شباب جزائريون بشغف الكوريين

قد لا تعني لك أسماء فرق مثل BTS, EXO, Super Junior شيئا، ولكنها أصبحت شغف آلاف الشباب الجزائري. هذه الفرق التي تنحدر من كوريا الجنوبية تنتج فن “K-pop” بمعنى كوريا بوب، وتحظى بشعبية كبيرة وكسب ملايير المشاهدات عبر اليوتوب، بل تحولت إلى ظاهرة حقيقية في العالم والجزائر أيضا. ظهر هذا الفن في سنوات التسعينات، وهو عبارة عن نوع موسيقي خليط بين رقص البوب والروك وغيرها مع كلمات باللغة الكورية.

آلاف المعجبين الجزائريين

يوجد اليوم مجتمع حقيقي من المعجبين الجزائريين المهووسين بـ”K-pop” في مختلف مناطق الوطن. حيث وصل أداء على المباشر لفرقة  BTS في 30 سبتمبر 2017 إلى المرتبة 34 في قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على اليوتوب في الجزائر. بالنسبة لبعض المعجبين مغامرة “K-pop”  لا تتوقف عند الموسيقى، فمن شدة التعلق بالفرق والغناء وترديد الكلمات قرروا تعلم اللغة واكتشفوا شغف جديد هو “الكورية”.

ليندة واحدة من المعجبين بالفن، والتي تشعر بالفخر لأنها تستطيع فهم الجمل بالكورية دون النظر إلى الترجمة التي تظهر في شكل كتابة أسفل الفيديو. وتقول عن ذلك: “تعلمت اللغة عبر الأنترنت بفضل العروض المباشرة التي تنشر من قبل فرقي المفضلة، في العادة العروض على المباشر لا تكون مترجمة ولأننا نرغب بشدة في فهم الكلمات ينتهي بنا الأمر بتعلم اللغة”. دفعت هذه الرغبة ليندة إلى التوجه نحو مركز لتعلم اللغة الكورية.

من جهتها تقول سلمى: “نحن آلاف المعجبين والعدد يرتفع من يوم لآخر بفضل شعبية هذه الفرق”. وتعتبر سلمى، طالبة تخصص لغة فرنسية، من المعجبين بفن “K-pop” منذ سنة 2009. وكانت سلمى معجبة بالثقافة الآسيوية قبل أن تكتشف هذا الفن بالصدفة في فيديو على اليوتوب سنة 2009 عندما كان هذا الفن مازال غير معروف في الجزائر وأوروبا. تتحدث عن ذلك: “كنت أشاهد جنيريك مانغا واكتشفت بالصدفة فريق SHINee وأغنية Ring Ding Dong في هذه اللحظة تغيرت حياتي”.

أحداث فنية في الجزائر

عندما تتحدث سلمى عن تغير حياتها فهذا ليس تعبيرا مجازيا فقد أصبحت الفتاة تنظم مع أصدقائها أحداث فنية خاصة بالموسيقى الكورية. وتقول: “في البداية قالت لنا السلطات إذا تمكنتم من جمع عدد معين من المعجبين سنحضر إلى الجزائر مغنيين من كوريا، كنا شباب وصدقنا ذلك”.

لم ينتظر الشباب السلطات وقرروا الاعتماد على أنفسهم وتنظيم أحداث بدون أي وسائل أو دعم وتمويل مالي، حيث قاموا بتنظيم أول حدث حقيقي موجه لـ”K-pop” في سنة 2014 بعنوان “le Kpop Town”.  يتضمن الحدث عرض فيديوهات لفنانين كوريين، مسابقة في الرقص والغناء. وكان الهدف منه السماح للمعجبين بالفن بقضاء أمسية مئة بالمئة “بوب كورية”.

أثارت الطبعة اهتمام عدد كبير من المعجبين وأكبر مما توقع المنظمون وهذا ما شجعهم على المواصلة والإستمرار. توضح سلمى: “لاحظنا بأعيننا وجود طلب حقيقي من قبل الشباب على هذا الفن، وكانت لدينا الرغبة لإرضاء جمهور أكبر”.

تمكن فريق الشباب الجزائري في سنة 2015 من تنظيم حدث موسيقي في دار الشباب في حسين داي، وفي سنة 2016 استقبلت سينما الشباب وسط العاصمة حدث le Kpop Town. تقول سارة عضو بالفريق الشاب:”الناس يعتقدون أنه من الصعب تغيير الأشياء، لأنه الأمر الذي يقال لهم دائما، ولكن إذا لم نجرب نحن ما كنا استطعنا إسعاد كل هؤلاء الشباب”.

كان على فريق المنظمين الجزائريين وهم طلاب أن يتعلموا تنظيم الأحداث بالإعتماد على أنفسهم. في سنة 2017 أصبح الدخول غير مجاني، وثمن التذكرة 400 دج، وأصبحت الأحداث اقتصادية وتحقق مداخيل. ينظم الفريق الأحداث عدة مرات على مدار السنة. ولكنها حاليا تنظم في العاصمة فقط، بانتظار أن يجتمع المعجبون بالفرق الكورية من ولاية تلمسان، قسنطينة، ورقلة وغيرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتوسيع دائرة التنظيم.

ترجمة بتصرف: سارة جقريف

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
huffpost maghreb
زر الذهاب إلى الأعلى