زوجان يقيمان كل شهر في مدينة جديدة…تعرف على مغامرتهما

12 شهرا… 12 مدينة مختلفة، إنه المشروع الذي قررت أن تخوضه الشابة السويسرية سيرينا سيليا هورليمان وزوجها الألماني سيمون أمان، تحت شعار “لا شيئ مستحيل”. إلتقى الزوجان أول مرة في جامعة العلوم التطبيقية ولم يفترقا منذ ذلك اليوم. عند تخرجها من الجامعة اشتغلت سيرينا بشكل حر في مجال الاتصال البصري في ميدان المناجمنت والعلاقات العامة لعلامات تجارية، فيما التحق زوجها سيمون للعمل في مؤسسة في مجال التصميم الالكتروني أو ما يعرف بالغرافيكس كمطور للبرمجيات.

شعر الزوجان بحاجتهما للانطلاق وأدركا بأنهما يكرهان الروتين ويشعران بأن تلك القيود التي تفرضها الحياة اليومية كأنها سجن يحد من رغباتهما في التغيير. تقول سيرينا في حديثها لمجلة “Elle België”، النسحة البلجيكية من مجلة “هي” الشهيرة، بأن عملها في ميدان العلاقات العامة جعلها تحب أن تكون محاطة بالناس وتتبادل معهم التجارب والخبرات. ولأن طبيعة عملها تتركها حرة جاءتها الرغبة في التغيير في نمط الحياة. وتضيف في السياق ذاته “أنا غير مرتبطة بمكان عمل معين، وهذا ما ساعدني وجعلني أشعر برغبة جامحة في توسيع عالمي”. وتقول سيرينا أنها عرضت فكرة على زوجها: “ماذا لو ذهبنا للعيش في مدينة أخرى لشهر أو لسنة كامل؟”.

فكرة مجنونة تتحول إلى واقع

هكذا جاءت فكرة المشروع، وتضيف سيرينا: “في المنطلق كنا أنا و زوجي كلما فكرنا في ذلك تترائى لنا الفكرة قابلة للتجسيد، فقد كنا نملك زمام أمورنا وحياتنا، فقمنا بوضع لائحة للمدن القابلة للعيش، والبحث عن منزل للاقامة”.

من هنا أصبح مشروعهما “fourweeksgood” يتجسد، لم تواجه سيرينا الكثير من المشاكل لكون طبيعة عملها الحرة، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لزوجها، حيث لم يكن سهلا عليه ترك كل شيئ والانطلاق في رحلة حول العالم، كما كان من الصعب عليه اتخاذ قرار ترك وظيفته وتوديع زملائه في العمل، ومع ذلك قرر في النهاية ترك منصبه. يقول سيمون في تصريحه لنفس المجلة: “عندما أقدمت على تلك الخطوة شعرت بأنني تحررت كليا”.

 بداية المغامرة

اختار الزوجان ثلاث مدن، وهي مدينة “أوكلاند”، مدينة “ميلبورن” ومدينة “طوكيو”. بدأت المغامرة ولم يعرفا ماذا كان ينتظرهما مستقبلا، فكل ما أراداه هو التعود على النمط المعيشي دون السعي للغوص في المستقبل. “نحن كنا نريد العيش يوما بيوم مع الحفاظ على سحر المفجآت، وسفرنا سطرت احداثياته منذ البداية”.

بعد ذلك كان الزوجان يرغبان في الذهاب إلى أبعد مكان، وكانت البداية بـ”يزيلندا الجديدة” لخلق نوع من المسافة البسيكولوجية، ولكن هل حقا تكفي أربع أسابيع للتعرف على مدينة؟ تجيب سيرينا بأنه يعد وقتا كافيا: “يكفينا فقط التعرف على نمط عيش أهل المدينة وتكوين صورة عنها والتعرف على الإيقاع الذي يعيش عليه سكانها للتأقلم وأخذ فكرة عن المكان ومن ثم التفكير في المغادرة للبحث عن وجهة جديدة للاستقرار بها مجددا”.

المغامرات للتحرر من العالم المادي

في البداية كان الزوجان يركزان على أخذ أمتعة خفيفة تتمثل في حقيبتين. “نضع في الحقيبتين ملابسنا وأغراضنا الشخصية للتحرر من سلطة التملك والتحرر من العالم المادي تحررا كاملا، فلا سيارة ولا منزل ولا مصاريف إضافية، بالاضافة إلى كوننا نعمل بالموازاة مع سفرنا في كل مرة. أصعب شهر كان ذلك الذي عشناه في طوكيو بسبب الاختلاف الثقافي وحاجز اللغة، فهناك عشنا صواعد ونوازل، فكل شيئ يدعوا للذهول وربما الجنون، في هذا البلد حتى تلك الأشياء البسيطة كالعثور على الطريق المؤدي إلى منزلك أو طلب الأكل من أحد المطاعم صعبة”.

رغم ذلك واصل الزوجان مغامرتهما، فبعد أن أقاما لشهر في “أوكلاند” و”ميلبورن” و”طوكيو”، بالإضافة إلى “فانكوفر”، و”برلين” و”بودابيست”، ومدينة “امستردام”، “كوبنهاجن” و”آنفرس”، هاهو الثنائي يعيش شهره العاشر بمدينة “ستوكهولم”، فبعد أن تغير نمط حياتهما ونظرتهما للحياة قررا بأنهما لن يعودا إلى الوراء ومواصلة نمط معيشي يقلب حياتهما. تقول سيرينا: “نحن نتآزر ونتقاسم شكوكنا ومخاوفنا ولكن هذه المغامرة كانت أجمل لحظة في حياتهما”. وتضيف بأنها تؤمن وزوجها أن الحياة فرصة وأن ما سيسطره القدر سيحدث، مؤكدة: “لهذا لن نعود إلى الوراء”.

ترجمة بتصرف: سارة جقريف

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
SO soir
زر الذهاب إلى الأعلى