ويتحدث كريم زغيب عن بحثه العلمي في مجال بطاريات الليثيوم مع موقع منظمة المجتمع العلمي العربي، قائلا أن بداية إهتمامه بهذا التخصص كانت في المراهقة، ويروي تفاصيل القصة: “كنت داخل سيارة في ازدحام مروري لعدة ساعات، استنشقت اثناءها الكثير من أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون، مما جعلني طريح الفراش لعدة أيام بسبب إصابتي بالربو. وفي عام 1983، عندما كنت أتابع مرحلة الدراسات العليا المتخصصة في الكيمياء الكهربائية في جامعة سطيف (الجزائر) قدم أستاذ فرنسي من معهد البوليتكنيك في غرونوبل (في إطار التعاون بين المؤسستين) محاضرة عن البطاريات كان لها وقعا كبيرا على نفسي”.

التحقت بعد ذلك بفرنسا لمواصلة دراسته في الكيمياء الكهربائية. وبعد أن حصل على شهادة الدراسات المعمقة ثم على الدكتوراه في الكيمياء الكهربائية في معهد التقنيات المتعدد (البوليتكنيك) بغرونوبل، بدأ في عام 1990 فترة تدريب لما بعد الدكتوراه على بطاريات الليثيوم أيون، لا سيما البحث عن الأنودات القائمة على الكربون والجرافيت بتمويل من وزارة الدفاع الفرنسية ومؤسسة “سافت” لصنع البطاريات.

عمل في اليابان مشروع حول الطاقات المتجددة

في العام الموالي لتسويق أول بطارية ليثيوم أيون في العالم من طرف شركة “سوني” لاستخدامها في أجهزة التصوير والهواتف الجوالة (1991)، دعته وزارة التجارة الدولية والصناعة اليابانية إلى الانضمام إلى برنامج أبحاث أيونات الليثيوم في إطار مشروع “نيو صن شاين” New Sunshine Project (أحد أكبر المشاريع الرائدة في مجال تطوير تكنولوجيا الطاقات المتجددة).

أمضى ثلاث سنوات (1992-1995) في معهد أوساكا الوطني للأبحاث (ONRI) في تطوير تقنيات بطاريات الليثيوم أيون لتطبيقات الأجهزة المحمولة والسيارات الكهربائية. لقد كانت واحدة من أفضل الفترات في مسيرته العلمية، والتي سمحت له بإقامة العديد من أوجه التعاون مع شركات مثل سوني وسانيو وميتسوبيشي وغيرها.

وعن عمله في اليابان يقول زغيب: “قامت شركة “هيدروكيبيك” الكندية بتوظيفي مباشرة في اليابان عام 1995 لتأسيس نواة بحث وتطوير لتقنيات بطاريات الليثيوم أيون، حيث مازالت أعمل إلى اليوم. لتمتين الحلقة المعرفية الرابطة بين الكيمياء الكهربائية وفيزياء الحالة الصلبة، عدت إلى جامعة باريس السادسة لإعداد شهادة التأهيل لقيادة البحث في الفيزياء، علوم الخيار للمواد، أعلى شهادة في النظام الفرنسي، والتي حصلت عليها في عام 2002″.

بطاريات الليثيوم لتقليل التلوث والاعتماد على النفط

وقام الباحث مؤخرا بتطوير أكثر تقنيات بطاريات الليثيوم أيون أمانا في العالم بسعة 1.2 ميجاوات في الساعة مع 15 ألف دورة شحن سريع لا تستغرق سوى وقت قصير للغاية يتراوح بين 5 دقائق وساعة واحدة لتخزين الطاقة.

تطوير بطاريات الليثيوم له تأثير كبير نحو الحد من الوقود الأحفوري وتسريع كهربة النقل (السيارات الكهربائية والحافلات الكهربائية)، والحد من غازات الدفيئة وتأثير إيجابي على ظاهرة الاحتباس الحراري. إضافة إلى تطوير استخدام الطاقات المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

يقترح الباحث استخدام بطاريات الليثيوم أيون للتخزين عند استخدام الطاقة الشمسية وخاصة في الصحراء. هذه فرصة لتقليل الاعتماد على النفط والغاز ونشر شبكات كهرباء مستقلة (تعتمد على الطاقات المتجددة وغير مرتبطة بالشبكة الرئيسية لتوزيع الكهرباء). كما يجب إنشاء نظام متكامل لاستغلال الموارد الطبيعية وتطويرها وتحويلها عبر الطاقات المتجددة.

ويقترح كريم زغيب كذلك التفكير في خطط استراتيجية لإعادة العلم والتكنولوجيا كركيزة أساسية للتنمية (في الدول العربية) والانطلاق في عملية واسعة لتحفيز الابتكار والتجديد بالتعاون خاصة مع الجامعات الغربية (التي لها خبرة في هذا المجال).

إقرأ أيضا: باحث جزائري في الفيزياء تمول الوكالات العالمية أبحاثه

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
راديو كندا الدولي
زر الذهاب إلى الأعلى