جزائرية من بلدة صغيرة تغلبت على فقدان الثقة لتصبح مؤلفة روايات الفنتازيا

جميلة مراني روائية جزائرية  وأستاذة لغة عربية من مدينة غليزان، كبرت في أسرة بسيطة، مرت بمرحلة فقدان الثقة بالنفس، واستغرقت وقتا لتخرج أعمالها وكتاباتها الخيالية إلى النور لتكون أول كاتبة فالعائلة. أصدرت روايتين، الأولى بعنوان “تاج الخطيئة” والثانية تحت عنوان “تفاح الجن” وكسبت شريحة واسعة من القراء. في هذا الحوار تعرف على قصة جميلة الملهمة.

عيدك مبارك أستاذة جميلة، لو تعودين بنا إلى طفولتك في العيد ماذا تقولين؟

صح عيدكم، أعتقد أن العيد هو بهجة كل طفل، الملابس الجديدة والحلويات ومعاملة الأميرات هو شيء ساحر يبقى في ذاكرتنا وإن بلغنا من العمر عتيا، لذلك العيد بالنسبة لي هو بهجة الأطفال، إن غابوا غابت بهجت.

لو تحدثينا باختصار عن جميلة الإنسانة قبل الروائية ليتعرفك عليك القراء أكثر.

جميلة مجرد فتاة بسيطة من عائلة متواضعة من غليزان، بلدة صغيرة على الجانب الغربي من أرضنا الحبيبة، كانت متفوقة في دراستها الابتدائية، لكن شيئاً ما أصابها عندما تدرجت إلى مستوى المتوسط والثانوي، على الأرجح أن هذا الشيء هو الرياضيات المادية عديمة الرحمة، لذلك كنت متوسطة المستوى آنذاك، أنهيت دراستي الجامعية بغليزان، وعملت كأستاذة للغة العربية في مؤسسات ثانوية مختلفة.

لو نعود إلى عالم الكتابة والرواية هل تذكر جميلة  أول مرة كتبت فيها  نصا أدبيا؟

لا أتذكر تحديدا أول نص كتبته، لكن أول محاولة لكتابة قصة كانت في سن الثامنة عشر بعنوان شيطان في بيتنا، وهي رواية فانتازية، لكنني لم أنهها نظرا لانعدام الثقة الذي لازمتني لفترة طويلة من حياتي.

طيب هل تفكرين مستقبلا في  إعادة صياغتها ونشرها أم أنك تفضلين أن تبقى مجرد تجربة؟

لا أعلم، في الحقيقة هنالك دائما حكايات وقصص تولد داخلي بدون تدخل مني، لذلك فالعودة إلى شيء كتبته قديما يبدو أمرا غير وارد بالنسبة لي، على الأقل حتى أنهي هذه القصص.

نشهد اليوم ميلاد الكثير من الأقلام الشبابية الموهوبة منها من تلقى الدعم ومنها من تهمش، ماذا عنك هل تلقيت دعما في بداية مشوارك؟

الكتابة ليست شيئاً عاديا في عائلتي ومحيطي، كان قراري مفاجئا لعائلتي وغريبا، لكنني لم أتلق أي اعتراض منهم، وساعدتني أختاي في استعادة ثقتي بنفسي، بالنسبة للمسؤولين أو القائمين على الثقافة فأنا لم أعول على أحد منهم، لذلك لم يخب ظني بهم، أشكر كل رؤساء دور النشر الذين تعاملت معهم لأنهم أتاحوا لي فرصة مشاطرة أفكاري مع مجموعة من القراء الشغوفين بالتاريخ والفانتازيا.

اهتم العديد من الطلاب بدراسة روايتك “تاج الخطيئة” ما الذي يمثله لك هذا الأمر خاصة وأنك بصدد كتابة روايتك الجديدة؟

هذه هي الجائزة الحقيقية التي ينتظرها أي كاتب، أن يؤمن بك الشباب و يتطلعون إلى ما تكتب ويؤمنون به ثم يتدارسونه، ليس بإمكاني أن أطلب أكثر من هذا، أشكر كل الطلاب وأتمنى لهم كل التوفيق في دراساتهم بإذن الله.

لماذا لا تحبذين الظهور الإعلامي عبر التلفزيون؟

لا أعلم بالضبط ولكني متحفظة على الظهور التلفزيوني، ربما لأني أفكر مثل الجيل القديم الذي يرى التلفاز شيئا عظيما واستثنائيا، أراني وأعمالي أصغر بكثير من أظهر على هذا الجهاز العجيب حاليا، ربما مستقبلا.

ترى إلى أي مدى تشعرين بالرضا عن أعمالك حتى الآن؟

الغريب أنني راضية عن العملين على ما فيهما من أخطاء، وأحب أنني قادرة على التقدم دائما.

متى سترى روايتك الجديدة النور؟

سؤال محرج لكاتبة كسولة مثلي، لقد أنهيت الفصل الثاني من الرواية، هذه أول مرة أكتب فيها الفانتازيا، هو عالم خيالي بالكامل، لذلك أتقدم ببطء، أريده عملا يرقى إلى مصاف الفانتازيا العربية والعالمية بإذن الله، وبما أن الرواية كانت بوحي من الفنان القدير “ايدير” في أغنية “السندو” فأريدها أن تكون شيئاً ساحرا كأغنيته الرائعة بإذن الله.

معروف عنك تأثرك بالحضارة الكورية فهل ستكتبين عنها.

أنا متأثرة بهذه الحضارة، وسرعة انتشار ثقافتهم في العالم وتعلمت منهم 3 أشياء: الإيجابية، الإتقان قدر المستطاع والتواضع، وهي أشياء أضافت الكثير من النجاحات لحياتي، كما أنها علمتني الافتخار بموروثنا الثقافي.

هل ستتعاملين مجددا مع واحد من دور النشر التي تعالت معها من قبل؟

لم أقرر بعد، لكن سأختار أفضل فرصة فهذه ثالث رواية ويجب أن تكون أكثر انتشارا، خاصة أنني  لم أصل إلى أهدافي في الكتابة بعد، المهم الآن أنا أسير في الطريق الصحيح، وسعيدة لأني كسبت شريحة من القراء الشباب.

نشكرك على صراحتك وحوارك، ماذا تقولين في الختام لمتابعينا؟

كل الشكر لك على هذه المقابلة الجميلة، وكل الشكر لكل القراء والمتابعين الذين دعموني، أعدهم بأنني لن أخيب ظنهم، وأن الرواية المقبلة ستكون رحلة فانتازيا ممتعة.

حاورتها: سمية باشا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى