سارة طالبة حصلت على أفضل تربص في العالم

سارة فيسير، 23 سنة، طالبة ماستر تخصص الإتصال السمعي البصري، كانت تبحث عن مكان لإجراء تربص أو تدريب التخرج. فحصلت على أفضل تربص في العالم بأكمله. على مدار 6 أشهر قامت بجولة حول العالم دون أن تصرف قرشا واحدا.

زارت الطالبة عدة دول، آخرها السويد ليصبح ضمن قائمة طويلة من الوجهات التي سافرت إليها سارة مثل: كاليفورنيا، جزر الكناري، أوروبا وغيرها. زيارة كل هذه الدول بدت وكأنها في عطلة، ولكن سارة كانت في تربص من أجل التخرج.

لم تحصل الطالبة على تربص عادي ولكن حصلت على أفضل تربص في العالم وعلى خلاف التربصات المعروفة أين يعمل الطلاب في المكاتب ولساعات ثابتة، تعمل سارة من مقعد الطائرة أو على الشاطئ في مكان ما من العالم. وهي تحمل جهاز كمبيوتر والعديد من الكاميرات.

تربص غير مألوف

حصول سارة على التربص جاء صدفة، ففي أكتوبر 2016، كانت تبحث عن تربص التخرج ونيل شهادة الماستر في إدارة الأعمال والإتصال السمعي البصري في جامعة Valenciennes.

خلال تصفحها الأنترنت وجدت بالصدفة عرضا مغريا ومختلفا، أطلقه برونو مالتور، صاحب مدونة “رحلتك حول العالم”.

يعرض المدون المشهور على طالب مرافقته  في رحلاته لمدة ستة أشهر. ويشترط المدون برونو في الطالب المتربص أن يضيف “نظرة جديدة ونقدية ولمسة منعشة” للعمل الذي يقوم بتحضيره حول الرقمية.

لم يكن هدف سارة الأساسي السفر، فهذه الشابة المتخصصة في  وسائل الإعلام الرقمية والسمعية والبصرية تسعى قبل كل شيء إلى الاحتراف في تصوير وتحرير أشرطة الفيديو. وكان عرض التربص يتماشى مع تطلعاتها، فسجلت به.

رحلة أم أفضل تربص

لم يشترط المدون برونو في المترشحين للحصول على التربص إرسال سيرة ذاتية. ولكنه كان يبحث فيهم عن الأصالة والإبداع.

تقول سارة في حوار مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية: “في نفس اليوم الذي نشرت فيه الفيديو الخاص بي على يوتوب، اتصل بي برونو للحصول على  المزيد من المعلومات”. في حين يقول المدون: “الفيديو كان جادا ومهنيا وفيه روح دعابة”.

في نهاية نوفمبر،  فازت سارة بأفضل تربص في العالم. تم اختيارها من بين ألف مترشح وخمس متأهلين للتصفيات النهائية. كان رفاقها يمازحونها: “آه، أنت ذاهبة في عطلة؟!” أما الأساتذة فكانوا مندهشين ولكنهم وقعوا على اتفاقية التربص غير المألوف.

في منتصف شهر فيفري 2017، بدأت الجولة العالمية التي تعتبر بمثابة قفزة في المجهول لهذه الطالبة التي مازالت غير معتادة على السفر. تقول سارة: “بدأت بالسفر في عام 2015، عندما بقيت سنة واحدة من ايراسموس في النمسا. اقتصر سفري على أوروبا”.

 

تحديات حول العالم 

فارق التوقيت، والمشي لمسافات لا نهاية لها. الاستيقاظ مع شروق الشمس على الخامسة صباحا والنوم في منتصف الليل، كلها تحديات  لم تقض على حماس الطالبة.

تعبر بمزاح: “كان أصعب شيء هو التكيف مع المدون برونو، إنه بطارية  كهربائية حقيقية!”. الابتعاد عن الأقارب أيضا لم يقلق الفتاة التي ترجع أصولها إلى خليج  أركاشون بجيروند في فرنسا.

اكتشفت سارة الحياة اليومية للمدون وتعلمت القدرة على “العمل في أي مكان وفي أي وقت”. إنها تتجول وتنجز أفلاما قصيرة مدتها بضع دقائق تقدم وتعرض وجهة معينة، وتقوم بنشرها على اليوتوب.

وهي مكلفة أيضا بإدارة الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك صفحة الفيسبوك وحساب إنستغرام لـ “أفضل تربص في العالم”. 

بالإضافة إلى أساسيات إدارة المجتمع، تعلمت سارة العديد من الأمور الأخرى وتقول عن هذا: “اكتشفت خصوصيات التركيب في الويب. وأنا التي كنت متخصصة أكثر في التلفزيون والسينما. كنت مطالبة بتكييف المحتوى مع كل شبكة اجتماعية. تعلمت أيضا أن أعمل بشكل أسرع”.

نهاية تربص وبداية مغامرة أخرى

بعد نهاية التربص، تقول الطالبة أنها ستستمر في إعداد الفيديوهات لأنه شغفها. وعن ذكرياتها خلال الرحلة تقول: “لا أستطيع تسمية وجهتي المفضلة، لأن كل رحلة لها سحرها”، لكنها تحتفظ بذكريات خاصة من كاليفورنيا “إنها مميزة بحدائقها الوطنية الضخمة، وطبيعتها البرية ومدنها المختلفة تماما مثل لوس انجلوس وسان فرانسيسكو”.

تروي ذكرى أخرى مميزة: “قمت بتصوير أسماك القرش في بولينيزي الفرنسية. كانت غير مؤذية ولكن كنت متوترة أن أراها تمر على بعد  بضعة أمتار مني!”. كانت السويد المحطة الأخيرة في رحلة سارة حول العالم والتي دامت 6 أشهر كاملة، ومع نهاية التربص كان عليها انجاز مذكرة التخرج، وتؤكد بأنها ستستمر في إعداد الفيديوهات.

ترجمة بتصرف من قبل سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
المصدر الأصلي
زر الذهاب إلى الأعلى