أخر الأخبار

الاقتصاد الأزرق ومهن البحار تثير اهتمام الشباب الجزائري

يعمل شباب جزائريون وطلاب من مختلف التخصصات في مناطق متفرقة من بلدهم على الترويج لمجال الاقتصاد الأزرق ومهن البحار . وكذلك التشجيع على الاهتمام بالرياضات المائية. في إطار النوادي العلمية والجمعيات غير الحكومية التي قاموا بتأسيسها.

وينشط هؤلاء الشباب في إطار شبكة واحدة ويجمعهم شغف واحد رغم وجودهم في مناطق متباعدة، وهو الترويج لمجال الاقتصاد الأزرق ومهن البحار . ويتطلعون من خلال أنديتهم إلى تنمية الاقتصاد الأزرق في الجزائر عبر حماية الثروة المائية وتوعية المجتمع بمخاطر انقراض الأسماك والتلوث البحري وبأهمية الاستثمار بمجال تربية المائيات وحماية التنوع البيولوجي في البحر.

يقول رئيس نادي الغوص الاستغواري والرياضات الجبلية لمدينة عين البيضاء (شرق الجزائر) أمير بركان في حديث مع الجزيرة نت، “أسسنا النادي في 2013 بصفتنا شبابا مهنيين ومختصين وطلابنا يحبون الغوص والاستغوار ويسعون إلى تنمية هذا المجال، ووصل عدد المنخرطين حتى الآن إلى ثلاثين عضوا، وهو عدد ضئيل بسبب صعوبة الغوص والاستغوار وما يتطلبانه من تدريب وتكوين طويلين”.

 النادي الرياضي الهاوي للغوص الاستغواري و الرياضيات الجبلية
النادي الرياضي الهاوي للغوص الاستغواري و الرياضيات الجبلية

ويستقطب أعضاء نادي هيبون للغوص في مدينة عنابة (شرق البلاد) منذ تأسيسه في سنة 2002 الشباب الشغوفين بهذا المجال، ويقول رئيس النادي كريم شيري في حديث مع الجزيرة نت، “اليوم أصبحنا أكثر من ثلاثمئة عضو في مختلف الشعب، أغلبهم طلاب جامعيون يدرسون تخصصات علوم البحار والصيد”.

من جهة أخرى، تنشط شبكة “بروبيوم PROBIOM” الجزائرية في حماية التنوع البيولوجي البحري بالتعاون مع أعضاء النوادي السالفة الذكر، وتقول الشابة خولة براجة (26 عاما) -عضو في نادي الغوص الاستغواري- للجزيرة نت “لاحظت خلال عملي في هذا المجال أن الجيل الجديد من الشباب الجزائري متضامن ومتعاون إلى أقصى حد”.

وحسب المتحدثة ذاتها، فإن هؤلاء الشباب من تخصصات علمية مختلفة مثل الطب والبيولوجيا واللغات وعلوم الحاسوب، وقالت “نحاول استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب والطلاب، لأن الجميع معني بحماية البيئة من التلوث وإدراك مخاطره على صحة الإنسان ومستقبله”.

تطوير الاقتصاد الأزرق ومهن البحر

وأطلق نادي هيبون للغوص خلال السنة الماضية برنامجا لتكوين الشباب الجزائري ممن تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة والعاطل عن العمل، في مجال المهن المرتبطة بالبحر وإدماجه في هذا المجال مجانا وذلك من أجل تعزيز فرص الشباب للعمل في مجال الاقتصاد الأزرق.

نادي هيبون للغوص
نادي هيبون للغوص

يقول كريم شيري في حديث للجزيرة نت، “على مدار 18 شهرا كاملة قمنا بتدريب 35 شابا -من بينهم إناث- على الغوص ثم على تقنيات التلحيم تحت الماء لنقوم بإدماجهم بعدها في الأشغال البحرية، والمستفيدون من البرنامج التحقوا خلال السنة الجارية للعمل في الموانئ، بينما فتح آخرون شركات ناشئة في مجال الخدمات البحرية”.

وأوضح أمير بركان أن هناك استثمارات كبيرة في مجال الإيكولوجيا البحرية وتربية المائيات والسياحة البحرية، واعتبر أن ما يحتاجه الشباب للنجاح في هذا المجال هو التكوين والدراسة والبحث واستغلال ورشات التشغيل.

ويحرص أعضاء النوادي على نقل خبراتهم للشاب الجزائري من خلال تنظيم دورات تكوينية (تأهيلية) وورشات مجانية في الغوص والسباحة والتجديف والألواح الشراعية وكذلك صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية باعتبارها محركات التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق في الجزائر.

إنتاج أفلام وثائقية

يوثق الشباب عملياتهم الميدانية بالتقاط الصور والفيديوهات تحت الماء للمشاركة في المعارض وتصوير أفلام وثائقية، حيث تمكنوا حتى الآن من إنتاج وعرض ثلاثة منها في عدة مهرجانات دولية ونجحوا في الفوز بعدة جوائز كان آخرها عرض فيلم “خطر البلاستيك المجهري” في 9 ديسمبر/أيلول الماضي وذلك بمناسبة اليوم العالمي ضد البلاستيك في البحر.

يصور الفيلم مجريات الحملة العلمية “اكسبدتيون ميد” ضد البلاستيك المجهري في السواحل الجزائرية، ويقول أمير بركان “نجحنا في أكتوبر 2018 في إدراج البلاستيك المجهري ضمن قائمة الملوثات البحرية بانتظار إطلاق مشروع دراستها في سنة 2020 على متن باخرة علمية”.

وأنتج نادي الغوص الاستغواري فيلما وثائقيا بعنوان “تويزة”، رفقة المخرج الفرنسي تيبو ديون وتم عرضه في مدينة قسنطينة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد مشاركته في مهرجان زغوان الدولي للفيلم الجبلي بتونس قبلها بشهر، ويوضح أمير بركان في هذا الصدد “نتطلع لإنتاج فيلم كل سنة لما للأفلام من أثر وبعد إعلامي وتعليمي”.

من جهته، أنتج نادي هيبون للغوص بمدينة عنابة سنة 2016 فيلم “ديار البحر” للمخرج حمزة منديل، ويعتبر أول فيلم وثائقي بحري بالجزائر. وفاز الفيلم بجائرة لجنة التحكيم بمهرجان “وجوه وصور البحر الأبيض المتوسط” بمدينة بانيلوس سورمير الفرنسية، واعتبرته لجنة التحكيم تعليميا وتربويا، كما فاز في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بالجائزة الثالثة في مهرجان مرسيليا للصورة البحرية.

ويقول كريم شيري إن الفيلم يصور العملية التي قام بها النادي عند إنشاء أول شعب اصطناعية في الجزائر لرصد تطور الحياة البحرية وإعادة إعمارها.

ورغم أن هذا النشاط محدود في الجزائر مع طول سواحلها، فإن أعضاء هذه النوادي يصرون على العمل معا من أجل الترويج لعلوم البحار والمهن المرتبطة بها في الجزائر وحماية الثروة المائية ونقل هذه الثقافة إلى المجتمع.

المصدر : الجزيرة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى