اكتشاف المواهب التحدي الإعلامي الجديد

كشفت برامج المواهب العالمية التي انتشرت بشكل كبير عبر العالم خلال السنوات الأخيرة، عن ملايين المبدعين الذين لم يحصلوا على فرصة للظهور إعلاميا، وظلوا لسنوات مجهولين، لتداع شهرتهم مع أول تجارب الآداء التي يقدمونها.

وقد كسرت هذه البرامج الصورة النمطية التي تشكلت في ذهن الجمهور حول المشاهير في الرسم، الغناء، المسرح وكل أشكال الإبداع، الذين يظهرون عادة في المهرجانات، المعارض والتظاهرات الفنية الكبيرة، عندما كشفت مسارحها عن مواهب صادمة خرجت من القرى الفقيرة، الشوارع، المدارس، الجامعات وكل الأماكن التي لا يلتفت اليها الناس عادة.

موهبة صدمت العالم

وكانت سوزان بويل، قد لقنت درسا قاسيا للجماهير التي سخرت منها بسبب مظهرها القروي وعمرها البالغ 47 سنة، عندما تقدمت للغناء لأول مرة سنة 2009 في برنامج المواهب البريطانية، لتصدم الجميع بصوتها الخرافي وتحقق شهرة وثروة واسعة تفوق ثلاثون مليون دولار، تماما كما صدمت قصة المبدعة الجزائرية نادية بوخلاط الجمهور العربي بعد تتويجها بجائزة “همسة” الدولية في الأدب بمصر لسنة 2015 عن  روايتها “امرأة من دخان”،  وهي التي لا تملك بيتا تعيش فيه، ولا حتى ثمن تذكرة سفر لحضور حفل توزيع الجوائز.

البحث عن فرص الظهور

وفي الوقت الذي تمكنت فيه سوزان ونادية من رفع التحدي والظفر بفرصة لابراز موهبتهما، فإن الملايين مازالوا يبحثون عن فرص للظهور وسط الوجوه والأسماء الفنية التي تزاحمهم وتحجب عن الجماهير رؤيتهم، باحتكارها للمهرجانات والتظاهرات الفنية الكبرى التي تحظى بتغطية اعلامية واسعة، بمساعدة القائمين على الثقافة الذين يوجهون دعواتهم لمعارفهم وأصدقائهم من الفنانين المشاهير على حساب باقي مبدعين الذين أصبحوا مطالبين بايجاد قنوات أخرى للوصول إلى الجمهور عبر الأنترنت وكسر حاجز التهميش واحتكار الساحة الفنية والثقافية.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى