جزائرية تحدت الإعاقة وفتحت مصنعا لأغذية الأغنام

رغم أنف الظروف والإعاقة الحركية التي ولدت بها، تمكنت نادية مداني، ابنة مدينة قسنطينة من الولوج لعالم الفلاحة والتخصص في البيطرة وتربية الدواجن، بالإضافة إلى تغذية الأنعام حتى أضحت اليوم سيّدة أعمال  ناجحة ومعروفة بشهادة زبائنها.

بعد ولادتها باعاقة حركية، سافرت نادية إلى فرنسا للعلاج والخضوع لإعادة التأهيل حتى أصبح عمرها 13 سنة، ورغم أنها كانت تملك كل الفرص والحظوظ للظفر بإقامة دائمة إلا أنها قررت سنة 1987 العودة إلى أرض الوطن.

دراسة البيطرة في قسنطينة

تلقت نادية تعليمها في الجزائر، ودرست تخصص علوم البيطرة في جامعة قسنطينة، ت قولالسيّدة نادية في الحديث: “بالجامعة تعرفت على زوجي الذي كان دائما  سندا قويا لي، وبعد زواجنا انتقل للعمل بولاية الشلف وبالضبط بلدية عين  مران. في البداية لم أعجب بالأوضاع خاصة لما تنتقل من مدينة كبيرة إلى بلدية صغيرة وفي سنوات التسعينيات”.

خاضت في بادئ الأمر تجربة التعليم بالمذبح البلدي وكذا مع زوجها البيطري أين واجهت بعض الفلاحين  الذين يرفضون فكرة أن تقوم امرأة بتلقيح ومعاينة حيواناتهم، نظرة لم تزدها إلا  إصرارا على تغييرها وكسب ثقة هذه الشريحة أي الفلاحين لتبدأ من هنا مسيرة  النجاح.

فتح المصنع كان حلمها

تقول: “ارادتي للنجاح وحبي للمهنة جعلني أجاري الأمور وأسعى لتغيير ذهنية أن المرأة  غير قادرة على العمل في المجال الفلاحي. لم أكن أتقن اللغة العربية فتعلمت اللهجة المحلية وطورت لغتي واستطعت التواصل مع الجميع” وأما الإعاقة فتقول ذات المتحدّثة أنها لم تفكر أبدا أنها ستحول بينها وبين تحقيق حلمها في فتح مصنع لإنتاج أغذية الأنعام.

وعن حلم انشاء مصنع لأغذية الأنعام تقول السيّدة مداني أنها جالت في  مختلف المستثمرات الفلاحية من خلال عملها كبيطرية كما كانت لها تجربة في تربية الدواجن لتأتيها فكرة انتاج الغذاء حيث كانت بداياتها بالطرق التقليدية  وحسب احتياجاتها لتطمح فيما بعد للتسويق على المستوى المحلي وتجسيد مشروعها  الخاص.

انتاج أغذية الأغنام والدواجن

لم يكن عام 2013 عاديا في حياة السيّدة مداني التي استطاعت بفضل إرادتها وكذا مرافقة الفرع المحلي للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة من تحقيق حلمها  وتجسيد مشروعها المتمثل في مصنع لإنتاج أغذية الأنعام والدواجن حيث أعربت عن ارتياحها لتطور نشاطها وترقيته مشيرة إلى نجاح المشروع و”لما لا توسعته  مستقبلا”.

وفيما يخص فكرة التقدم إلى الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة كشفت ذات  المتحدثة أنها كانت تتخوف في بادئ الأمر من رفض ملفها بحكم أنها معاقة حركيا  وكذا في ظل الأفكار السلبية التي كانت تُتداول عن بيروقراطية الادارة، لكن  وقوف عائلتها جنبها ساهم في تحقيق مشروعها ودخوله حيز الخدمة في ماي 2013 ويساهم اليوم في تمويل السوق المحلية فكانت بذلك إحدى العينات التي أثبتت جدارتها واستحقاقها لدعم  الدولة. ويعتبر مشروع السيّدة مداني من أهم  المشاريع التي تعنى بالقطاع الفلاحي وبالضبط أغذية الأنعام بالمنطقة.

أقنعت الفلاحين وجذبت الزبائن

الارادة، العزيمة والاصرار هي مبادئ تشبعت بها السيّدة مداني للتغلب على  إعاقتها الطبيعية حتى كانت مسيّرة ناجحة تحظى باحترام موظفيها وكذا زبائنها  الذين اعترفوا بكفاءتها في التسيير والتسويق لتصنع لنفسها اسما بمجال تلتقي  فيه ذهنيات ومستويات مختلفة.

السيّدة  نادية مداني التي تمكّنت من التغلب على إعاقتها واقناع الفلاحين  بقدرتها على العمل في قطاعات البيطرة وتربية الدواجن وأغذية الأنعام هي أيضا ربّة بيت ناجحة بشهادة زوجها وأبنائها الثلاثة الذين يفتخرون بوالدتهم التي  شقت طريقها للنجاح عبر عديد المحطات من وراء البحار إلى شرق الجزائر ثم غربها، داعية الشباب إلى استغلال الفرص المتاحة في البلاد والابتعاد عن ظاهرة الحرقة التي جنت أرواحهم وأحزنت عائلاتهم.

وعن مكانة المرأة في المجتمع الجزائري اليوم ترى السيّدة مداني أن المكتسبات  المحققة في هذا المجال كفيلة بتجسيد مشاريعها وطموحها “يكفي فقط تحلّيها  بالإصرار والعزيمة” على بلوغ الأهداف المرجوة.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
و.أ.ج
زر الذهاب إلى الأعلى