جزائرية تعلمت فن طي الورق في اليابان فأدخلته إلى الجزائر

عندما سافرت الشابة الجزائرية يسرا بلعباس إلى اليابان لم يكن عمرها يتجاوز شهرين. قضت طفولتها مع والديها في بلد العجائب. تعلمت وهي طفلة في الروضة فن طي الورق مع اليابانيين.

يعرف هذا الفن هناك باسم “الاوريجامي” الذي يمارسه الجميع. يقوم به الأطفال في ألعابهم كوسيلة ترفيه ويقوم به البالغون لكسر الروتين. في حين يمارسه كبار السن لتنشيط الذاكرة.

طي الورق للمرضى والشيوخ

عادت يسرا إلى الجزائر وهي تبلغ اليوم 28 سنة وتعمل في بنك بعدما درست إدارة الأعمال. وقررت الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة بوهران من أجل نقل شغفها بفن “الأوريغامي” والتعرف على ردود فعل الجزائريين.

وتعمل الشابة في ورشتها بوهران من أجل نقل هذا الفن إلى الجمهور الجزائري سواء كانوا أطفالًا أو كبارًا. وخاصة المرضى والتنقل عبر ولايات الوطن لتعليمه في المدارس والمستشفيات وغيرها باعتباره وسيلة مثالية للترفيه ولتنشيط الذاكرة.

نجحت الشابة في لفت انتباه الجمهور إلى هذا الفن وهو ما شجعها على تحسين مستوى إبداعها وتطويره. في عام 2013، أشرفت على ورشة عمل  حول الأوريجامي، في إطار أيام “المانجا” التي ينظمها كل سنة  المعهد الثقافي الفرنسي بمدينة وهران. وكان رد فعل الناس إيجابيًا.

فساتين من الورق

تجيد يسرا التعبير عن نفسها باستخدام الورق، الذي يعتبر المادة الرئيسية والأولية لإبداعها الفني. من يلاحظ إبداعاتها من الصعب ألا يعترف بأنها فنانة تتقن وتجيد بشكل مدهش “الأوريجامي”. شاركت الفنانة في أيام الموضة التي ينظمها المعهد الثقافي الفرنسي بأعمال أصلية تتمثل في “فساتين مصنوعة من الورق” وكسبت التحدي كون النماذج التي قدمتها كانت مصنوعة بعناية كبيرة.

تقول  يسرا: “كل شيء مرتبط بتخيل نموذج، ثم رسمه، وبدلًا من اختيار الأقمشة نختار الورق الذي نقوم بتقطيعه وطيه” ومن أجل الحصول على نتيجة جيدة فإن الأمر يتطلب أصابع رشيقة والكثير من الصبر. وترى الفنانة أن عملية استرجاع الورق واستخدامه كقماش تساهم في حماية البيئة من جهة وفي تقديم فن طي الورق من جهة أخرى. وتستخدم يسرا في هذا الفن جميع أنواع الأوراق سواء كان ورق الصحف، وورق المجلات والدفاتر، وورق التنظيف وغيرها.

ورشة في وهران

صنعت الشابة فساتينها الورقية في ورشة عمل بعنوان “الأوريجامي: فساتين أعيد تدويرها”، على مستوى معهد ثربانتس Cervantès في وهران، غرب الجزائر. وتدعو إلى تعلم هذا الفن كوسيلة للترفيه لأنه بسيط يمكن تدريسه لجميع الأعمار، كما أنه فرصة مثالية للترفيه خاصة لكبار السن والمرضى لأنه لا يتطلب جهدًا كبيرًا ويساعد على تنشيط الذاكرة.

المصدر: ترجمة بتصرف عن هافنغتون بوست

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى