فنان جزائري وصفوا رسوماته بالسيئة فأصبح مشهورا في أوروبا

ياسر عامر فنان تشكيلي من ولاية مستغانم، يرسم لوحات لرجل أصفر ذو تقاطيع غريبة ومنفرة أحيانا، ولكنها في الحقيقة بصمة فنية نادرة صنعت شهرته في أوروبا.

في بدايات هذا الفنان صاحب 28 ربيعا، كانت له طموحات بعرض رسوماته في إحدى قاعات العرض، لكن كان يصطدم برفض مسيريها على السماح له بعرض تلك الرسومات المنفرة والسيئة، فأخذ يرسم في ورق جرائد ويعرض رسوماته في الشارع ، ولكن في الحقيقة فإن تلك اللوحات كانت تحمل رسائل تسلط الضوء على وضع المجتمع.

دلالات للرجل الأصفر

يرمز الرجل الأصفر الذي يعتبر بطل رسومات ياسر عامر إلى رجل مريض ومتعب، وهو يعبر عن وضع مزري يعيشه الإنسان، فأحيانا يرسمه ضاحكا متهكما، وأحيانا غاضبا وتارة أخرى غير آبه بما يدور حوله، في زمن أصبحنا نتعايش فيه مرغمين مع التردي للوضع العام في المجتمع والبلاد.

تعالج لوحات الشاب الذي فرض نفسه كفنان مبدع اشكاليات أخرى كالهجرة، البطالة، وضعية المرأة، سيطرة الاعلام، المهاجرين والهجرة غير الشرعية، والمجتمع الاستهلاكي، كل هذا تمثله تلك الأشكال الغريبة التي يرسمها ياسر.
فهي تتخذ أشكالا كشكل النجمة، أو طفل غير واضح التقاطيع، يحمل مسدسا أو خرطوم غاز، للتعبير عن مجمل ما نعيشه مجتمعيا.

يختار ياسر مواضيع لوحاته من المقاهي والشارع، بينما يظل بطل اللوحة الرجل ذو اللون الأصفر ببعده الوطني والعالمي، ليعبر عن نهاية الانسان. وتحمل شخصيات عامر عددا من الاسماء ذات الرمزية، على غرار الموسطاش، البانشو، سناك، الرجل الأصفر، معتبرا أن تلك الشخصيات رغم اختلافها وتفردها إلا أنها مرآة عاكسة لسلوكيات ومظاهر مجتمعية.

شهرة أوروبية

الفنان الذي بدأ بالرسم في الفضاءات المفتوحة كالشارع، تمكن من تخطي الحدود الجغرافية واقامة معارض خارج البلاد، ومع ذلك يعتبر العرض في الشارع مسار مهم لكل الفنانين الذين سبقوه مهنية وتجربة، فالفن التشكيلي هو في حد ذاته حرية لا يحب أن ينحصر في فضاء واحد فقط .

عمل ياسر مع الفنان دينيس مارتينيز في 2012، واستطاع أن يصنع شهرة لـ”الرجل الأصفر” بطل لوحاته في أوروبا من خلال تلك المعارض، الا أنه لم يتسن له العرض بشكل منفرد في الجزائر، فكل المعارض التي شارك فيها كانت معرضا جماعية.

ومن بين تلك المعارض غاليري “سين آرت” بالعاصمة، أين تتجمع لوحات ياسر عامر التي تطرح مواضيع مختلفة، واقتباس من لوحات شهيرة لفنانين عالميين، حيث يبدو في إحدى اللوحات “فان قوخ ” وهو يمسك سمارتفون ، صور العرات “لماني” وهما مغطاة من أقدامهم إلى رؤوسهم ، فيما تقترب لوحات أخرى من الكاريكاتير وتعبر عن مواضيع آنية على غرار القمع، السرقة، الاهمال، غياب الحس المدني ومواضيع أخرى، فيما تصطدم الالوان وتتداخل لتجعل من لوحات ياسر عامر أسلوبا فنيا قائما بذاته تجعل من الفن التشكيلي رسالة خطابية قوية.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
elwatan
زر الذهاب إلى الأعلى