شاب جزائري يبتكر جهازا يوفر 2.5 مليار دولار في الكهرباء

بعد 12 عاماً من البحث في مجال الكهرباء، تمكن الشاب الجزائري عبد الحليم سوقي من اختراع جهاز خاص باقتصاد الطاقة الكهربائية في الإنارة العمومية يوفر على الجزائر أكثر من 2.5 مليار دولار سنويًّا.

الجهاز ذو التكلفة البسيطة يساهم -كما يوضح سوقي- في إنقاذ الجزائر من العجز الكبير في الطاقة الكهربائية بداية العام 2017، يقول “الجهاز يوفر على الجزائر تكاليف 2.5 مليار دولار كاستثمار مباشر، وذلك لوجود حوالي 5 ملايين عمود كهرباء في البلد”. وتقدر مدة حياة الجهاز  بـ15 سنة، وتكلفته بسيطة.

الاستخدام الذكي للطاقة

يعمل الجهاز من خلال تركيبه في مركز تحويل الكهرباء ومن خلاله يتم التحكم في الاعمدة الكهربائية الخاصة بالإنارة العمومية. ويعمل بمبدأ الذكاء في استعمال الضوء الذي يقوم على التخفيض في الطاقة بأمان وفقا للمكان والوقت، أي أن المصابيح الكهربائية لا تسير بنفس الطاقة طول الليل وانما تبدأ الانارة في بداية الليل بطاقة معينة ثم تبدأ بالانخفاض بداية من منتصف الليل وهذا لتفادي التبذير في الطاقة والحفاظ فقط على الكمية اللازمة من الانارة.

في العام 2013 أجرى الشاب الجزائري تجربته على الجيل الأول من الجهاز الذي اخترعه في البلدية الصغيرة التي يسكن بها “الحروش” الواقعة شرق البلاد، ليسجل بذلك نسبة قياسية في اقتصاد الطاقة الكهربائية العمومية قدرت بنسبة 66.2%من قبل المؤسسة الوطنية للاعتماد والمراقبة التقنية بالجزائر.

اعتراف بفاعلية الجهاز

منحت المؤسسة للمخترع شهادة مطابقة تعترف من خلالها بفاعلية الجهاز ومطابقته للمعايير التقنية المعمول بها في اقتصاد الطاقة، لتضاف إلى مجموعة الشهادات التي حصل عليها المخترع من السلطات المحلية للولاية التي أجريت بها التجربة تؤكد نجاحه في اقتصاد الطاقة العمومية.
وهو الأمر الذي أكده المهندس الجزائري “عبد المؤمن بن عياد” المختص في الكهرباء في تصريح لـ”هافينغتون بوست عربي”، بقوله “بالفعل حضرت جلسة تقييم الجهاز، وهو يعتمد على مبدأ الاقتصاد في الطاقة العمومية، بنسبة تصل إلى 66% من الطاقة التي تستعمل في الإنارة العمومية عادة”.

اختراع عبد الحليم لقي الترحاب من السلطات الوطنية، حيث أجرى لقاء تقييماً للجهاز بحضور خبراء وباحثين برمجة على مستوى وزارة الطاقة، من أجل تقييم الجهاز مع شركة “سيال” المكلفة بالدراسات ومخبر التطوير والبحث في الكهرباء والغاز التابع لوزارة الطاقة والشركة الوطنية للكهرباء والغاز.

التقييم أكد فاعلية الجهاز، وإمكانية تطويره لتحقيق اقتصاد في الطاقة الكهربائية يصل إلى 70%، ويتضمن لائحة مطالب منها إدماج المشروع في البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة التابع للطاقات الجديدة والمتجددة بالجزائر.

الجيل الثاني للجهاز

لم ينتظر عبد الحليم طويلاً، أمام مماطلة مديرية الطاقات الجديدة والمتجددة التابعة لوزارة الطاقة والمناجم، من أجل تبني المشروع وتعميمه على كامل المدن الجزائرية، وبدأ في تطوير جهازه، ليدخل مرحلة الجيل الثاني.

ومع حلول العام 2015 كان المخترع جاهزاً لإخضاع جهازه للتجربة بالتنسيق مع السلطات المحلية لولاية سكيكدة، شرق الجزائر، وهي العملية التي تمت بنجاح، وباقتصاد في الطاقة الكهربائية تم تقديره من قبل المؤسسة الوطنية للاعتماد والمراقبة التقنية بالجزائر بنسبة 90%، ليحصل على شهادة مطابقة جديدة للجهاز من نفس المؤسسة.

ما زال عبد الحليم سوقي الذي كرس سنوات طويلة من عمره في البحث العلمي من أجل تطوير جهازه، ينتظر ما ستقوم به السلطات الجزائرية للاستفادة من منتوجه الإلكتروني، قبل التوجه للخارج وعرض اختراعه على شركات أجنبية.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
huffpostarabi
زر الذهاب إلى الأعلى