الوجه الآخر لمدينة سكيكدة السياحية

من أجل تعزيز مكانة مدينتهم السياحية، يقوم شباب مدينة سكيكدة الساحلية، شرق الجزائر، بالمشاركة كمتطوعين وأعضاء بإحياء تظاهرات جمعوية وإطلاق مبادرات تتمحور حول أنشطة التسلية والترفيه، وحماية البيئة والرياضة. وتشهد المدينة خاصة في فصل الصيف تفاعل ونشاط العديد من الجمعيات الشبابية، من خلال الشروع في تنظيم أنشطة مختلفة، تطمح إلى إثراء حياة سكان سكيكدة والترويج للمنطقة كوجهة سياحية في كثير من الأحيان.

وفي هذا الشأن يقول عبده بعلي، رئيس نادي “الكوكب الأزرق سكيكدة” أنه: “إذا كنا نريد تطوير السياحة، فيجب أولًا  وقبل كل شيء جعل المدينة محبوبة لسكانها”. وهذا هو الدافع  وراء ظهور مشروع المجتمع المدني الذي يرغب الشباب من خلاله بالتنفيس عن سكان المدينة وخلق ديناميكية وحيوية وسطها تساهم في تنمية السياحة.

حماية البيئة والعودة للطبيعة

تستضيف مدينة سكيكدة مثل باقي مدن  البحر الأبيض المتوسط  “مهرجان الغطس “، وهو حدث بيئي يهدف إلى التعريف بالغطس تحت  الماء وتحسيس الجمهور بحماية الشواطىء. ويتم تنظيم الحدث بالتعاون مع إحدى أهم الجمعيات الناشطة في المدينة، ويتعلق الأمر بـ”نادي الكوكب الأزرق سكيكدة” الذي يعمل على  تعزيز الرياضات المختلفة  في الأماكن الطبيعية. ويعتبر النادي من بين أهم الهيئات الناشطة في مجال حماية البيئة، حيث تحول بفضل مجهودات أعضائه في 2016 إلى ممثل للجمعية البحرية الفرنسية “Longitude181” التي تهتم بحماية الطبيعة.

تنظم تظاهرة الغطس، في العديد من الدول في وقت متزامن، حيث تم الاحتفال بها في ميناء “سطورة” في سكيكدة في شهر ماي 2017، وشهدت مشاركة الغواصين من أعضاء النادي، الذين نشطوا خلال هذا اليوم برنامجًا تعريفيًا عن عالم البحار والغطس، لفائدة أطفال المدارس.

وجهة ممتازة للسياحة البيئية

وبالتزامن مع ذلك قام أعضاء الجمعية المحلية “Ecologica” في نفس اليوم بعملية  موانىء زرقاء التي تهدف إلى تنظيف الميناء. ويسمح الحدث بتعزيز مكانة الولاية السياحية على النطاق الدولي، والتعريف بها كوجهة مفضلة للسياحة البيئية، بفضل المؤهلات التي تملكها المنطقة.

في المقابل يقوم أعضاء جمعية Alto Sportif Skikda، الرياضية، بالعمل على تعزيز الرياضة في الهواء الطلق، من خلال تنظيم منافسات للشباب  في المشي لمسافات طويلة بالإضافة إلى خرجات ونزهات  في الطبيعة، تكون في كثير من الأحيان في شكل مجموعات من الشباب، والتي أصبحت تمتلك شعبية كبيرة وسط شباب وسكان المدينة.

يقول أحد المشاركين في جولة المشي الطويل: “في البداية بدا لي أن الجولة صعبة، المتجولون يذهبون إلى أماكن جبلية بعيدة جدًا،  رغم ذلك حاولت المشاركة في هذه الخرجات، وبعد ذلك  أصبحت متابع لها، واكتشفت أماكن طبيعية مثل الجنة كمنطقة “تمانارت”، أفضل وسيلة للحصول على  حياة صحية”. وفي إطار الأنشطة التي تهدف لحماية البيئة، قام الشباب المتجولون في شهر أفريل 2017 الماضي، خلال نزهة في جبل سيدي راشد، أعلى قمة في مدينة سكيكدة، بزراعة 200 شتلة من  الأشجار.

تفعيل المنافسات والمسابقات

تعتبر المنافسة جزء جميل من الأحداث الجمعوية في سكيكدة، حيث تعرف المدينة بتنظيم بعض  المسابقات الكبرى مثل تظاهرة “water-polo”  التي تتم في حوض السباحة المشهور، نصف الأولمبي، الموجود في شاطىء جان دارك، والذي شيد في سنوات الثلاثينات، حيث يقوم شباب  وأعضاء جمعية “نجوم البحر” بتنظيم هذه المسابقة سنويًا خلال فصل الصيف، كانت الطبعة الثالثة في جوان 2016، ومن المنتظر أن تكون الطبعة الرابعة في شهر جويلية المقبل. وتنظم المسابقة في إطار تظاهرة biathlon de Skikda التي تطلقها الجمعية كل سنة.

وتقوم هذه المسابقة على السباحة، أين يتنافس خمسون شابًا في السباحة لمسافة 2 كلم، وفي العدو يتسابقون لمسافة 1,5 كلم. هذا بالإضافة إلى مسابقة الصيد تحت الماء، التي يحتضنها شاطىء المرسى في  سكيكدة، وينظمها نادي “Mouette de Skikda”. وتجذب هذه البطولة المتمثلة في الصيد تحت الماء كل سنة العديد من المشاركين الذين  يأتون من مختلف مناطق الجزائر ومن خارجها أيضًا وخاصة من تونس.

ممارسة مختلف الرياضات

على بعد 15 كيلومتر من المدينة، وبالتحديد في المنتجع السياحي العربي بن مهيدي الذي يسمى بـ”جان دارك” ، ينظم الشباب عدة أنشطة للتسلية وممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، حيث يقوم الهواة الذين يتمتعون بحب المغامرة بركوب الأمواج، والتزلج على الماء، والطيران الشراعي، وتسلق الجبال وغيرها من الأنشطة التي يمارسها الشباب بشكل كثيف في فصل الصيف.

ويبقى الشباب العنصر الفعال في هذه الأنشطة الجمعوية التي تهدف من خلال مجهوداتها إلى تشجيع السياحة المحلية، وإشراك المزيد من شباب مدينة سكيكدة في هذه الجمعيات وتوليهم مهمة المواطنة.

ترجمة بتصرف: سارة جقريف

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
huffpostmaghreb
زر الذهاب إلى الأعلى