تحويل الأعمال الأدبية إلى مسلسلات تلفزيونية : ظاهرة ملفتة

خصص الملحق الأدبي لصحيفة لوفيغارو، ملفا عن ظاهرة ملفتة للانتباه في السنوات الأخيرة، تتمثل في تحويل العديد من الأعمال الأدبية الكلاسيكية إلى مسلسلات تلفزيونية تقابلها ظاهرة أخرى ملفتة هي كذلك، تتمثل في المشاهدة الواسعة التي باتت تتمتع بها المسلسلات، سواء على مستوى التلفزيون أو على مستوى مواقع البث الالكترونية مثل نيتفليكس.

إقبال ازداد كثافة في الآونة الأخيرة، مع الأزمة الصحية، والتزام الناس بيوتهم. ومسلسلات حققت متابعة واسعة جدا. تم دبلجتها الى لغات عديدة في العالم. وقد نوهت الصحيفة إلى أن بعض المسلسلات خدمت كثيرا تلك الأعمال الروائية، التي أعيد طبعها من جديد. بعد إقبال القراء على شرائها من المكتبات، لتحقيق رغبة اكتشاف المقارنة فيما يبدو، بين المسلسل والرواية.

ولعل سر نجاحها كمسلسلات، تؤكد الصحيفة، يعود إلى حرية التصرف في النص من خلال السيناريو، وفق ما يقتضيه العمل الدرامي التلفزيوني. خاصة المسلسل الذي يستدعي مساحة زمنية واسعة. هناك أعمال روائية متميزة لكنها تبدو صعبة الاقتباس، تحتاج الى معالجة درامية من طرف سيناريست متمكن ومخرج محترف.

مسلسلات تلفزيونية جزائرية!

فكرت ماذا لو قام التلفزيون الجزائري بتحويل أعمال روائية جزائرية إلى مسلسلات تلفزيونية، بدل المسلسلات البائسة التي يكرر فشل عرضها منذ سنوات. والتي تكلف ميزانيات طائلة دون جدوى. هناك روايات جزائرية كلاسيكية ومعاصرة، لو أتيح معالجتها دراميا من طرف كاتب سيناريو متمكن، ومن مخرج محترف، ستتحول بلا شك إلى مسلسلات ناجحة.

رائعة الكاتب الجزائري الراحل عبد الحميد بن هدوقة مثلا: “ريح الجنوب”، سبق أن تحولت إلى فيلم ناجح. يمكنها أن تتحول إلى مسلسل ناجح أيضا. وهي فرصة ربما لمراجعة نهاية الفيلم، التي لم تكن متطابقة مع النهاية التي كتبها ابن هدوقة. كما أن لهذا الأخير أيضا رواية رائعة تستحق أن تتحول الى مسلسل، أعني رواية: “نهاية الأمس”. هناك أيضا روايات مشوقة للراحل الطاهر وطار كاللاز أو الزلزال، وأيضا محمد ديب ومولود معمري وآسيا جبار وغيرها.

نتذكر مثلا مسلسل “الحريق” المقتبس عن ثلاثية محمد ديب، والنجاح الباهر الذي حققه سنوات السبعينيات، بحيث تحول إلى تحفة فنية حقيقية، يعاد عرضه وينجح دائما، لم يتأثر أبدا بعامل الزمن. ثم مالذي يمنع مثلا من إعادة اخراج المسلسل نفسه، بصيغة جديدة معاصرة؟ هناك الكثير من المسلسلات العالمية أعيد إخراجها أكثر من مرة، وبمعالجة درامية مختلفة محققة نجاحا ملفتا.

الكاتب: بوداود عمير

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى