فنان عالمي يلقي الشعر على مسرح تيبازة الروماني
مقعد على كرسي متحرك وسط ركح المسرح الروماني بتيبازة، ألقى الفنان لعالمي مايكل لانسدال صاحب الـ86 ربيعا بصوت منخفض الشعر بعدما تأثر بجمال الموقع الذي وصفه بـ “ذاكرة آلاف السنين”، وذلك خلال الطبعة الخامسة لمبادرة “تيبازة الشعراء” التي يحتضنها المسرح الروماني بالمدينة الأثرية كل سنة.
تقدمه في السن لم يمنع أحد عمالقة الفن الرابع والسابع في العالم من روح الدعابة وسط تصفيقات الجمهور الذي تفاعل بقوة مع إلقائه الخافت لوصلات شعرية لفيكتور هيجو والشاعرة جورج ساند وجون ماري بالت رافقه في ذلك عازفون على آلات القنبري والكامنجا.
يرافع لحماية البيئة
وفي تعليق له بعد أدائه لنص نثري لصاحبه جون ماري بالت بعنوان “الشاف انديان” أو “الحاكم الهندي” رافع مايكل لانسدال من أجل حماية الطبيعة والتوازن البيئي مبديا انزعاجه من خطر العصرنة الذي جسده الرجل الأبيض في أمريكا وما وقع للهنود والطبيعة معا.
رسالة قال أنها موجهة للإنسانية التي يتطلب منها معرفة حدودها وتشخيصها من أجل وضع حد للمساس بالمحيط في صورة درامية تحق على ضرورة المصالحة بين الإنسان والطبيعة.
ويتواجد الفنان العالمي الذي لعب دور رئيسي رفقة الممثل روبار دينيرو في فيلم “رونان” في جولة فنية بدعوة من المعهد الفرنسي بالجزائر منذ الفاتح أفريل الجاري بكل من قسنطينة، عنابة، الجزائر العاصمة، المدية وتيبازة قبل أن تختتم الجولة بمدينة تلمسان.
تألق شعراء جزائريين
كانت بداية التظاهرة بوصلات شعرية ألقتها الشاعرة فوزية دحمون باللغتين العربية والفرنسية تغنت من خلالهم بالثقافة، الذاكرة، الحب والأم كرمز للحنان والتضحية.
لم تخلو “تيبازة الشعراء” في طبعة 2018 من الشعر الملحون الذي أبدعت الشاعرة فوزية لعراضي في أدائه حين سافرت بالجمهور في رحلة الفنتزاريا والنخوة و الكرم و الجود قبل أن تعيده (الجمهور) إلى الماضي بقصيدة باللغة الفرنسية تروي حوار بين أم و ابنها بعنوان “كان في عمري 20 سنة” ما أثار إعجاب ومتعة الجمهور بقوة.
وتندرج هذه التظاهرة التي ينظمها سنويا المعهد الفرنسي بالجزائر بالتنسيق مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في إطار التبادل الثقافي بين البلدين شعراء من الضفتين.
