شاب جزائري يبني منازل بالقارورات البلاستكية في الصحراء

تتجاوز درجة الحرارة في صحراء الجزائر خمسين درجة مئوية، وتحتاج مواجهتها لحل عملي واقتصادي يساعد السكان على تحسين ظروف حياتهم ومقاومة هذه البيئة. هكذا فكر الشاب الصحراوي المقيم في الصحراء الجزائرية ويعتبر نفسه ابن الجزائر تتاح لحبيب: يجب العثور على حل فنحن لسنا مجبرين على تحمل معاناة ارتفاع درجة الحرارة داخل بيوتنا. ويقول الشاب للمفوضية العامة للاجئين: “ولدت في منزل صنع من الطوب المجفف بالشمس والسقف من صفائح الزنك وكان لابد أن أتحمل مع عائلتي درجة الحرارة والعواصف الرملية التي كانت تتسبب أحيانا في انهيار السقف”.

تخفيض درجة الحرارة

عندما أنهى الشاب دراسته في جامعة تلمسان، غرب الجزائر، تخصص الطاقات المتجددة، عاد إلى المخيم  في الصحراء، أين قرر بناء منزل أكثر راحة لجدته وفكر في استخدام الزجاجات البلاستيكية المعبأة بالرمال. رفض سكان المخيم فكرة الشاب في البداية واتهموه بالجنون ولكن عندما أكمل عملية البناء وجاؤوا لزيارة منزل جدته أعجبوا بالتجربة التي تقوم علي استخدام هذه الزجاجات مع خليط القش والطين الذي يعمل على عزل أكثر من 90 % من أشعة الشمس الحارقة.

منحت المفوضية العامة للاجئين الشاب 60 ألف يورو كمنحة لتعميم تجربته في مخيمات اللاجئين بالحدود الجزائرية المغربية، وبالتحديد بمنطقة يطلق عليها اسم “وادي الشيطان” بسبب ارتفاع درجات الحرارة بها. وتمكن الشاب من بناء  25 منزلًا باستخدام تصميمه الخاص بالزجاجات البلاستيكية، في عام 2013.

إشادة دولية بالمبادرة

تعتبر مبادرة الشاب الجزائري في بناء بيوت للاجئين باستخدام تقنية الزجاجات البلاستيكية من أشهر المبادرات في هذا المجال، حيث نشر المنتدى الاقتصادي العالمي في شهر أكتوبر 2017، فيديو حول ما قام به الشاب. تعتمد التقنية على ملأ الزجاجات بالرمل والقش، ويستخدم الطين كملاط يمسك بعضها بالبعض الآخر، وتعتبر تلك الزجاجات أقوى 20 مرة من الطوب المستخدم تقليديًا في البناء.

عندما يرتفع الحائط يغطى بالإسمنت والجير، ثم يتم طلاء المنازل باللون الأبيض لتعكس أشعة الشمس وتحافظ على داخل المنزل باردًا. وتعتمد عملية البناء على الشكل الدائري، حيث يتم تصميم المنازل بشكل دائري، لأنه يمنع تكوم الغبار أثناء العواصف الرملية، حيث أن المنازل التقليدية مربعة الشكل يمكن أن تردم تمامًا في أوقات العواصف الشديدة.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
worldeconomicforum
زر الذهاب إلى الأعلى