أخر الأخبار

جزائريان يطوران مشروعا مبتكرا ويفوزان بالجائزة الذهبية في الشرق الأوسط

حصد المبتكران الجزائريان عبد الرحيم بورويس وسيليا خشني الميدالية الذهبية في المعرض الدولي بالشرق الأوسط الذي نظمه النادي العلمي الكويتي شهر فيفري 2020. وبلغت قيمة الجائزة 15 ألف دولار.

ويتمثل مشروع المبتكرين في “نظام رصد الطائرات بدون طيار والتشويش عليها”، بعد قيامهما بتطويره ليظهر بشكل جديد، علما أن الشابة الجزائرية سيليا كانت قد شاركت بهذا المشروع في برنامج نجوم العلوم لسنة 2018 وحصلت به على المرتبة الثالثة، قبل أن تقوم بتطويره مجددا رفقة عبد الرحيم بورويس.

جائزة أمير الكويت للمعرض الدولي للإختراعات في الشرق الأوسط في طبعته الـ 12
جائزة أمير الكويت للمعرض الدولي للإختراعات في الشرق الأوسط في طبعته الـ 12

 

مشروع متميز

بدأت فكرة المشروع بعدما عرفت سيليا أن ظهور الطائرات التجارية بدون طيار يعني خطر فقدان الأسر لخصوصيتها في منازلها.

ولمواجهة هذا الخطر، اخترعت جهازHome Privacy Drone Blocker ، وهو جهاز يقوم باكتشاف شبكة الواي فاي التجارية أو الطائرات بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو فيُشوش على إشارات التحكم عن بعد ويحظر أي عملية إرسال فيديو مباشرة.

مع جهاز سيليا، يمكن لهواة الطائرات بدون طيار الاستمتاع باستخدام أجهزتهم بينما يمكن للأهل أن يطمئنوا إلى أن خصوصيتهم محمية.

تطوير الإبتكار

سيليا لا تزال تكرس وقتها لتقديم منتجها إلى السوق التجارية. أخذت الانتقادات العلمية البناءة للجنة تحكيم نجوم العلوم ودمجتها بأفكارها لإيجاد الحد الأدنى من منتج فعال يمكن استخدامه من قبل الناس في أقرب وقت، تزامنًا مع جمع أراء وردود فعل المستخدمين يساعدها على تطوير المنتج في المستقبل.

وتقول سيليا إن المنتج ” ليس في نسخته النهائية، لكنها نسخة أكثر ذكاءًـ وشخصيًا لم أتخل عن حلم رؤيته يعمل”.

بعد البرنامج، عادت سيليا إلى الجزائر واستأنفت عملها كمنسقة للبحث والتطوير في شركة الاتصالات الجزائريةAlgérie Télécom. جنبًا إلى جنب مع زميلها عبد الرحيم بورويس خريج البرنامج والفائز بالمركز الثاني في الموسم الثامن، تعمل سيليا على منتج مبتكر جديد لحماية نظام الاتصالات.

تتوزع إقامتها بين الجزائر وماليزيا حيث تتلقى أيضًا تدريبًا في مجالي التفكير التصميمي ونموذج الأعمال Caneva.

بفضل ثقتها المكتسبة حديثًا، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لتصبح رئيسًا للقسم الذي تعمل فيه، مما يساعدها على توجيه الأبحاث في التقنيات التي يمكن أن تشكل كيفية تواصل الناس في المنطقة! تتصرف كمدير عمل لديه خبرة طويلة، وتعمل مع فريقها على ابتكار حلول مبتكرة واتمام ملفات براءة الاختراع لشركتها، مستخدمةً في عملها اليومي الاسلوب المكتسب من رحلتها في نجوم العلوم. كما تمهد في نجاحها الطريق للنساء في المجال العلمي.

زميل ومرشد

خبرتها في البرنامج علمتها قيمة الإيمان بنفسها وبأفكارها خلال الأوقات الصعبة. ويعود فضل تعليمها هذه القيمة إلى مرشدها، عبد الرحيم بورويس، الفائز بجائزة المركز الثاني في الموسم الثامن. تتذكر سيليا أنه سألها في اليوم الأول الذي التقيا فيه عن هدفها في الحياة. في تلك اللحظة، لم يكن لديها أي إجابة. “أخبرني عبد الرحيم أن أفكر في الأمر، وأن أكتبه، ولا أخبر أحداً بما كتبته. ثم أشار علي بفتح تلك الورقة في أحلك يوم من حياتي لأتذكر أن لدي هدفًا. وأكد لي أنني سوف أصل إلى هذا الموقف في يوم من الأيام! وبعد اختياري بين أفضل 9 في الموسم العاشر من نجوم العلوم ، كتبت أنني أريد أن أصل الى المرحلة النهائية! ”

مخترع مثابر

يذكر أن الشاب عبد الرحيم بورويس سبق وشارك في برنامج نجوم العلوم الشهير في طبعته الثامنة وفاز بالجائزة الثانية فيه بعد ابتكاره لقميص ذكي يساعد الأطفال الذين يعانون من التوحد.

أذهل عبد الرحيم لجنة التحكيم والجمهور باختراعه للقميص الذكي للمصابين بالتوحد (WonderKit)، والذي يهدف لمساعدة أهالي الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD).

وتعمل هذه الوسيلة، منخفضة التكلفة، على مراقبة الطفل الذي يعاني من نوبات ذعر وقلق، ويمكن للأهالي الحصول على بيانات القميص الذكي على أجهزتهم اللوحية أو هواتفهم الذكية.

شراكة لتطوير اختراعه

بعد برنامج نجوم العلوم، دخل عبد الرحيم في شراكة مع شركة ناشئة للمساعدة في تطوير تصميم وتكنولوجيا اختراعه، ونجح في الحصول على براءة اختراع. ويعمل عبد الرحيم حاليًا على النسخة الثالثة من اختراعه، والتي صُممت لتتكيف مع اضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى اضطرابات فرط النشاط الأخرى. وتعاون عبد الرحيم مع مختبر أبحاث جامعة بورنموث في المملكة المتحدة من أجل تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي وخوارزمية Wonderkit، ويُجري حاليًا محادثات مع مراكز توحّد عالمية معروفة في المملكة المتحدة وفرنسا، كما أنه اقترب من طرح باقته في السوق في ماليزيا. ويخطط رجل الأعمال الاجتماعي الآن لأن تكون منطقة الشرق الأوسط الوجهة المُقبلة لطرح منتجه.

فتح الفوز بالمركز الثاني من الموسم الثامن من برنامج نجوم العلوم العديد من الأبواب أمام عبد الرحيم، فبعد انتهاء البرنامج، عمل كمدير للأبحاث والتطوير في شركة “اتصالات الجزائر”، مشغّل الاتصالات المملوك للحكومة.

وخلال عمله في قسم الأبحاث والتطوير، مهدّ عبد الرحيم، الحامل لدرجة الدكتوراه في الاتصالات والهندسة الكهربائية، الطريق أمام الكثير من الشباب للدخول في عالم الابتكار وريادة الأعمال.

شركة ناشئة بين المخترعين

يعمل عبد الرحيم بين ماليزيا ودبي كمستشار في مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتعلقة بالابتكار في كلا البلدين، جنبًا إلى جنب مع زميلته وخريجة البرنامج سيليا خشني. تعاونت سيليا وعبد الرحيم وأسسوا شركة ناشئة خاصة بهما وهما يعملان بين ماليزيا والجزائر.

خلال الأشهر الثمانية الماضية، التقيا بالعديد من صناع القرار في الجزائر من أجل بيع إحدى خدماتهم المبتكرة ونجحا في الحصول على موافقة مبدئية لبيع الإبتكار.

قدم عبد الرحيم وفريقه طلبين في حاضنتين مختلفتين من أجل الحصول على الدعم والأموال وما زالوا ينتظرون الرد.

في عام 2017، حصل عبد الرحيم على منحة من شركة البترول البريطانية “بريتيش بتروليوم”، وشارك في القمة العالمية للشباب One Young World Summit، ويجمع المؤتمر السنوي ألمع القادة الشباب في العالم بالقيادات الدولية لمناقشة ومشاركة الحلول المبتكرة لبعض القضايا الملحّة بعالمنا.

مشاريع وابتكارات في ماليزيا

بقي عبد الرحيم مخلصًا لاختراعه في برنامج نجوم العلوم، فحمل WonderKit معه إلى وادي السيلكون لدولة ماليزيا المُسمى بسايبر جايا برفقة شريكة العمل وخريجة البرنامج سيليا خشني.

ويقضي عبد الرحيم أيامه في هذا المركز التكنولوجي ليعمل على إنشاء مشاريع الأبحاث والتطوير في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث صنع 18 نموذجًا أوليًا من Wonderkit وهو لا يزال يعمل على المحتوى.

كما وقدم عبد الرحيم براءتان اختراع جديدة في الجزائر تتعلق بمنتجات الابتكارات الجديدة في ITSوIOT.

طموح بلا حدود

لدى عبد الرحيم أهداف طموحة ويعمل من أجل تحقيق نجاح كبير في المستقبل، ويقول في ذلك معلقاً: “إمكانيات عالم التقنيات المساعدة التكيفية لا حدود له. وقد اتخذت قراري بتكريس حياتي لتوفير حلول تسهّل حياة البشر، لا سيما منهم ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السّن والأطفال”.

ويشير عبد الرحيم إلى أن لبرنامج نجوم العلوم الفضل في الكثير من نجاحاته، فيقول:” نجوم العلوم أكاديمية فتحت أمامي العديد من الأبواب، وأشعر بالرهبة والسعادة مما حققته في مشواري حتى الآن وما أنا عليه اليوم وما يخبئه المستقبل لي من مفاجآت”.

 

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى