صحفية جزائرية تنتج فيلما وثائقيا عن عادات وتقاليد طوارق الأهقار
فتيحة بوروينة، صحفية جزائرية تنتج فيلما وثائقيا عن عادات وتقاليد طوارق الأهقار خلال شهر رمضان. يحمل عنوان “الصيام الأزرق”، حيث تكفلت فتيحة بكتابة سيناريو الفيلم وإخراجه.
الفيلم الوثائقي عن عادات وتقاليد طوارق الأهقار سيتم عرضه مساء الثلاثاء على الساعة التاسعة ليلا ( 21.00) على قناة الجزائرية الثالثة الإخبارية. ويعتبر من التجارب الأولى للصحفية فتيحة بوروينة التي اختارت التوجه نحو انتاج الأفلام الوثائقية بعد مسيرة مهنية طويلة في الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية.
اكتشاف الطوارق في رمضان
يتناول الفيلم الوثائقي عادات وتقاليد طوارق الأهقار في رمضان، تم تصويره في عز شهر الصيام بعمق الأهقار. وذلك في بيوت الحاج الشناني أورزيق حفيد أمين عقال الطوارق سابقا، محمدآغ أورزيق وعند أبناء عمومة أمين عقال قبائل الطوراق حاليا الأمنوكال أحمد إيدابير.
وعن فكرة إخراج فيلم وثائقي عن عادات وتقاليد طوارق الأهقار، تقول فتيحة بوروينة لسوبرنوفا: “الصيام الأزرق هو أول وثائقي يتناول عادات وتقاليد طوارق الأهقار في رمضان. لا نعرف شيئا تقريبا عن هؤلاء وعلاقتهم بالشهر الكريم، أي عاداتهم وتقاليدهم. مع أن المعروف عن هؤلاء قدرتهم المثلى على الصيام بحكم علاقتهم بالطبيعة القاسية وحياتهم في الفيافي وتمرسهم على فعل الجوع والعطش. ولعل أهم ما يلفت الانتباه وأنا أمضي شهرا كاملا وسط هؤلاء في عز شهر رمضان الماضي تشبتهم بتقاليدهم وتبجيلهم لرمضان. احتفالهم بصايم أبنائهم لاول مرة باحتفاليات وطفوس حميدة تعود لسنوات بعيدة بل اكثر من ذلك حرصهم على تسمية مواليدهم الجدد باسم صائمة “تزم” أو صائم ” أزم” أو رمضان”.
ظروف تصوير الفيلم الوثائقي
دام تصوير الفيلم الوثائقي عن عادات وتقاليد طوارق الأهقار شهرا كاملا تحت درجة حرارة تقارب الخمسين وفي ظروف صعبة للغاية. رغم ذلك قاوم فريق العمل العطش والحرارة لتقديم هذا العمل الذي تطمح الصحفية من خلاله إلى تحفيز نفسها لمزيد من الإنتاج في عالم الوثائقيات.
وعن الظروف التي تم فيها تصوير الفيلم الوثائقي عن عادات وتقاليد طوارق الأهقار تقول فتيحة بوروينة لسوبرنوفا: “لم نكن نتوقع كل الترحيب الذي استقبلنا به كبار زعماء الطوارق والدعم الذي وجدناه من عائلات تارقية نصبت لنا الخيام وأدخلتنا بيوتها للحديث عن موروثهم وعاداتهم خلال الشهر. كبير زعماء قبائل الطوارق الأمنوكال أحمد إيدابير فتح لنا بيته ورحب بفريق العمل وبالموضوع نفسه، مثله لقينا ترحيبا من حفيد زعيم الطوارق سابقا “محمد أق أورزيق” الحاج الشناني أورزيق. علمنا من بعض الذين جلسنا إليهم أنهم مستاؤون من الصور الفلكلورية التي تنقلها كاميرات القنوات الأجنبية على وجه الخصوص وإغفال الجانب التاريخي والثقافي لهؤلاء”.
الطوارق إرث ثقافية وفني
فيلم الصيام الأزرق عن عادات وتقاليد طوارق الأهقار، يعبر عن تجربة جدية لإبراز الهوية الثقافية للطوارق، وفي هذا تقول فتيحة بوروينة لمجلة سوبرنوفا: “صناعة الفيلم الوثائقي محتشمة جدا في الجزائر لأن سوق الفيلم الوثائقي غير منتعشة وشبه راكدة. قرار بعض المنتجين الاشتغال على هذا الجنس السينمائي تعد مغامرة حقا. بالنسبة لبد قارة مثل الجزائر باذخ في تنوعه الثقافي والجغرافي والهوياتي يغدو الاشتغال على الوثائقيات جد مغر لتوفر المادة حد التخمة لكن قليلون يتوجهون إلى هذا النوع من الانتاجات للأسباب التي ذكرت. ويعد الطوارق مكون هوياتي أساسي في الجزائر فهم يتربعون على إرث ثقافي وفني ومظاهر حياة اقتصادية وإجتماعية مختلفة عن مكونات أخرى. واختيار هذا الفيلم هو لاكتشاف عادات وتقاليد طوارق الأهقار من طرف جزائرية لا شخص أجنبي. وهذا علما أن منتجين أجانب كثيرون تناولوا المجتمع التارقي في أفلام تسجيلية وأخرى سينمائية لكن التناول يظل إكزوتيك عرضه المتعة السياحية لا أكثر”.
يذكر أن فتيحة بوروينة تقلدت عدة مناصب في الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية قبل أن تفتح شركة إنتاج وتتوجه إلى عالم الوثائقيات.
شاهد الفيديو الترويجي للفيلم
