حديقة جامعية في الجزائر نسخة مصغرة عن حديقة التجارب
تعتبر حديقة التجارب الموجودة في العاصمة من أشهر الحدائق على المستوى الوطني وخارجه لكن هل سمعت بوجود حديقة جامعية في الجزائر تشبهها أو لنقل نسخة صغيرة منها؟! تقع الحديقة في مدينة سكيكدة وبالتحديد في جامعة 20 أوث 1955. صممها المهندس الفرنسي رينييه الذي صمم حديقة التجارب.
إنها حديقة جامعية في الجزائر أنشأت في بداية القرن 19 وتزامن إنشاءها مع بناء المدرسة الجهوية الفلاحة في سنة 1906. من تصميم نفس المهندس الذي صمم حديقة التجارب في الحامة بالعاصمة بنفس الأسلوب والطريقة. وتقريبا نفس النباتات ونفس نظام التدفئة للبيوت الزجاجية التي أنشأت لتكاثر النباتات المائية في إطار بحثي بيداغوجي. حسب ما أوضحه الدكتور عمار فوفو، أستاذ محاضر في قسم الزراعة ورئيس مخبر علمي في جامعة 20 أوث 1955 سكيكدة.
نباتات نادرة ذات قيمة علمية
تنقسم الحديقة إلى أربعة قطاعات وكل قطاع لديه مميزات. ولعل أكثر ما يميزها هو الحضور القوي للنباتات الناذرة ذات الأصل الأمريكي والجزر الكاراييب والإفريقي مما جعلها ذات قيمة علمية وبحثية كبيرة جدا. ويقول الدكتور عمار فوفو لـسوبرنوفا: “حاليا الحديقة تتعرض للنسيان بعد تقاعد المهندس الفلاحي الذي كان يهتم بها منذ سنة مما يطرح عدة أسئلة حول مستقبل هذا الموروث العلمي والنباتي النادر”.
وتضم الحديقة الجامعية شجرة لفاكهة الأفوكادو وكذلك فاكهة الكيوي وغيرها من النباتات النادرة، ذات الأصول الأمريكية، المكسيكية والإيفريقية أيضا. والتي تعتبر بمثابة مخبر للطلاب والباحثين في البيولوجيا والبيئة والزراعة كذلك.
توجد على مستوى الحديقة الجامعية العلمية، وهذه الأحواض ذات قيمة بيئية كبيرة. في بداية القرن الماضي (19) و مع تشييد المدرسة والمنشآت المحيطة بها، تم وضع هذه الأحواض لاستخلاص الغاز الطبيعي (غاز الميثان) انطلاقا من فضلات النباتات والحيوانات وتحويلها في أنابيب إلى مخابر المدرسة ومطبخها والمرقد الذي كان يقطن به الطلبة المتربصين. يستعمل الغاز الطبيعي في الطبخ، الإضاءة أو لتشغيل آلات المخبر.
حاليا تبقى الأحواض التي يجهل الكثير منا سبب وجودها في هذا المكان، كشاهد عن الابداع العلمي والتقدم الذي وصلت إليه الانجازات الزراعية في تلك المدرسة العريقة التي تخرج منها كبار علماء الزراعة في أوروبا وإفريقيا والجزائر.
حديقة ذات شهرة عالمية
يذكر أن حديقة التجارب التي تشبهها هذه الحديقة العلمية كانت أول حديقة جزائرية تم ترشيحها للتصنيف العالمي. واشتهرت بتنوعها البيولوجي، كما تم تصوي الفيلم العالمي الشهير “طرزان” لأول مرة في حديقة الجزائر العاصمة ونال الفيلم إعجاب ملايين المشاهدين وحصد شهرة فاقت الحدود وأشاد العديد من صناع السينما بروعة مكان التصوير.
تضم الحديقة 2500 نوع من النباتات والأشجار عمرها مئات السنين، وأكثر من 25 نوعا من أشجار النخيل. فتحت الحديقة أبوابها من جديد، بعد أشغال ترميم واسعة دامت أكثر من خمس سنوات. ونشأت الحديقة، الفريدة من نوعها في الجزائر، في عام 1830، على يدي المهندس المعماري الفرنسي رينييه الذي أعد تصميماتها.
تضم حاليا أكثر من 3 آلاف نوع نبات ومئات أنواع الحيوان والسمك والحشرات وتتجاوز مساحتها 32 هكتارا. ومنذ تأسيسها كانت أرضا للتجارب العلمية أجراها باحثون فرنسيون، حيث أحضروا عددا كبيرا ومتنوعا من النباتات من مستعمرات أفريقيا آنذاك، لزراعتها فوق أرض الحديقة للتكيف مع مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي تبعد عنه الحديقة بحوالي 200 متر فقط. وخلال فترة الاحتلال نقلت الإدارة الاستعمارية أصنافا كثيرة من النباتات إلى فرنسا.
معرض صور من حدائق جامعة سكيكدة
المصدر: سوبرنوفا
