أستاذ جزائري حصدت روايته التي تشيد بالإسلام الصوفي جوائز دولية

إنجاز مهم حققته الرواية الجزائرية، مع بداية السنة الجديدة، هكذا تم اختيار روايتين ضمن القائمة الطويلة لجائزة القلم للترجمة لعام 2021. والتي تمنح لأفضل عمل مترجم إلى اللغة الإنجليزية، لكتاب نُشر في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020.

رواية عيون منصور باللغة الانجليزية

ويتعلق الأمر بكل من رواية “ثرواتنا” لكوثر عظيمي، ورواية “عيون منصور” لرياض جيرو التي تشيد بالإسلام الصوفي وقد صدرتا باللغة الفرنسية عن دار البرزخ بالجزائر. تكمن أهمية الانجاز في تمكّن الروايتين من الوصول إلى هذه المرحلة، أمام منافسة شديدة من أعمال كثيرة مترجمة قادمة من كل بلدان العالم تقريبا.

قرأت رواية “عيون منصور”«Mansour’s Eyes» لرياض جيرو، وكتبت عنها غداة صدورها. وهي رواية متميزة في سردها عميقة في ثيمتها، سبق لها أن نالت جائزة آسيا جبار سنة 2018. ينتصر من خلالها رياض جيرو الروائي الجزائري الذي يشغل أستاذا للرياضيات في جامعة الجزائر، الإسلام الصوفي الذي تبناه وجسده الأمير عبد القادر من خلال كتاباته ومواقفه.

وذلك في مواجهة المذهب الوهابي المتشدد. رواية تشيد برموز الصوفية في الثقافة العربية الإسلامية مثل: عمر الخيام وابن عربي ورابعة العدوية. تسترجع التاريخ، وتسقطه على الحاضر، مانحة النص أفقا سياسيا وفكريا.

جائزة الاستكشاف الأدبية في فرنسا

فاز الروائي الجزائري رياض جيرو، كذلك، بجائزة الاكتشاف الأدبي في فرنسا لسنة 2019 ، عن روايته “عيون منصور” Les Yeux de Mansour. هكذا يبدو رياض جيرو، الكاتب الجزائري الوحيد الذي أنقذ الأدب الجزائري والمغاربي الناطق بالفرنسية، من خيبة الخروج دون جائزة أدبية هذه السنة.

الرواية تدور أحداثها في السعودية، على لسان صديقين قدما من سوريا للعمل في الرياض. أحدهما اسمه منصور، يبدو ناجحا في أعماله هناك. يتجلى ذلك من خلال سيارته الفارهة وهو يقودها وسط المباني العصرية الشاهقة لمدينة الرياض.

يُشار إلى منصور في الرواية على أنه أحد أحفاد الأمير عبد القادر، سرعان ما ينفذ فيه الحكم بقطع رأسه وسط ساحة عمومية مكتظة بحشد من المتفرجين. وهم يهتفون “قصّوه، قصّوه” Gassouh! gassouh! أي اقطعوا رأسه.

وهي اللازمة التي ستتكرر داخل المتن. وسيستخدمها الروائي مسوغا لإدانة التعصب الوهابي. والانتصار للإسلام الصوفي من خلال كتابات ومواقف الأمير عبد القادر، الذي سيخصص له مساحة واسعة في المتن، مسترجعا تاريخه الحافل بالمحبة والتسامح الديني.

الاشادة بالإسلام الصوفي

سيتذكر أيضا بعض أعلام الصوفية مثل الحلاج وعمر الخيام وابن عربي الذي ستدهشه أبياته الشهيرة والتي مطلعها: “لقد صار قلبي قابلا لكل صورة…” وهي الأبيات التي سيضعها في النص باللغة العربية ويترجمها باللغة الفرنسية.

الرواية سيفتتحها كذلك بأبيات لربيعة العدوية الشاعرة الصوفية الشهيرة. أوردها باللغة العربية وترجمها إلى الفرنسية يقول مطلعها: “الهي هدأت الأصوات وسكنت الحركات…”. كما سينهى روايته بأبيات شعرية صوفية ترجمها للفرنسية، كان قد كتبها الأمير في دمشق سنة 1883.

“عيون منصور” Les Yeux de Mansour، رواية عميقة بثيمتها وناجحة في استرجاعها الجميل للتاريخ. واسقاطه على الحاضر، مانحا النص زخما سياسيا وفكريا. رواية تستحق القراءة، وتستحق الترجمة إلى اللغة العربية.

الكاتب: بوداود عمير

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى