أخر الأخبار

الأهاليل الدينية في تيميمون صنفتها اليونيسكو تراثا عالميا

الأهاليل الدينية في تيميمون فن يؤدّى في الاحتفالات الجماعية هو نوع من الشعر والموسيقى الذي يشكّل شعار سكان قرية “زينيت” (Zenete) في “غورارا”. تشمل هذه المنطقة الواقعة في تيميمون جنوب شرق الجزائر حوالي مائة واحة يسكنها ما يزيد عن خمسين ألف مواطن. صنفته اليونيسكو في 2008 تراثا عالميا.

غالباً ما تؤدى الأهاليل الدينية في تيميمون باللغة البربرية في “غورارا” في الحفلات الدينية والحج، وكذلك في الاحتفالات العلمانية كحفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية.

تعكس تماسك المجتمع

ويتّصل الأهليل صلةً وثيقة بطريقة عيش سكان “زينيت” وبزراعة واحاتها، إذ يرمز إلى تماسك المجتمع الذي يعيش في بيئة قاسية، وينقل في آن معاً قيم سكان “زينيت” وتاريخهم بلغة مهدّدة بالزوال.

إنّ هذا النوع الذي تتمّ تأديته في آن معاً كشعر وغناء بتعدّد الأصوات وموسيقى ورقص يؤدّيه عازف ناي، ومغنّي، وكورس قد يبلغ عدد أعضائه المئة شخص. يقفون كتفاً إلى كتف في حلقة تُحيط بالمغني، متحرّكين ببطء حوله فيما يصفّقون بأيديهم.

أناشيد تنتهي فجرا

يتألّف أداء “الأهليل” من مجموعة من الأناشيد في تراتبية يقرّرها العازف أو المغنّي ويتّبع نمطاً قديماً. ويشمل القسم الأول المعروف باسم “lemserreh” الجميع ويتضمّن أناشيد قصيرة ومعروفة تُغنّى في وقت متأخر من الليل.

القسم الثاني معروف باسم “aougrout”، فيخصّ فقط المغنين المُخضرمين الذين يستمرّون في الغناء حتى بزوغ الفجر. وتنتهي الأغنية مع طلوع الفجر وتشمل فقط المغنّين الرفيعي المستوى.

تقليد مهدد بالزوال

تنعكس هذه التركيبة الثلاثية أيضاً على أداء الأغاني الذي يبدأ بمقدمة للعازف، يتبعها باختيار الكورس لبعض المقاطع، وينتهي بالغناء همساً ويصل إلى جُملة قوية متناغمة.

إنّ هذا التقليد مهدّد من جرّاء العدد المتضائل للمناسبات التي يُؤدّى فيها، ويتصل هذا التضاؤل بنُدرة الاحتفالات التقليدية، وبنزوح الشباب إلى المُدن، وبالأفضلية السائدة لسماع تسجيلات “الأهليل” المتوافرة بصورة كبيرة بدلاً من الاشتراك بحيوية في الأداء الحيّ المباشر.

تراث ثقافي عالمي

أدرج منظمة اليونسكو أهليل قورارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للبشرية التي تضم 90 من أبرز المأثورات اللامادية. وصيانة لهذا التراث الغنائي نظم في شهر جانفي 2008 المهرجان الأول بتيميمون.

كان هذا النوع من الغناء منتشرا في منطقة تميمون وما جاورها، منذ القديم، وكان يعرف قبل الإسلام باسم أزنون ليحمل بعده الاسم الحالي أهليل. 

موروث في الصحراء الجزائرية

يرى البعض أن هذه التسمية مشتقة من “أهل الليل” باعتبار أن هذا الغناء يؤدى في الليل، بينما ربطها البعض الآخر بالهلال، ويذهب آخرون إلى أن الكلمة جاءت من التهليل لله ومن عبارة “لا إله إلا الله”. والأهليل هو عبارة عن نوع من الغناء الموروث بالصحراء الجزائرية.

تتناول كلماته المغناة سير الصحابة والأولياء الصالحين وهو ما جعل أحد المختصين يعتبره من الغناء الصوفي المستلهم من الطريقتين “التيجانية” و”القادرية” المنتشرتين في الجزائر ومنطقة المغرب العربي.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى